تعرف على كيفية تقليل الخسائر

الكاتب: وسام ونوس -
تعرف على كيفية تقليل الخسائر

 

 

تعرف على كيفية تقليل الخسائر

 

براين تريسي

إن أهم صفة لنجاح أي عمل في القرن الحادى والعشرين هي المرونة، إذ في ظل التراكم الهائل في المعرفة والتكنولوجيا -مصحوبة بالنمو السريع للمنافسة العنيدة على المستويين المحلي والعالمي- فإن المنتجات والعمليات والخدمات والأسواق والمستهلكين يتغيرون بمعدل أسرع مما كان عليه من قبل. لذا لا بد أن نكون مررنا في ظل هذا التغير السريع الذي لا يتوقف حتى تحافظ على صحتك النفسية فضلا عن الاستمرار والازدهار.

كتب (تشارلز دارون) ليس من الضروري أن يكون الاستمرار من نصيب من هو أقوى أو أذكى، بل من نصيب الأنواع التي تتكيف وتتهيأ بسرعة مع الظروف المتغيرة.

تذكر أن 70% من قراراتك في العمل سيتبين لك أنها خاطئة أو مخيبة للأمل بمرور الوقت وهذا يعني أن 70% من منتجاتك وخدماتك لن تنجح في السوق، أو أنها لن تنجح النجاح الذي توقعته. وأن 70% من موظفيك لن يصلوا إلى جودة العمل التي كنت تطمح إليها – حتى أفضل القرارات التي اتخذتها قد تلغيها؛ لأن الوضع أو الظروف سوف تتغير في الوقت نفسه.

أدرك ما تعرفه الآن

لعل أهم أداة يمكنك استخدامها كي تظل مرنا وقادرا على التكيف في الأوقات العصيبة -وعلى التعامل مع الأزمات المحتومة التي ستحل بك- هي ما أطلق عليه (التفكير عند درجة الصفر).

خلال التفكير عند درجة الصفر تتوقف وتفكر في عملك، وتنظر إليه نظرة موضوعية كما لو كنت غريبا عنه؛ لذلك اسأل نفسك هذا السؤال هل يوجد أمر من الأمور التي أفعلها اليوم لن أكرره مرة أخرى إن بدأت هذا العمل اليوم من جديد؟.

ألزم نفسك بأن تطرح هذا السؤال وتجيب عنه إجابة صادقة وأن تفعل هذا بوتيرة منتظمة ويستلزم الأمر شجاعة هائلة حتى تواجه حقيقة الوضع الحالي بأن تطرح سؤالا (أدرك ما أعرفه الآن) عن كل شيء تقوم به الآن.

هل يوجد منتج أو خدمة لن تعرضها في السوق إن اضطررت إلى القيام بإنتاجه مرة أخرى اليوم؟.

إن كان يوجد فإن سؤالك التالي لا بد أن يكون كيف أتوقف عن تصنيع هذا المنتج أو الخدمة؟ وما مقدار سرعة القيام بذلك؟.

يطلق (بيتر دراكر) خبير الإدارة على هذه العملية اسم (التخلي المبدع) أي ضرورة أن تتخلى عن منتج أو خدمة تستنفذ الوقت والموارد، وأن تبيع وتقدم منتجات وخدمات أكثر شيوعا وأكثر ربحية.

سؤال ينبغي أن تطرحه عن كل شيء

هل هناك أي نشاط أو عمل من منطلق إدراك ما تعرفه الآن – لن تقوم به مرة أخرى بعد اليوم؟.

هل هناك تكلفة أو طريقة أو إجراء في عمليات شركتك لن تقوم بها مرة أخرى بعد اليوم – من منطلق إدراك ما تعرفه الآن؟.

هل هناك أشخاص في شركتك لن تعيد توظيفهم مرة أخرى في الوقت الحاضر -من منطلق إدراك ما تعرفه الآن؟ فإن حضروا اليوم من أجل التقدم لشغل وظائفهم الحالية، فهل ستعينهم لهذه الوظيفة؟ وهل هناك شخص في شركتك لن ترقيه أو تسند إليه مسؤولية خاصة من منطلق إدراك ما تعرفه الآن؟.

هل هناك علاقة أو موقف في حياتك الشخصية لن تدخل فيها مرة أخرى اليوم إن كان بإمكانك أن تنهي هذه العلاقة الآن – من منطلق إدراك ما تعرفه  الآن؟.

إن كان هناك أي شيء لن تتدخل فيه مرة أخرى اليوم – من منطلق إدراك ما تعرفه الآن – فعليك أن تتحرك بسرعة وتنهيه، وأن تخرج منه بأسرع ما يمكن، إن فشلك في طرح هذا السؤال والإجابة عنه بصراحة وصدق قد يسفر عن انهيار تجارتك.

البداية من جديد

وهناك طريقة أخرى تحدد بها أين تقلل خسائرك، وهي أن تتخيل أنك وصلت إلى عملك في صباح أحد الأيام ووجدت الشركة قد احترقت بأكملها. ولحسن الحظ نجا الموظفون وها هم يقفون حول المبنى في ساحة انتظار السيارات وهم يشاهدون المبنى وقد أكلته النار ولم يبق منه سوى اللهب الذي ينتشر فيه بكامله.

وكما تبين لك هنالك بعض مكاتب العمل الحالية الموجودة في الشارع نفسه ويمكنك  الانتقال إليها فورا حتى تبدأ شركتك من جديد، وإن حدث لك وكنت بصدد بدء شركتك من جديد اليوم.

* ما الخدمات والمنتجات التي لن تعرضها مرة أخرى اليوم؟

* من العملاء الذين ستتصل بهم الآن فورا؟

* ما أنشطة الشركة التي ستبدأ بها؟

* ما أنشطة الشركة أو عملياتها أو استثماراتها أو نفقاتها التي لن تشترك فيها مرة أخرى إن كنت ستبدأ الشركة من جديد؟

* أي من موظفيك ستأخذه معك وأيهم ستتركه في ساحة انتظار السيارات؟ ومن هم أهم الأشخاص، ومن هم الأشخاص الذين ستستغنى عنهم؟

إن كان باستطاعتك أن تخفض أو تقطع أو تلغي أي شيء من أجل إنقاذ شركتك فعليك أن تفعل ذلك وعلى الفور ولا تؤجل القيام بذلك، استغن عن كل النفقات غير الضرورية والأنشطة غير الضرورية، ثم عد إلى الأساسيات وركز على 20% من منتجاتك وخدماتك والموظفين الذين من شأنهم أن يحققوا أفضل النتائج.

إن استعدادك لاتخاذ القرارات الصعبة أمر ضروري في أثناء الأزمات، ولكي تحد من خسائرك عاجلا وليس آجلا، ولكي تحدد نجاحك أو فشلك على المدى البعيد أو القريب.

إجراءات ينبغي اتخاذها عند الأزمات

1/ طبق التفكير عند الدرجة صفر على كل جانب من جوانب حياتك العملية والشخصية فهل ما يوجد ما تقوم به الآن ويمكنك أن تبدأ مرة أخرى بدونه – من منطلق درايتك بما تعرفه  الآن؟.

2/ تخيل أنك بدأت حياتك العملية أو الشخصية من جديد اليوم، فما الذي ستفعله وما الذي ستهجره؟ ماذا ستبدأ به وماذا ستتخلى عنه؟.

 

شارك المقالة:
515 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook