تعرف على قصة ضياءمن التجربة للنمو ( رحلة البهارات )

الكاتب: وسام ونوس -
تعرف على قصة ضياءمن التجربة للنمو ( رحلة البهارات )

 

 

تعرف على قصة ضياءمن التجربة للنمو ( رحلة البهارات )

 
بعد رحلة استمرت 214 يوما، أثمرت عن شحن وتصدير 87 طن بهارات برأس مال تجاوز النصف مليون دولار
فكيف تم لضياء الدين ذلك؟ الإجابة بقلم ضياء الدين وتقول:-
 

من ضياء الي DEO

يسمح القانون التنزاني بإنشاء شركات للأجانب دون الحاجة لشريك تنزاني، وتبلغ تكلفة إنشاء شركة تقريبا 2000 دولار أمريكي و يمكن عمل فيزا إقامة عمل لمدة سنتين بتكلفة 3000$ لصاحب الشركة و 2000$ للموظفين وهناك تأشيرة عمل من المطار لمدة 3 شهور مقابل 250$ بينما تأشيرة السياحة تكلف 50$.
 
 
 
لا أنصح بإنشاء شركة في مرحلة استكشاف السوق ومعرفة المنتجات الواعدة التي ستحقق لك الأرباح، لكن بعد الاستقرار يجب الإسراع بإنشاء شركة وفتح حساب بنكي دولاري – خاصة وأن الحصول علي الدولار وتحويله من وإلي تنزانيا سهل جدا. الدولار وقت كتابة هذه السطور يعادل 2190 شلن تنزاني، كما أن البنوك تسمح عن طريق الموبايل بتحويل الأموال وسداد الفواتير وشحن الرصيد للموبايل والكثير من الخدمات. افضل بنك هنا وجدته هو باركليز، وأفضل شبكة اتصالات هي ايرتيل airtel.
 
ولأن الأفارقة ينطقون اسمي ديو بدلا من ضياء، قررت تسميه شركتي DEO Company Ltd
 

انتخاب رئيس جديد وتوتر سياسي

مدة الرئاسة في تنزانيا هي خمس سنوات وتجدد لمرة واحدة وحزب CCM هو الحزب الحاكم منذ 50 عاما، ورغم موارد تنزانيا الكثيرة إلا أن أغلب الشعب فقير وغير راضي عن الحزب، وظهر مؤخرا حزب منافس بقيادة لواسا ونافس ضد مرشح الحزب الحاكم ماجوفولي.
 
قبلها كنت قد لاحظت خلال فترة إقامتي بالعاصمة دار السلام قبل سفري للمزارع وجود مظاهرات وهو شىء جديد عليهم وعند مرور مظاهرات بمنطقة تجارية تغلق المحلات أبوابها خوفا من حدوث أي عمليات سرقة فصاحب المحل بالغالب من أصل هندي أو عربي ومن يخرج بالمظاهرات تنزانيون محليون يسعون لحياة اقتصادية أفضل.
 
أدت تلك المظاهرات اليومية لحدوث قلق كبير لدى الهنود أصحاب رؤوس الأموال بل وجمدوا أنشطتهم وسافروا خارج البلاد حتي تتضح الرؤية. أدي ذلك لإنخفاض قيمه الشلن التنزاني مقابل الدولار بنسبة 25% وكان هذا قبيل بداية موسم البهارات.
 

بدايه موسم البهارات

من مكاسب الرحلة السابقة معرفتي بالمُجمعين (جامعي المحاصيل) وهم تجار صغار يمكن لي تركهم في مخزن وسط المزارع ومعهم مال كاش للشراء الفوري من المزارعين، فطورت الفكرة من خلال فتح حساب بنكي لبعض هؤلاء المجمعين، ووفرت لهم موازين رقمية (ديجيتال). أراد الكثير من المزارعين قبيل الحصاد الحصول على دعم مادي بضمان منتجاتهم فوافقت بناء علي سمعة المزارع بشرط أن يكون لنا أولوية الشراء.
 
ثم بدأ موسم الحصاد وتجمع لدي 10 طن محجوزين، لكني وجدت بعض المجمعين يبيع البضاعة لتاجر آخر ويطلب مني الانتظار ويقول لاتوجد بضاعة كافية فقمت بتعيين موظفي مراقبة وجودة، مهمتهم المرور علي المجمعين يوميا للتأكد من كمية و جودة البضاعة وتكلفة توظيفهم كانت أقل بكثير من فقدان الوقت أو قلة جودة المنتج.
 
بدأ العمل من تجميع وتنظيف للمحاصيل المشتراة، فقم بتأجير مخزن كبير حيث العمالة الكثيفة للتنظيف والتغليف. في بعض الايام يصل العدد إلى خمسين فتاة غير فريق العمل المعين وهم 8 أفراد، منهم حارس يبيت بالمخزن.
 

سوق البهارات المصري

بعدها أصبح لدي حاوية جاهزة للتصدير في وقت قياسي، فصدرتها لمصر لكن مع تغير قوانين الاستيراد بمصر وعدم ثبات سعر الدولار، حدث ارتباك في السوق واشتكي تجار البهارات من صعوبة الحصول علي الدولار فاتفقت معهم علي الشراء مني بالجنيه المصري فقاموا بحجز الحاويات قبل وصولها.
 
ارتباك السوق المصري جعلني أفكر في دخول أسواق أخري بالتوازي معه فأرسلت عينات للسعودية و الكويت و الإمارات وألمانيا علي أمل إيجاد عميل جاد وقد كان.
 

سوق البهارات الخليجي و أفريقيا

عينات الفلفل الاسود نالت استحسان تاجر سعودي فاتفقنا علي إرسال حاوية لتكون أول تجربة لي في السوق الخليجي وأغلب السوق السعودي يستورد من الهند وفيتنام عن طريق منطقة جبل علي بالامارات.
 
خلال هذه الفترة التقيت بتاجر يمني (أبو حازم) وهو صاحب شركة تصدير أسماك باليمن وعند حدوث سونامي اليابان أثر ذلك علي كمية ونوعية الأسماك في اليمن، فانخفض عدد شركات تصدير الأسماك باليمن من عشرات الشركات لعدد قليل جدا فاتجه لفتح شركة تصدير أسماك في تنزانيا.
 
أخبرني صديقي أبو حازم عن المنتجات التي يمكن تصديرها من تنزانيا وهي: العسل التنزاني و الكاجو و الكتان و القهوة و الشاي – وكلها منتجات متوفرة في افريقيا ومطلوبة في الخليج بالإضافة للأسماك وخصوصا الجمبري الذي يصدر مبردا بالطائرة.
 

التجار العرب وأفريقيا

الإخوة اليمنيون – خصوصا من منطقة حضرموت – تجار بالفطرة ومتواجدون في بلاد كثيرة، في إفريقيا ومنهم من يتزوج في بلد إقامته مثل التاجر حسين العمودي المقيم بإثيوبيا والمتزوج من إثيوبية ورزق منها بابنه محمد.
 
أخبرني “أبو حازم” أن محمد هذا جاء إلى السعودية لأول مرة وهو شاب ليعمل في أي شىء، وقام بعض أفراد الأسرة بتجميع مبلغ له لاستئجار شقه يقيم فيها، وبحكم معرفته بإثيوبيا وتعرفه علي تجار برؤوس أموال في السعودية، أصبح الشاب محمد حسين العمودي اليوم أغني رجل أعمال في إثيوبيا والثاني في إفريقيا بثروة 11 مليار دولار.
 

عزام باخريسا

تاجر آخر شهير هو عزام باخريسا – تنزاني من أصل يمني، ولو سألت أي مواطن تنزاني عن اسم رئيس تنزانيا فسيخطئ وهو أمر عادي، أما أن تجد تنزانيًا لا يعرف عزام باخريسا فهو شىء مستحيل.
 
عزام باخريسا بدأ بتصليح الاحذية من عشرين عاما، هو صاحب مجوعه شركات مواد غذائية لكل ما تتخيله حتي أن التنزانيين يطلقون علي منتجاته: “منتجات لاتستطيع تجنبها حتي وإن حاولت” وانتقل باخريسا للعمل في الاستثمار العقاري و اشتري نادي رياضي هو الثاني في الدوري، بالإضافة إلى قنوات تلفزيونية خاصة وعبّارات نقل بضاعة بل وله ميناء شحن خاص به.
 

سرعه دوران رأس المال

رجوعا للبهارات ومع شحن حاوية اول الموسم، بدأت الرؤية تتضح لي أن هذا الموسم يمكنني شحن كميات كبيرة، ولن يتم ذلك إلا بسرعة الشراء وتوفير سيولة نقدية، وهو أمر يتطلب سرعة البيع أيضا حتي أعيد استثمار الكاش مرة أخري.
 
في الموسم السابق، كنت أنتظر سعر الشراء حتي بنخفض لأنه يكون مرتفعا في بداية الموسم، وكنت أحاول البيع قرب شهر رمضان حتي يكون سعر البيع مرتفعا، لكني اكتشفت أنها سياسة خاطئة والأفضل منها الشراء من بدايه الموسم حتي يكون لي أولوية عند أصحاب المزارع، والبيع بسرعة حتي ولو بهامش ربح أقل حتي يكون لي اولوية مرة أخرى عند العملاء.
 
كانت النتيجة ممتازة، بيع حاويات في بداية الموسم وإعادة استثمار / تدوير ربح البيع من خلال الشراء مرة أخرى بل والحجز مقدما من العملاء مما أدي لإرسال وشحن 87 طن بهارات فلفل و قرنفل لمصر والسعودية برأسمال تجاوز نصف مليون دولار والحمد لله.
 

ماذا بعد..

الأشهر التالية لموسم البهارات هناك منتجات أخري مثل السيزل ( الكتان ) والأخشاب و القهوة وغيرها مرشحة للتصدير حتي يكون لدي منتجات قابلة للتصدير علي مدار العام كله وليس فقط خلال موسم محدود، وأما هدفي لموسم البهارات القادم 2016/2017 فهو أن أكون من أكبر مصدري البهارات من شرق افريقيا باذن الله فلا تنسوني من دعائكم.
 
شارك المقالة:
187 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook