تعرف على قصة رانو موندال.. من التشرد إلى الثراء

الكاتب: وسام ونوس -
تعرف على قصة رانو موندال.. من التشرد إلى الثراء

 

 

تعرف على قصة رانو موندال.. من التشرد إلى الثراء

 

الاسم: رانو موندال

تاريخ الميلاد: 5 نوفمبر 1960

الجنسية: هندية

الحالة الاجتماعية: أرملة ولديها ابنة

بعد عمر يتجاوز الستين عامًا، نجحت الهندية رانو موندال في الانتفاض على الفقر المدقع، وحياة التشرد القاسية، والوحدة الموحشة؛ لتنطلق مع الشهرة، ولفت أنظار العالم إليها؛ لما تتمتع به من موهبة متميزة، وعقل فريد، فكيف كانت تجربتها؟

حياة التشرُد

وُلدت “رانو موندال” في 5 نوفمبر عام 1960، وذاقت مرارة الفراق بعد وفاة زوجها، وعاشت برفقة ابنتها المتزوجة لفترة من الزمن.

صدمت الحياة، رانو موندال بكل قسوة؛ إذ تركتها ابنتها وحيدة لأسباب مجهولة وسافرت مع زوجها، لمدة 10 سنوات؛ ما اضطرها للعيش في الشوارع.

تشرّدت رانو موندال في بلدتها، وبات عملها اليومي يكمن في نقل متاعها البسيط على ظهرها من مكانٍ لآخر، والجلوس في الممرات وأماكن تجمعات الناس، ومحطات القطار؛ لاستجداء من حولها، فكان ذلك قوت يومها، واعتادت أن تنام في المكان الذي تجلس فيه.

 

موهبة بالصدفة

استمرت معيشة “رانو موندال” بهذه الطريقة لمدة 10 سنوات كاملة؛ قبل أن تكتشف عن طريق الصدفة، أنها تتمتع بموهبة رائعة، تتمثّل في صوتها الجميل، متأثرة بالفنانة “لاتا مانجيشكار”؛ عملاقة الغناء في بوليوود، التي تركت بصمة صوتية أخاذة في السينما الهندية.

بدأت رانو تستثمر صوتها بشكل عفوي تمامًا؛ فقدّمت الأغنيات الهندية الشهيرة في محيطها، فوجدت مصدرًا للدخل، عِوضًا عن استجداء المارة، فكانت تُغني للناس، ويدفعون لها مقابل هذا الغناء.

وذات يوم، كانت تغني أغنية Teri Meri Kahani للمطرب والمخرج الهندي هيميش ريشاميا- لم تلقَ رواجًا واسعًا حينها- فأظهرت أفضل ما لديها من صوت جميل، وإحساس مميّز، فنالت إعجاب أحد الشباب، الذي صور لها فيديو دون أن تعلم، ثم استأذنها في نشره على الإنترنت.

 

نجاح باهر

كانت المفاجأة عندما تمكّن مقطع الفيديو من تحقيق مشاهدات هائلة عبر موقع يوتيوب، تجاوزت ربع مليون مشاهدة خلال يومين أو ثلاثة، على حساب الشاب الذي لم يكن به سوى 50 مشتركًا من الأصدقاء؛ حيث سجَّل مئات الآلاف إعجابهم بصوتها العذب وحنجرتها الذهبية، فأصبح حساب الشاب محط اهتمام كبار الفنانين ووسائل الإعلام المختلفة؛ لمعرفة صاحبة الصوت الجميل.

بات حساب الشاب بين عشية وضحاها من أكبر الحسابات متابعةً وتفاعلًا؛ إذ اعتلى قائمة الفيديوهات الأكثر تداولًا على مستوى الهند، وتسابقت وسائل الإعلام على نشر مقاطع السيدة الستينية، فضلًا عن الحديث عن قصتها المؤثرة.

فيما بعد، أصبح ذلك الشاب مديرًا لأعمال رانو ماندال؛ إذ تلقّى اتصالات من الجمعيات والقنوات ليتواصلوا معها؛ فعرض صالون تجميل شهير، أن يتولى رعايتها، فوافقت، ثم شاركت في برنامج شهير بالهند- لتقييم المواهب- بالأغنية التي كانت سببًا في شهرتها.

كان ضمن لجنة التحكيم، الفنان والمخرج هيميش ريشاميا؛ صاحب الأغنية الأصلي، فأعجب بصوتها، ثم عرض عليها إعادة غنائها؛ كونها لم تلقَ نجاحًا في نسختها الأولى، فوافقت على الفور.

 

استثمار النجاح

استثمرت رانو موندال موهبتها لاقتحام باب النجاح، فاستجابت لكل الفرص التي عرضت عليها، وشاركت في كل المناسبات التي دُعيت إليها، وتجاوبت مع التدريب الذي وجه لها؛ ما جعل هيميش يصفها بأنها من الشخصيات المرنة المتقبلة للتغيير، والمستجيبة للتوجيهات، وذات الفهم السريع للتدريبات والتعليمات التي كانت تتلقاها.

بعد الإعادة بصوت رانو، نالت الأغنية شهرة واسعة على مستوى الهند، وحققت أرقامًا قياسية في المبيعات، كما حققت شهرة كبيرة للسيدة الستينية المشردة التي وجدت نفسها محطًا للاهتمام، وسرقت الأضواء؛ لموهبتها الاستثنائية، وأصبحت من رواد الأعمال المبادرين.

لم تَكُفْ الحياة عن إبهار رانو؛ حيث عادت ابنتها التي هجرتها بعد 10 سنوات؛ لتجد والدتها محققة نجاحًا مبهرًا وشهرة واسعة في أنحاء الهند، لكنها واجهت سخط الجميع؛ كونها استغلالية، ومتلونة، وعاقة لأمها، إلا أنَّ قلب الأم كان له الكلمة العليا، فتقبلتها رانو بمحبة وترحاب، ولم تفاتحها قط في موضوع الهجران الذي استمر لعقدٍ من الزمان.

 

الدروس المستفادة:

  1. استثمار الموهبة: على رائد الأعمال استثمار موهبته؛ لاقتحام عالم الأعمال، والمضي قدمًا نحو النجاح.
  2. التعلم المستمر: لا يغفل رائد الأعمال أهمية التعلٌم المستمر، والعمل على تطوير ذاته، وتنمية مداركه، وإظهار أفضل قدراته.
  3. انتهاز الفرص: غالبًا ما تأتي الفرص في الحياة مرة واحدة؛ وهو ما يجب استغلاله جيدًا؛ للعمل على تحقيق الأحلام، وتحويلها إلى واقع.
  4. تقبٌل التغيير: عندما يقدّم إليك الخبراء النصائح، عليك أن تتقبّلها؛ لأنها من واقع خبراتهم، فالنقد البنّاء وسيلة فعالة للتغيير للأفضل.

 

شارك المقالة:
230 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook