لم يكن “دايف أديسون” يتناول وجباته المتفرقة في المطاعم كغيره، بل تولد لديه شغف عميق بمعرفة أسرار إعداد الوجبات الجاهزة؛ ما دفعه لتكريس حياته لتعلم فنون المهنة وممارستها وإتقانها؛ حتى تحول من شاب لم يستكمل دراسته الثانوية إلى أحد أشهر رجال الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد تأسيسه سلسلة مطاعم “وينديز” والمنتشرة في جميع أنحاء العالم.
ولد دايف أديسون عام 1932 بولاية نيوجيرسي الأمريكية، ونشأ في كنف أبوين لبنانيين كانا قد تبنياه، ولم يتمكن من معرفة أي شيء عن أبويه الأصليين.
وبعد وفاة أمه بالتبني، ظل “دايف” يتنقل مع والده الذي كان يعمل في مجال البناء؛ للبحث عن فرص عمل مناسبة.
الشغف بالمطاعم
أثناء تنقلات الطفل “دايف” ووالده “أديسون” وتناولهما الوجبات السريعة في المطاعم، بدا له شغفه بصناعة الوجبات السريعة، وولعه بمعرفة أسرارها ومزاولة العمل بها.
بداية الحياة المهنية
عندما بلغ “دايف” الثانية عشر من عمره، عمل في مطعم “كونكسفيل” لمدة ثلاث سنوات، اكتسب خلالها خبرات ومهارات متنوعة.
ترك الدراسة والتفرغ للعمل
وعندما بلغ الخامسة عشر من عمره، اتخذ دايف توماس قراره بترك دراسته الثانوية، والاتجاه للعمل -بدوام كامل- في مطعم آخر يسمَّى “هوبي هاوس” بولاية إنديانا؛ حيث عمل به ثلاث سنوات أخرى.
الخدمة العسكرية
وعندما بلغ “دايف” الثامنة عشر من عمره، التحق تطوعًا بالخدمة العسكرية، واختار أداء خدمته بمدرسة الطهي والخبز في جورجيا؛ حيث تمثلت خدمته العسكرية في إطعام نحو ألفي جندي يوميًا في ألمانيا.
إنعاش مطاعم “كنتاكي”
بعد انتهاء خدمته العسكرية، وعودته إلى عمله بمطعم “هوبي هاوس”، أقنع “دايف” مالك المطعم بشراء أربعة أفرع لمطاعم “كنتاكي” بولاية أوهايو؛ لعدم تحقيقها أية نجاحات، على أن يتولى هو مهمة إنعاشهم من جديد.
مشروع “وينديز”
بعد نجاح دايف” في وضع خطة شاملة لإنعاش الأفرع الأربعة التابعة لـ “كنتاكي”، أيقن قدرته على تدشين وإدارة مشروعه الخاص في مجال مطاعم الوجبات الجاهزة.
وفي عام 1969، أسس “دايف” مطعمًا باسم “وينديز” في أحد المباني المملوكة لصديقه، معتمدًا في تصميمه على الطراز القديم والمميز ذي الأجواء العائلية الفريدة.
طرق تسويقية مبتكرة
في عام 1989، اتبع “دايف” حملة ترويجية مختلفة تتمثل في ظهوره بنفسه في الإعلانات التلفازية؛ مروجًا لمطعمه، فكان نوعًا جديدًا ومختلفًا من التسويق، أدى إلى نجاح حملته الإعلانية، وزيادة شعبية المطعم.
توسع وانتشار
في غضون عقدين فقط، تمكن “دايف” من تدشين 4 آلاف فرع لـ “وينديز”، من خلال منح حقوق الفرنشايز(الامتياز التجاري).
“على طريقة دايف”
توفى دايف توماس عام 2002 تاركًا إرثًا من النجاح في عالم ريادة الأعمال عامة، وقطاع مطاعم الوجبات الجاهزة خاصة؛ إذ وصل عدد أفرع مطعمه -في ذلك الحين- إلى 6 آلاف فرع في مختلف أنحاء العالم، كما أصدر كتابًا بعنوان:” على طريقة دايف”، استعرض فيه مسيرته المهنية، مسلطًا الضوء على أهم الدروس المستفادة منها.
دروس مستفادة
1. الاعتراف بالخطأ: اعترف “دايف” -أكثر من مرة- بخطئه حينما ترك دراسته الثانوية؛ لافتًا إلى أن ما حققه من نجاح كان بإمكانه مضاعفته عشرات المرات إذا كان قد استكمل دراسته.
2. الخبرة العلمية والعملية: يختار رواد الأعمال -في كثير من الأحيان- عند بداية تأسيس مشاريعهم الخاصة، بين الاعتماد على تاريخهم الدراسي وتخصصهم العلمي، أو الخبرة العملية التي ترتكز بالأساس على اكتساب مهارات المهنة عن طريق الممارسة فقط، بينما نتعلم من قصة “دايف” أهمية الاعتماد على كلا الجانبين قبل اقتحام عالم ريادة الأعمال.
3. قبول التحدي: إن قبول التحدي وخوض التجارب الصعبة قد يكشف لك العديد من الإمكانات والطاقات الكامنة لديك؛ وهو تمامًا ما حدث مع “دايف” حينما تمكن من بث الحياة من جديد في بعض أفرع مطعم “كنتاكي” التي كانت تعاني من الركود، وهو أيضًا ما كان بمثابة الحافز الأكبر له نحو تدشين مشروعه الخاص.
4. العلاقات الطيبة: أحد أهم النصائح في مجتمع ريادة الأعمال تتمثل في بناء علاقات طيبة مع الجميع؛ فذلك يختصر كثيرًا من الوقت والجهد عند تدشين مشروعك الجديد؛ وهو ما حدث مع “دايف” حينما تمكن –بفضل علاقته الوطيدة بأحد أصدقائه- من إيجاد مقر مناسب لافتتاح مطعمه الجديد.
5. طرق تسويقية غير تقليدية: تُساعد الطرق التسويقية غير التقليدية على انتشار المشاريع الجديدة في غضون فترة وجيزة؛ لذا احرص على الاستعانة بخبراء تسويقيين محترفين يمكنهم إيصال منتجك أو خدمتك الجديدة إلى أبعد مدى.