المبحث الثاني: الامبراطوريات التركية في العصور القديمة

تحدثنا في المواضيع السابقة عن امبراطوريات الهون الغربية والشرقية ودولة التوبا والجوان-جوان وامبراطورية الكوك-ترك الغربية والشرقية وسنتحدث اليوم عن

إمبراطورية الآفار

ملاحظة: دولة الآفار عاصرت الدولة الإسلامية منذ بداية تكونها... وحتى أواخر عهد الرشيد الخليفة العباسي.

هم شعب أويغوري تركي، مع قادة من الآفار (جوان-جوان) المغول، أقامو إمبراطورية جديدة في السهوب شمالي بحر قزوين وشمالي القوقاز.

ثم انقسم الآفار إلى قسمين رئيسيين بقي أحدهما في أوروبا الشرقية،

بينما تحرك الأخر غربا إلى نهر الدانوب واستقر في إقليم داسيا (رومانيا اليوم) ثم ابتدأ بفتوحاته النشيطة

ففي أواخر القرن 6 م توسعت دولة الآفار من نهر الفولغا شرقا وحتى نهر البلطيق غربا,

وفرضوا جزية هائلة على الإمبراطورية البيزنطية، وقد بلغت إمبراطوريتهم ذروة مجدها تحت حكم الخاقان بايان (565-602م) فأصبحوا القوة الأعظم في أوربا.

ولقد كان لهؤلاء أثر كبير في تطور الجغرافيا البشرية لجزء كبير من أوربا، فبتأثير هؤلاء وتحت ضغط قوتهم الهائلة هاجر كثير من القبائل السلافية إلى مناطق أوروبا الشرقية لم يكونو قد عرفوها من قبل ،

ثم استوطنوا منذ ذلك الحين وأصبحت لهم إلى يومنا هذا.

صورة توضح صراع الآفار مع الفرنجة

وبعد موت الخانقان البطل (باين) ضعفت الإمبراطورية من بعده، وتزلزلت تحت تأثير الضربات المستمرة من السلاف، ومن البلغار (وهم أتراك أيضا).

ثم جاءت نهايتهم الأخيرة عام 795-796م على يدك ملك الفرنك (الفرنجة) القوي """"تشارمان"""" (الذي كان يعاصر هارون الرشيد وكانت بينهم علاقات ودية ومراسلات وهدايا).

ثم قام الشعب المورافي في إقليم مورافيا، والذي كان من جملة من خضع للآفار ، قام بتصفيتهم وإبادتهم ، وأما من نجا من الآفار فقد ذابو في الأغلبية السلافية في داسيا ( رومانيا).

وأما القسم الأول من الآفار الذي استقر في شرق أوروبا الشرقية ، فقد بقي قسم منه في القوقاز ، ولا يزال أحفاد هذا القسم يعيشون اليوم في (داغستان) ويؤلفون حوالي 30% من سكان داغستان.

وللمناسبة نذكر أن الشيخ شامل البطل القوقازي الوطني الشهير الذي ترأس الحركة الوطنية لمقاومة الاحتلال الروسي للقوقاز في نهاية القرن 19 م كان من الآفار.