تعرف على تاريخ اليهود في تركيا (2)

الكاتب: رامي -
تعرف على تاريخ اليهود في تركيا (2)
"""

تعرف على تاريخ اليهود في تركيا (2)

تعرف على تاريخ اليهود في تركيا (2)

فترة العصر العثماني:

2- بين عامي (1700م - 1920م):

خسر اليهود مواقعهم المؤثرة في التجارة نتيجة تراجع القوة العثمانية وخسارتها مناطق مهمة في النفوذ والسيطرة لليونان, وكانت اليونان قادرة على الاستفادة من العلاقات الدينية والثقافية مع الغرب بشكل كبير.

في هذه الفترة وُلدت الصحافة اليهودية في عصر السلطان عبد المجيد. كانت صحيفة """"لادينو"""" الأولى ذات هدف جيد، وبدأ """"رفائيل أوزيل پينسرلي"""" نشرها في إزمير عام 1843. وبعد اتشار الصحافة كانت الجريدة اليومية الأولى هي جريدة """"الجورنال الإسرائيلي"""" التي أسسها """"بهزكيل جاباي"""" عام 1860.

وبعد خسارة الدولة العثمانية أراض لها في دول البلقان وجد كثير من اليهود أنفسهم تحت الحكم المسيحي, فيهود البوسنة على سبيل المثال أصبحوا تحت حكم الدولة النمساوية عام 1878م.

وكان عدد السكان اليهود في الإمبراطورية العثمانية وصلت ما يقرب من 200000 في بداية القرن ال20. وبعد خسارة الأراضي المفقودة بين 1829 و 1913 إلى دول البلقان المسيحية الجديدة انخفض هذا العدد بشكل كبير.

عقد اليهود في الدولة العثمانية مؤتمرات عديدة, ودارت وجهات النظر حول دور اليهود في الإمبراطورية العثمانية ، ودعم المجموعة الموالية للصهيونية . وبعض اليهود اعتقد بوجوب تشكيل دولة يهودية ضمن الإمبراطورية العثمانية.


نشط اليهود منذ ثمانينات القرن التاسع عشر إلى تهجير اليهود المتشتتين في أنحاء العالم وطالبوا بإنشاء دولة لهم في فلسطين. وكانت أول محاولاتهم في عام 1293 هـ/1876م إذ عرض """"حاييم گوديلا"""" على السلطان شراء مساحات من الأراضي في فلسطين لإسكان المهاجرين اليهود فيها إلا أنه رفض عرضه. واستعان اليهود الروس بالسفير الأمريكي في إسطنبول أيضاً ولم ينجح بذلك. ولم تنقطع الهجرات الفردية، وكانت هناك هجرات جماعية بين ( 1868م - 1881م) و(1882م - 1896م) وكانت هذه الأكثر فعالية. ونتيجة لازدياد شعور السلطان بالتحرك اليهودي، أبلغ المبعوث اليهودي """"أولي?انت"""" أن باستطاعة اليهود العيش بسلام في أية بقعة من أراضي الدولة العثمانية إلا فلسطين، وأن الدولة تُرحب بالمضطهدين، ولكنها لا تُرحب بإقامة دولة دينية يهودية فيها. وقد حاول بعض اليهود تحدي قرار الباب العالي بالنزول في يافا، لكن السلطات العثمانية منعت دخولهم إلى مدينة القدس. لكن هجرتهم استمرت بشكل بطيء وبشكل غير رسمي عن طريق التحايل على القانون، ورشوة الموظفين، وبمساعدة قناصل الدول الأجنبية، وأرسلت الحكومة إلى متصرف القدس """"رؤوف باشا"""" أن يمنع دخول اليهود من الجنسيات الروسية والرومانية والبلغار
ية من دخول القدس، والروس بشكل خاص. واتخذ الباب العالي قراراً بتحويل سنجق القدس التابع لوالي دمشق إلى متصرفية حيث أن المتصرفيات تتبع الباب العالي مباشرة وذلك لتشديد المراقبة. وأرسل أعيان مدينة القدس إلى السلطان شكوى يطلبون فيها إجراء فعال يمنع دخول اليهود ويمنعهم من شراء الأراضي، فأصدر فرماناً في ( 30 ديسمبر 1892م) يحرم فيه بيع الأراضي الحكومية لليهود حتى لو كانوا عثمانيين من رعايا الدولة.

في أواخر القرن التاسع عشر برز """"تيودور هرتزل"""" وهو صحفي يهودي نمساوي استطاع قيادة الحركة الصهيونية وسعى إلى إيجاد وطن قومي لليهود، وحاول هرتزل بكل الطرق إقناع السُلطان عبد الحميد مستغلا قضايا سياسية عديدة و محاولاً إعطاء الدولة مساعدات مالية وغيرها, لكنه وقوبل بالرفض.

عقد اليهود مؤتمرهم الصهيوني الأول في مدينة بال السويسرية برئاسة تيودور هرتزل ما بين ( 29-31 أغسطس 1897م)، واتخذوا عدة قرارات وكان أهم قرار اتفقوا عليه تأسيس وطن قومي في فلسطين، وبعد أن كانوا يطمحون أن يكونوا فيها تحت سيادة الدولة العثمانية أصبحوا بعد هذا المؤتمر يطمعون بالسيطرة على فلسطين.

راقب السُلطان عبد الحميد المؤتمر ومقرراته عن قرب، واتخذ قراراً جديداً هو منع اليهود من السكن في فلسطين ومنع اليهود الأجانب من دخول مدينة القدس.

ولم تتوقف المؤتمرات الصهيونية عن الانعقاد وكانت في كل مرة تزيد عدداً وقوة، ولم تتوقف جهود """"تيودور هرتزل"""" وفي (13 مايو 1901م) قابل السلطان , وعرض عليه إصدار فرمان يجيز لليهود الأجانب الهجرة إلى فلسطين ومنحهم حكماً ذاتياً، مقابل دفعهم ثلاثة ملايين جنيه ، لكن السلطان كان على موقفه رافضاً, ثم حاول عرض رشوة كبيرة على عبد الحميد تقدر بمليون جنيه مقابل حصولهم على فلسطين. عندها قال السلطان كلمته الشهيرة للصدر الأعظم «انصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع، فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من الأرض، فهي ليست ملك يميني، بل ملك الأمة الإسلامية ، فليحتفظ اليهود بملايينهم».

وعلى الرغم من جهود السلطان في الحد من هجرة اليهود, فقد استمرت الحركة الصهيونية بإنشاء أجهزة تشرف على شراء الأراضي وتنظيم عملية الاستيطان, وطلب هرتزل من السلطان في ( مايو 1902م) الإذن في إنشاء جامعة عبرية في مدينة القدس للشبان الأتراك، إلا أن السلطان رده بعكس ما يريد.
"""
شارك المقالة:
156 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook