تعرف على اموال الجيل السابق | Millennial Money
لضمان أمنك المالي، استثمر في أسواق المال في أسرع وقت ممكن
تخيل نفسك بعد 50 سنة من الآن، أي نوع من الحياة تأمل أن تعيشها؟ هل تفضل أن تحيا بشكل مريح وأنت تمتك ما يكفيك من مال أم تريد أن تعيش وفق ما تأخذه كتقاعد يفرض عليك أن تنتبه أثناء كل عملية شراء؟
الجواب واضح، لكن كيف يمكنك أن تبلغه؟
المختصر المفيد (الخلاصة) لكتاب
أموال الجيل السابق | Millennial Money
باتريك أوشونيسي | Patrick O’Shaughnessy
عقلية المليونير وكيف يفكر
عكس المعتقد السائد، المال الذي تضعه في الحساب البنكي معتقدا أنه يزداد بفعل الأرباح التي تضاف إليه كل سنة هو في الحقيقة ذو قيمة آخذة في الانخفاض نظرا لاستمرار ارتفاع معدل التضخم في الاقتصاد. فما البديل؟
البديل هو الاستثمار في الأسهم؛ الاستثمار في الأسهم الآمنة من شأنه أن يمكنك من الحصول على عوائد مرتفعة يمكن استثمار جزء منها مرة أخرى وبذلك يتم الرفع من الاستثمارات بشكل دوري. من الضروري الاستثمار قبل بلوغ سن الثلاثين، الكثيرون لا يفعلون ذلك إما لتأثير الأزمة الاقتصادية لسنة 2008 عليهم أو لتجاوزهم سنا يرونها غير صالحة للاستثمار بعد تجاوزها. وضحت دراسة استقصائية لسنة 2014 أن 28 في المائة من الأشخاص الذين ولدوا بعد سنة 1985 استثمروا أموالهم في الأسهم مقارنة ب 46 في المائة من أجيال مختلفة.
رفع الدين العام وارتفاع المعدل المتوسط للأعمال يوحي بمستقبل مالي غير مريح
لا تعتقد أن استثمارك في صندوق تقاعد كاف لضمان مستقبلك المالي، خاصة إن كنت مواطنا في دولة حيث نسبة الشباب في تناقص مقارنة بنسبة المتقاعدين لأن النتيجة الحتمية عدم إيجاد مصادر تمويل كافية للوفاء بالتعهدات الخاصة بالمتقاعدين.
وهو ما يعني أن الجيل الحالي وإن كان يدفع ضرائبه وما عليه من مستحقات مالية لتغذية صناديق التقاعد التي تنفق هذه المبالغ لتلبية حاجيات المتقاعدين الحاليين، فالأمر قد يتغير مستقبلا فلا يجد هؤلاء الذين يدفعون اليوم من يدفع لتلبية حاجياتهم مستقبلا.
إن كنت تخطط لمستقبلك، استثمر في الأسواق المالية العالمية
إن كنت تريد الاستثمار في أسواق الأسهم، عليك أن تفكر في تنويع استثماراتك لتشمل أسهما من مختلف أنحاء العالم، ومن الأحسن تجنب ما يفعله من يستثمرون أموالهم في سوق خاصة بدولة واحدة فقط.
الاستثمار في سوق واحدة أمر خطير؛ سوق الأسهم اليابانية مثلا كانت تنمو بنسبة 30 في المائة حتى سنة 1989، لكن كل هذه الاستثمارات تبين لاحقا أنها كانت تغذي فقاعة فقط انفجرت سنة 1991 لتساوي استثمارات الشخص الواحد سنة 1989 نصف ما كانت لتساويه سنة 2013.
الكثير من الناس رغم مثل هذه التحذيرات يستمرون في الاستثمار في شركات توجد في الأسواق ذاتها، إما لأنهم يعتقدون أن تلك السوق واعدة أو لأنهم يعتقدون أنهم على دراية جيدة بشركات معينة، على سبيل المثال، المستثمر الأمريكي يضع 72 في المائة من استثماراته في السوق الأمريكية.
لكن إن أردت إنجاح استثماراتك، نَوِّعِ الأسواق التي تستثمر فيها حتى تنجو إن حدث وانهارت سوق ما، إضافة إلى استفادتك من العوائد نتيجة فرق قيمة العملة الذي يجعل عوائد استثماراتك ترتفع قيمة كلما ارتفعت عملة ذلك البلد مقارنة بعملة بلدك.
وبكلمات أوضح : استثمارك في شركات خارج بلادك يجعلك تربح مرتين كلما ربحت الشركة وكلما ارتفعت قيمة عملة الدولة المحتضنة لتلك الشركة.
إن أردت زيادة أرباحك، اتبع استراتيجيات الاستثمار التي تختلف عن المتعارف عليها
الكثير من الناس يحددون خطط استثماراتهم بناء على ما ينصح به الخبراء، وغالبا ما تكون هذه النصائح اتباع استراتيجية تسمى استراتيجية قادة القطاع والتي تقوم على شراء أسهم خاصة بالشركات الجيدة. أو الاستثمار في صندوق خاص يقوم بدوره بالاستثمار في شراء أسهم أفضل 500 شركة ذات حضور وازن جيد في مدة محددة. كلتا الطريقتين قد تضمنان لك الحصول على ربح ضئيل لكنهما لا تضمنان لك الربح الوافر.
إضافة لذلك فإن الشركات الكبرى من عادتها الإعلان عن نتائج سلبية فور تخطيها رقما معينا من الأرباح، وهنا يكون من المفيد الاستثمار في شراء أسهم شركات ذات بداية واعدة، فهي رخيصة الثمن وتقدم إمكانية للربح على المدى الطويل، منذ 1979 على سبيل المثال الصندوق الاستثماري الخاص بالاستثمار في هذه النوعية من الشركات تجاوز الصندوق الأول سالف الذكر بنسبة 1100 في المائة.
اختر استراتيجية استثمار تجمع بين عدة معايير استثمارية
يمكنك اعتماد استراتيجية استثمار قائمة على شراء الأسهم رخيصة الثمن، لكن تأكد من اختيار أسهم تخص شركات تمتلك إمكانيات لتطور من نفسها.
تأكد من الاطلاع على نتائجها المالية، ولا تنسى أن تطلع على مصادر تمويلها وإن كانت تتزايد بشكل مستمر. ثم استعمل هذه المعلومات لتجري مقارنة بين تطور سعر سهمها وعوائدها الصافية.
يمكنك كذلك شراء أسهم الشركات التي بدأ نجمها بالظهور، ستحتاج لهذه الغاية أن تبقى مطلعا على جديد الأسواق بشكل مستمر وتتابع أسعار أسهم الشركات التي تراها متوفرة على هذه الخاصية مركزا على الأشهر الأخيرة بالخصوص.
وأخيرا ستجد نفسك تطور استراتيجيتك الخاصة التي ستعتمد عليها فيما بعد.
لا تترك حدسك يقود قراراتك الاستثمارية
في دراسة قامت بها ستانفورد طُلِبَ من مجموعة من الطلبة القيام ب 20 اختيارا استثماريا، في كل جولة يسأل كل طالب إن أراد أن يقوم بالاستثمار، فيما يتم تحديد نتيجة هذا الاستثمار عبر رمي قطعة نقدية في الهواء، كلما كان الاستثمار كان صاحبه يحصل على 2.5 دولار مقابل كل دولار يستثمره، فيما يفقد دولارا عن كل عملية استثمار فاشلة. كانت النتيجة أنه بعد كل عملية استثمار فاشلة يصبح الطالب مستعدا للاستثمار في 41 في المائة فقط من الفرص المقدمة له وإن كانت نسبة فوزه من فشله 50 في المائة. المبدأ ذاته يحرك المستثمرين الذين يشترون الأسهم فور ارتفاع سعرها ثم يبيعونها فور انخفاضه خوفا من خسارتهم ما يمتلكونه.
إضافة إلى ما سبقت الإشارة إليه، يمكن أن يتأثر المستثمر كذلك بالطمع؛ يضع أمواله كلها في ما يبدو له استثمارا جيدا منتظرا أن يعود عليه بربح وفير.
ولمنع كلا الأمرين من التأثير على قراراتك يمكنك أن تعتمد نظاما آليا، على سبيل المثال يمكنك أن تحدد صندوقا استثماريا تجد أنه يقوم بعمل يناسب متطلباتك، فتقوم بتنظيم عمليات تحويل آلية من حسابك البنكي نحو الصندوق بشكل دوري لا يحتاج تدخلا منك.
التفكير بعيد المدى طريقك نحو الاستثمار المربح
يعتقد الكثير من المستثمرين أن عليهم أن يبدؤوا ببيع أسهمهم فور أن تبدأ في خسارة قيمتها، وهذا الفعل يعبر عن قصر أنظارهم. قيامهم به ليس إلا استجابة لطبيعتهم البشرية؛ الدماغ البشري يحتوي على منطقة خاصة تسمى الجهاز الحوفي تقوم بإحساس الجسم بالرضا، وهو ما يحدث مثلا حينما تبدأ أسعار الأسهم بالانخفاض فيلجأ بعض المستثمرين إلى شراء السندات كوسيلة لتحقيق مكاسب مضمونة وإن كانت قليلة جدا فهم بذلك يحسون ببعض الرضا نتيجة لاختياراتهم.
التفكير قصير المدى يؤثر هو الآخر على المستثمرين الذين يهمهم الحفاظ على صورة النجاح بغية الظهور بصورة المحترفين. لكننا عندما نتأمل المعلومات حول القطاع نجد أن أنجح الاستثمارات تلك التي تأخذ وقتا كافيا حتى تصبح ناضجة كفاية، فالأسهم على سبيل المثال تفقد قيمتها الحقيقية 31 في المائة من المرات بشكل متوسط، لكنها لا تخسر مالا على مدى 20 سنة كاملة، عكس السندات التي أظهرت أنها تخسر نصف قيمتها في المدة ذاتها ألا وهي 20 سنة.
فالاستثمار الناجح لابد أن يراعي تغير الأسعار مستقبلا وتذبذب القيمة الخاصة بالأسهم عبر الزمن.