مملكة الدانشمنديون التركمانية التي حكمت شمال وشرق الاناضول لقرنين Danishmends

استطاعت هذه القبيلة التركمانية والعائلة التركية الى ان توحد فواها والقبائل من حولها وتؤسس لنفسها مملكة حكمها زعمائها لاكثر من قرنين من الزمن ، استطاعوا ان يسيطروا على شمال وشرق الاناضول وانتزاعه من الصليبين من جهة ومن السلاجقة الند الدود لهم من جهة أخرى ليؤسسوا مملكتهم الخاصة ويدخلون التاريخ من هذا الباب .

يعود تاريخ تأسيس هذه المملكة لاواخر القرن الحادي عشر وتحديدا بعد معركة ملاذبكر الشهيرة حيث وضع الدانشمنديون نفسهم على الخارطة السياسية في الأناضول مستفيدين من انتصار السلاجقة في معركة ملاذكرد على الإمبراطورية البيزنطية سنة 1071، ويعتبر مؤسسهم غازي بن الدانشمند ابرز قاتهم حيث سما بقومه نحو الحكم ليقتطع العديد من الأراضي ويضعها تحت حكمه وحده .

وقد حكمت الدانشمنديون المناطق الشمالية والشرقية للأناضول في القرن الحادي عشر والثاني عشر، وتمركزوا بشكل أساسي حول سيفاس وتوكات ونيكسار، ثم امتدوا غرباً حتى وصلوا أنقرة وكاستامونو وجنوباً حتى ملطية، وقد كان الدانشمنديون في تنافس مع سلاجقة الروم والذين سيطروا على أراضي كثيرة كانت تحيط بهم. كما قاموا بحروب واسعة النطاق ضد الصليبيين.

وبالرغم من انه لا وتوجد الكثير من المعلومات حول مؤسس هذه المملكة كونه ومعظم ماكتب حوله بعد فترة طويلة من موته، الا انه منح قائد سنة 1134 لقب ملك من قبل الخليفة العباسي المسترشد بالله بعد نجاحاتهم العسكرية، وهو الامر الذي كان يقويه ويعطيه المزيد من القوة في المنطقة .

وقد اشتركوا في العديد من المعارك المهمة وابرموا العديد من الاتفاقيات ففي سنة 1100 نجح الدانشمنديون في أسر بوهيموند الأول والذي بقي في الأسر حتى سنة 1103 كما نجحوا في التصدي لحملة سنة 1101 بالاشتراك مع السلاجقة، وفي 1116 ساعد الدانشمنديون السلطان ركن الدين مسعود بأن يصبح سلطان السلجوقيين، وفي 1130 قتلوا بوهيموند الأول في معركة معه بعد أن قدم لمساعدة مملكة أرمينيا الصغرى، وتلاشت بعدها مملكتهم بعد سطوع نجم الجولة العثمانية وانظموا تحت قيادتهم .. منقول بتصرف.