تعتبر القيادة Leadership من المهارات المهمة والمطلوبة في مختلف المجالات سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو حتى دينية، مدنية أم عسكرية، وفي جميع المنظمات ربحية أو تطوعية غير ربحية، ويختلف تعريف القيادة باختلاف السياق المُراد ولكنها عادةً ما تُعرف بأنها القدرة على التأثير في الآخرين وإثارة حماسهم من أجل تحقيق هدف معين، تحديد هذا الهدف ووضعه في السياق المطلوب وضمن إطار زمني معين يصنع الفرق بين القيادة في المنظمات الربحية وغيرها من المنظمات غير الربحية.
مما لا شك فيه أن الفرق بين النجاح والفشل في إدارة المنظمات الربحية أحد أهم أسبابه هو اتخاذ قرارات خاطئة تتعلق بالأساليب القيادية، أو إهمال أحد عناصر نطام القيادة في المنظمات الربحية الذي يتكون من عدة عناصر مُتفاعلة ومُتجانسة، مُدخلات هذا النظام تشمل كل من:
الشخص الذي يمتلك القدرة على التأثير في الآخرين ويستمد هذه القدرة من عدة مصادر رسمية مثل قوة المنصب الذي يشغله ويُتيح له منح المكافآت أو وضع العقوبات أو من مصادر شخصية غير رسمية مثل خبراته العلمية والعملية وقدرته على إقناع الآخرين برأيه.
اللذين لديهم الرغبة Willingness والاستعداد Readiness لاتباع قائدهم، ومن الجدير بالذكر أن هذه المصادر هي أحد المداخل لمعرفة الفرق بين القائد والمدير، فالأول يميل لاستخدام المصادر الشخصية للتأثير على أتباعه، وقد يستخدم مزيجًا من المصادر الرسمية والشخصية لإحداث الفارق المطلوب، بينما يميل الثاني لاستخدام المصادر الرسمية لفرض القرار على مرؤوسيه.
وتتم معالجة مُدخلات نظام القيادة في المنظمات الربحية من خلال التفاعل اليومي والاتصالات المباشرة وغير المباشرة بين مُدخلاته، بينما تتمثل مُخرجات هذا النظام في الأهداف المُنجزة على أرض الواقع، وترتبط وظائف القيادة بعناصر نظامها ارتباطًا عضويًا وثيقًا حيث تُقسم بناء عليه إلى مجموعتين:
بناءً على ما ذُكر أعلاه تُعرف القيادة في المنظمات الربحية بأنها نظام يتم من خلاله التأثير في الآخرين وتغيير سلوكهم من أجل تحقيق أهداف المنظمة بمعنى آخر هي تأثير مُتداخل بين عناصر هذا النظام نحو تحقيق هدف يهم المجموعة ككل، ومما لا جدال فيه أن القيادة لها دور مهم في نجاح أي منظمة أو مشروع مهما كان حجمه، وكذلك لها دور محوري في كافة المستويات الإدارية، وتتلخص أهمية القيادة في المنظمات الربحية في عدة نقاط منها:
ختامًا يجب التشديد على أن القيادة الفاعلة للمنظمات الربحية هي وحدها القادرة على انتشالها من مستنقع الخسارة وصنع الفرق الحقيقي بين النجاح والفشل والأمثلة على ذلك كثيرة ويصعب حصرها أهمها ياهو Yahoo التي فقدت الكثير من بريقها، ونوكيا Nokia العائدة بقوة لسوق الهواتف الذكية.