الشعّار Keçecilik مهنة من اقدم

الحرف التركية التي لا تزال قائمة

يطلق اسم الشعّار بتشديد العين وتدل على صانع الاقمشة بشعر الماعز وصوف الغنم ، وهي مهنة قديمة جدا عند الاتراك ، هي المهنة التي انتشرت في العهد السلجوقي وتوارثها العثمانيين ، هي الحرفة التي تحوي بين نتاجها الفن والذوق بالإضافة الى الدفيء والجمال.

منذ ان تفقه الانسان واصبح يبني له مأوى ويضع على جسمه الثياب كانت هذه المهنة موجودة ولكنها تخصصت وازدهرت عن البدو الاتراك ابان العهد السلجوقي بأشكال جميلة ملونة ومطعمة ومزركشة وكانت نساء البادية من امهر من يعمل بهذه الحرفة حيث كن يجمعن الشعر والصوف ويلوننه ويخزلنه ليحيكن منه اجمل الملابس المزخرفة والمزكرشة.

كما كان الرجال يصنعون من هذا النسيج الخيام والحبال القوية رحال لخيولهم وغيرها من الاستخدامات لقوة هذه النسيج وندرته، كما ان الاتراك القدامى كانوا قد طوروا تقنيات تمنع تعفن هذا النسيج بالإضافة الى ما ادخلوه عليه من الوان واشكال.

خرجت المهنة من دائرة البداوة لتدخل الى المدينة وتوارثت الأجيال هذه الحرفة وطورتها عبر القرون حتى انهم كانوا يصنعون الألبسة الخاصة للسلاطين تلك التي تحمل الرموز والطلاسم التي تحفظ السلاطين من كل سوء ، كما صبحت لهم مدارسهم التي ينتمون اليها .

ولا زالت هذه الحرفة قائمة لحد الان ولم تقتصر على الملبوسات فقط بل دخلت في عدة مجالات منها المنسوجات الفنية والمنسوجات الاستطبابية حتى انها دخلت في مجال المنمنمات وعالم الموضة والازياء ، حيث لم تؤثر خشونة النسيج على نعومة الموضة والازياء .