تعرف على السياحة العلاجية .. والتسويق الناجح

الكاتب: وسام ونوس -
تعرف على السياحة العلاجية .. والتسويق الناجح

 

 

تعرف على السياحة العلاجية .. والتسويق الناجح

 

إن فن تسويق السياحة العلاجية، هو ما تتطلبه السياحة العلاجية، وليس المريض السياحي، لكنها توجه رغبات المريض حسب ما يتوافر من مواقع علاجية، والغاية منها تحقيق الربح بأقل تكلفة، هذه هي الفكرة العامة من تسويق السياحة العلاجية في الاقتصاد القائم على مبدأ “أقل تكلفة وأعظم ربح”.

وتُعد السياحة في البلاد العربية أحد الموارد المهمة في تنمية الدخل، والتحول نحو موارد بديلة و«دائمة» عن الثروة البترولية الناضبة، فإن السياحة ستكون “نفط العالم العربي”.

وعلى الرغم من الاتفاق على أن هذا الفكر التسويقي لم ينل اهتمامًا كافيًا في الوطن العربي، فإن إنفاق السياح العرب وخاصة دول الخليج على السياحة العلاجية بلغ 27 مليار دولار لعام 2015، مقابل 100مليار دولار على مستوى العالم.

وهناك دول ربحت من السياحة العلاجية مليارات الدولارات، وتأتي في مقدمة دول العالم؛ مثل ألمانيا و بريطانيا وفرنسا في العالم المتقدم ، بينما تراجعت أمريكا وأوربا إلى المرتبة التالية لارتفاع أسعار العلاج فيهما، بينما بلغ دخل الهند من السياحة العلاجية 20مليار دولار.

كما هناك دول عربية بدأت محاولات جادة في هذا المجال كالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ولبنان والأردن؛ إذ بلغ دخلها من السياحة العلاجية 1.2 مليار دولار، مع ظهور دول أخرى بعد ثورات الربيع العربي؛ مثل تركيا التي يبلغ دخلها من السياحة العلاجية 2.5 مليار دولار.

الهدف
فيما يرى البعض أن مكونات السياحة العلاجية تشمل الجوانب المادية، والتسهيلات، والأفراد، يرى آخرون أنها تتجسد في ثلاثة أبعاد هي:
1. الجودة المادية: تتعلق بالبيئة المحيطة؛ وذلك بتقديم جودة الخدمة المرتبطة بصورة المكان أو الانطباع الذهني عنها.
2. الجودة التفاعلية : تمثل نتاج عمليات التفاعل بين العاملين والمرضى.
3. جودة الخدمة: ما يحكم عليه المرضى أثناء تأدية الخدمة، وتقييم مدى جودة المخرجات بعد تقديم الخدمة؛ ما مؤداه: تكلفة مادية أقل، وجودة طبية أعلى.

المفهوم
هو فهم آلية التسويق في ظل تعاظم المنافسة التسويقية، وتعدد أنواعها وأشكالها وسلوكياتها؛ لأنها تشكل الأساس لفهم السلوك العلاجي للسياح والتعمق فيما يتطلبه العلاج السياحي، وتكييفه لاختيار موقع جذب معين دون غيره، وفق إدراك السائح الشخصي، والذي لايخرج سلوكه عن كونه إنسانيًا كالمستهلك الذي يهتم بمجموعة عوامل وضغوط تؤثر عليه؛ كالعوامل البيئية والشخصية والتسويقية التي تجعل عملية التنبؤ، وتفسير السلوك، وكيفية اتخاذ القرار العلاجي في المنشآت الصحية وبخدمة فندقية، أمرًا بالغ التعقيد.

ويتميز السائح العلاجي عن السائح العادي بطول مدة إقامته فى مكان العلاج، لمدة تتراوح بين أسبوعين وستة أسابيع، وغالبا ما ينصح الأطباء بالراحة عشرة أيام أخرى قبل العودة إلى أعمالهم.

جودة المنشآت
إن تسويق الخدمة الطبية، وجودة الرعاية الصحية في منشآت السياحة العلاجية بتطبيق مفهوم الجودة العالمية، يرجع إلى قيام الإدارة العليا بغرس الفكر التسويقي بين العاملين وتدريبهم على تقديم الخدمة برضا تام، مع الإعلان عن وجود تطبيق الجودة البيئية في منشآت السياحة العلاجية (ISO 14001) ، والحديث عن الميزات الجمالية للمكان، وروعة المناظر الطبيعية فيه، وقيام العاملين بتقديم خدمة طبية جيدة تتطابق مع النظم العالمية كالحصول على شهادة الاعتماد الدولي(JCI) واعتماد الهيئة الدولية الاعتماد الكنديةCCHSA، والمجلس الأسترالي لمعايير جودة الرعاية الصحية ACHS، والجمعية الدولية لجودة الرعاية الصحية ISQua، والجمعية الأوروبية لجودة الرعاية الصحيةESQH، وتطبيقها في المنشآت الصحية والذى أصبح الأساس في جذب مرضى السياحة العلاجية؛ إذ أصبحت منشآت السياحة العلاجية لا ترى نفسها كبائع للخدمة، بل كجاذب للمرضى والعملاء؛ ما يؤدي إلى زيادة الموارد المالية.

زيادة الموارد المالية لرواد الأعمال
ان اهتمام رواد الأعمال بتسويق السياحة العلاجية والإعلان عن الميزات التنافسية لتلك السياحة، يزيد من الموارد المالية، وينشط الاقتصاد بشكل عام، ويزيد من احتياطي العملات الأجنبية، ويعود بالنفع وبشكل مباشر وسريع على العاملين في مجال السياحة العلاجية في المنشآت الصحية؛حيث تمثل السياحة العلاجية نسبة تتراوح بين 5% إلى 10% من حركة السياحة العالمية؛ وبالتالي فهي ملاذ المرضى الذين ينشدون العافية، والأصحاء الذين يطلبون الوقاية.

إن مساهمة رواد الأعمال في المملكة العربية السعودية في هذا المجال، سيسهم بشكل كبير في تنمية ونهوض هذا النشاط الاستثماري الهام؛ إذ تتمتع المملكة بنمو عالٍ في قطاعها الصحي والطبي، مع استقطاب الخبرات الدولية لتطوير هذا القطاع ؛ الأمر الذي يجعل المواطن السعودي يقبل عليها في وطنه بدلًا من سفره إلى الخارج بهدف العلاج.

وفي مصر نحو ‏1356‏ عينًا للمياه الكبريتية والمعدنية‏، ومستشفيات متطورة ومعامل تحاليل متقدمة، يمكن استغلالها فى تقديم الخدمة الصحية للسائحين فى إطار برنامج شامل لزيارة المناطق السياحية والإقامة الفندقية للمريض ومرافقيه .

معوقات السياحة العلاجية في الوطن العربي
إن كل التغيرات التي تحدث في أي إطار من أطر المنظومات البيئة العالمية والمحلية قد يؤثر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على حركة كيان قطاع السياحة، بما فيها السياحة العلاجي والأنشطة المختلفة، وبحث السبل الكفيلة لتنشيطه، فمن هذه المعوقات ضعف التخطيط وتنفيذ وتسعير وترويج وتوزيع الأفكار والخدمات اللازمة لإتمام عملية التبادل والتي تؤدي إلى إشباع حاجات الأفراد التي تؤثر تأثيرًا سلبيًا على السياحة العلاجية العربية ما يأتي:

■ عدم ظهور العرب على الخريطة العالمية كتكتل اقتصادي:
إن العالم العربي الذي تبلغ مساحته 11% من مساحة العالم و 270 مليون نسمة، ويحتوي على أكثر من 100 ألف موقع سياحي تتوفر فيه الأصالة والعراقة، ومع كل ذلك، فإن موقع العرب لا يتناسب مع هذه القدرات والإمكانيات الكبيرة؛ حيث إن ظهور العرب كتكتل اقتصادي أو كسوق عربية مشتركة، من شأنها أن تدعم اقتصاد البلاد العربية، ويجنبها أزمات ومشاكل ويرفع من حصتها من الفرص المتاحة في السوق العالمي.
■ ضعف البنية التحتية للمنشآت السياحة العلاجية والرعاية الصحية:
تفتقر المنشآت الصحية إلى المنافسة العالمية؛ لافتقاد معايير الجودة العالمية ، وعدم تفهم العاملين الى جودة الرعاية الصحية في المنشآت العلاجية مع السياحة العلاجية .
■ ضعف البنية التحتية الخاصة بالقطاع السياحي :
تشير الإحصائيات إلى أن الدول العربية بحاجة خلال العشر سنوات القادمة إلى أكثر من 300 مليار دولار لتطوير بنيتها التحتية، لذا جاء قرار مجلس الوزراء العرب بربط الوطن العربي بتسعة محاور رئيسة بالسكك الحديدية أفقية وعمودية بواقع 20 ألف كيلو متر تحتاج الى10 آلاف عربة، فضلًا عن حركة النقل من خلال السفن والتي تنقل نحو 2.2 مليون راكب؛ الأمر الذي يساهم في تنشيط السياحة العلاجية.
■ ضعف تسويق السياحة العلاجية:
تشير الإحصائيات إلى أن العالم العربي ينفق على الترويج 45 مليون دولار؛ وهو مبلغ متواضع مقارنة بأستراليا التي تنفق وحدها 88مليون دولار، وإسبانيا وبريطانيا 79 مليون دولار، وفرنسا 73مليون دولار.
■ الإجراءات الروتينية المعقدة:
وتتمثل في الحواجز والتعقيدات التي توضع أمام المسافر العربي من المساءلة والانتظار لفترات طويلة، وصولًا إلى الإجراءات المشددة لعمليات الإقامة، وتأشيرات الدخول المعقدة؛ ما يعوق تقدم السياحة في الوطن العربي، على الرغم من التطور الحاصل نسبيًا في المؤسسات السياحية، إلا أن أكثر من 70% من المشاريع السياحية العربية تُعد مشاريع صغيرة ؛ إذ لاتعادل مبيعات مطعم واحد في دولة متقدمة.
■ تزعزع الأمن والأمان :
تُعد السياحة والأمن متلازمين، فعند حصول خلل في الأمن من أعمال إرهابية، فيكون يتأثر قطاع السياحة أول من يتأثر. ويرتكز الأثر المقصود هنا على:
1. الطلب العالمي والمحلي على أنشطة كيان قطاع السياحة العلاجية في الدولة المعنية.
2. شكل وخصائص ومكونات السياحة العلاجية و العرض السياحي للدولة لزيادة الدخل.
3. طابع قطاع السياحة المميز للدولة ومركزها التنافسي على خريطة العالم السياحية.

إن الإنسان هو هدف التنمية، كما أنه وسيلتها. والصحة هي أول متطلبات الإنسان وأهم مقومات الحياة؛ لذا تعد الخدمات الصحية أغلى أنواع الخدمات تكلفة؛ حيث يبلغ حجم الإنفاق العالمي عليها تريليوني دولار سنويًا ، وسط توقعات بتزايدها بشكل كبير خلال السنوات القادمة

 

شارك المقالة:
280 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook