تعرف على الرسالة الإعلانية الخادعة!

الكاتب: وسام ونوس -
تعرف على الرسالة الإعلانية الخادعة!

 

 

تعرف على الرسالة الإعلانية الخادعة!

 

تخيل لو أنك رائد أعمال جديد، ولديك أفكار إبداعية، وتقوم بعمل أبحاث خاصة بك، وتشعر بالتفاؤل، وقمت مؤخرًا بتسجيل اسم شركتك، فربما يعتبرك ذوو الخبرة ساذجًا!.
يرنّ الهاتف، فيسأل عنك شخص ما باسم شركتك، فتعتقد أنّه عميل يتصل بك ليحييك ، فتكتشف أنه ليس عميلًا، بل شخص يعرض عليك هدية مجانية، وتسمع صوت فتاة تقول: لا تنتظر، إنهما هديتان مجانيتان ومضمونتان! .. فتقول في نفسك: بالمجان، إنه يبدو ممتعًا!.

وبعد قليل، تتذكر أنك ملأت استمارة في معرض تجاري، ولكنك لا تتذكر اسمه؛ لأنك حضرت عدة معارض تجارية, وبالتأكيد ملأت عدة استمارات.

ماذا تقول تلك الفتاة؟ تقول:اختر جائزتين من قائمة تشتمل على جهاز فاكس، ورحلة إلى نادي رياضي ، وجهاز كمبيوتر جديد، وقلادة من الألماس (حينها يسرح بك الخيال فتتذكر أن زوجتك تحب هذا، وقد تقدّر بالفعل فكرة عملك)، وكاميرا فيديو، و تلفاز 52 بوصة يمكنك أن تحصل مقابله نقدًا 8.000 دولار. وهنا، تتساءل: ماذا أفعل للحصول على هذه الجوائز، ومتى يمكنني الحصول عليها؟.

 

تحقق من الواقع

حتى الآن كل شيء على مايرام.

حسنًا، سألتُ الفتاة: ما الذي فزتُ به؟

فأجابت: الهدية تتوقف على شراء المواد الدعائية.

قلتُ:” لكنني لست بحاجة إلى الإعلان، فقط أرسلي إلي هديتي”.

 عند هذه النقطة وضعتني على الانتظار، وظننت أنني أفجر صفقة العصر، لكن اتضح أنني كنت غبيًأ لما سألتها عدة أسئلة؛ لذا لم أجد من تلك الهدايا المجانية شيئًا.
كان هذا هو الاتصال الثالث الذي تلقيته من هذا القبيل، منذ أن سجلت اسم عملي التجاري قبل بضعة أشهر؛ ما جعلني أتساءل: كم اتصالًا تلقيته، وكم عدد الناس الذين يلتقطونها؟ . كانت هذه المكالمات الثلاث تتبع نفس النمط ؛ فلم ينتج عنها شئ ، بل إنهم يطلبون بطاقة الائتمان عبر الهاتف.

كان الغرض، هو بيع طلبات محدّدة جدًا من الدعايات؛ أقلام باسم شركتي- لا خيار لك- فقط خذهم أو اتركهم.وتتراوح كلفة الطلب ما بين 200 إلى 300 دولار. ولا أتذكر كم كان عددها ؛ لأنها لم تسمح لي بمعرفة التفاصيل التي تجعلني اتخذ قرارًا جيدًا بالشراء.

 أمضينا 95% من الوقت في الحديث عن الهدايا المجانية، وأرقام الموديلات، ومميزات كل “جائزة”. وفي كل اتصال، كان يتحقق المتصل من غرضه من بيع تلك الأقلام؛ إذ أشار بصورة غير مباشرة إلى الإعلان؛ ما اضطرني إلى التحقق؛ للحصول على مزيد من التفاصيل.

في كل اتصال، تستمع إلى صوت فتاة تسألك: هل أنت متزوج؟  فإن أجبت بنعم، قالت: لا شك في أن زوجتك ستعجب بهذه القلادة الألماس. فهل يستخدمون ذكورًا للاتصال بأنثى سجلت شركتها؟.

زعمت أنها تقدم صفقة كبيرة بجعل ضريبة الخصم على الشراء 100%، فلما قلت لها : “إنّ جميع نفقات الإعلانات التجارية تتمتع بضريبة خصم 100%”، فإذا بها تعلق الهاتف.
في كل مرة يتصلون من مونتريال، ويبيعون في أونتاريو. وماذا عن الوعود والضمانات الشفهية؟. وهل في حال الشكوى من الإخلال بالوعود، أذهب إلى محكمة في مونتريال؟، وكيف أثبت ما قالوه على الهاتف، وهم لديهم في كيبيك قانون مختلف عن باقي الدولة، وهو القانون المدني الفرنسي. إنه قانون سيء للغاية ؛ لأنّهم لم يحافظوا على الآلية الفرنسية الأخرى للقانون المدني؛ ألا وهي المقصلة!.

أعلم أن هناك شركات إعلانية متخصصة ذات سمعة طيبة في المنطقة.وعندما احتاج إلى الإعلان، سأتصل بإحداها ؛ حيث أرى المنتج وألمسه ، وأرى مع من أتعامل. وحينها، سأكون قادرًا على التسوق، واختيار الأفضل من المنتجات التي تتناسب مع احتياجاتي، وكذلك اختيار الوقت الذي أكون فيه جاهزًا.

ما ذكرته ليس من وحي الخيال، بل قصة من الواقع، وعندما كانت أسئلتي تضايق المتصلة، كانت تضعني على الانتظار. وقد مضت عدة شهور من دون أن يأتي منهم اتصالات، ومازلت أنتظر الأقلام المطبوع عليها اسمي!.

 

شارك المقالة:
506 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook