في الحقيقة، لا يمكن أن نعزو الفجوة في الأجر بين الرجل و المرأة إلى التمييز ضد المرأة، وإنما ترجع إلى أن التنشئة الاجتماعية للرجل والتي تؤثر في خياراته وقراراته التي يتخذها. وعلى الرغم من ذلك فإن النساء اللواتي يستطعن اتخاذ القرارات السليمة التي يتخذها الرجال في عملهم، غالبا ما يكسبن أكثر من أولئك اللواتي لا يتمكن من اتخاذ هذه القرارات.

إن الخيارات والقرارات السليمة في الحياة وفي العمل تؤدي في النهاية إلى دخل أعلى وإلى حياة أكثر توازنا. وفيما يلي أهم تسعة خيارات:

1- اختيار مجال الدراسة في التكنولوجيا أو العلوم التطبيقية وليس في الفنون أو العلوم الاجتماعية. ولعل من أحد الأسباب التي تدعو إلى دراسة العلوم هو أن الدراسات تشير إلى أن خريجي كليات العلوم والهندسة والطب وطب الأسنان يعيشون أطول من خريجي الفنون.

2- الحصول على بدل مخاطر عمل : طغيان التفكير في التمييز ضد المرأة على أنه السبب في الفجوة في الأجور ينسينا أن هناك الكثير من فرص العمل التي لا تقبل عليها النساء لخطورتها على الرغم من أن هذه الفرص ستمنحها أجرا أعلى.

3- هناك أيضا تلك الوظائف التي لا تتطلب قدرا كبيرا من التعليم لكن من يعمل بها يكون معرضا للعوامل الجوية المتقلبة في بيئات عمل صعبة وراتبها يكون أعلى من تلك التي توفر مكاتب مكيفة مريحة.

4 ــ في معظم المجالات التي يتلقى العاملون فيها رواتب جيدة، لا يمكن للعاملين الخروج نفسيا من العمل بمغادرة مكان العمل، إذ يظل عليهم التفكير في العمل وهم في منازلهم أثناء ممارستهم لحياتهم العادية، وهذه تجربة مرهقة لا تفضل معظم النساء خوضها.

5 ــ المجالات ذات الرواتب الأعلى غالبا لا تكون باعثة على الرضا. العمل الذي يبعث على الرضا يكون سهلا كالحياة العادية.

6 ــ الناس الذين يحصلون على رواتب أعلى يختارون مجالات مرتفعة المخاطر المالية والنفسية، حيث يتحملون مسؤولية ملايين الدولارات من الاستثمارات في شركاتهم مثلا.

7 ــ كثيرا من المجالات ذات الأجور المرتفعة تتطلب العمل في أسوأ الأوقات، فقد تكون نوبة العمل في وقت متأخر من الليل أو في يوم العطلة.

8 ــ تحديث المعلومات واستمرار تحصيل العلم يؤتي ثماره ماليا وباستثناء التمريض، نجد أن أكثر من نصف درجات الماجيستير الممنوحة للنساء تكون في مجالات ليست في حاجة ماسة إلى التحديث.

9 ــ من يحصلون على أجور أعلى غالبا ما تكون لديهم سنوات أكثر من الخبرة، وغالبا ما تقضي المرأة العاملة أربع سنوات أو أكثر خارج قوة العمل بسبب ظروف الحمل والولادة ورعاية الأطفال.