تاريخيًا، ظهر مصطلح التسويق السحابي لأول مرة عام 2012، وكانت Salesforce أول من استخدمته، وكان، على الأرجح، امتدادًا منطقيًا لعروض “Sales Cloud” و”Service Cloud” الحالية، ومن بعده درجت شركات أخرى مثل Adobe على استخدام هذا المصطلح.

وإذا كان التسويق السحابي حديثًا إلى هذه الدرجة، فبإمكاننا أن نغفر له حالتي الغموض والإرباك الكبيرتين اللتين تكتنافانه، ناهيك عن الجدل حول أهميته وجدواه.

لا نبغي، في الحقيقة، الانخراط في هذا الجدل ولا أن ندلي بدلونا فيه، بل سنحاول أن نقدم لمحة تعريفية عامة حول هذا النوع من التسويق، على أن نرجئ الكلام عن غموضه والجدل بشأنه لوقت آخر.

ومن ثم بوسعنا القول إن مفهوم التسويق السحابي تطور بفعل النمو السريع للإنترنت، والمجتمع الذي أصبح أفراده أسرع في الحركة، وأكثر في استهلاك السلع والبيانات، كما أنهم، وهذا هو الأهم، أمسوا قادرين على إجراء محادثات ثنائية مع العلامات التجارية المختلفة.

غيّر الإنترنت والتقنيات الحديثة طرق التعلم واللعب والتفاعل والتسوق بشكل جذري، ومن ثم ليس من الغريب أن تظهر مصطلحات جديدة مثل التسويق السحابي، فما هو هذا التسويق؟ وما هي مزاياه؟

تعريف التسويق السحابي

يمكن القول إن هذا النوع من التسويق هو عبارة عن جهود تسويق رقمية للأعمال التجارية، مخصصة ومتكاملة لتحسين تجربة المشتري؛ فالهدف هو الوصول إلى المشترين أينما كانوا، سواء كان ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر بريدهم الإلكتروني أو زيارة أحد مواقع الويب.

وعلى ذلك فإن الهدف الأساسي من هذا التسويق السحابي ليس بجديد، فكل الاستراتيجيات والطرق التسويقية المختلفة إنما تهدف إلى النهوض بهدف واحد هو الوصول إلى العملاء وتلبية رغباتهم على النحو الأمثل أو لنقل (تأسيس علاقة مربحة طويلة الأجل مع العملاء)، والجديد فقط هو الكيفية التي يمكن له أن يصل بها إلى الهدف. إذًا الهدف واحد والطرق إليه متعددة.

وبقول آخر، التسويق السحابي هو عملية تخصيص المحتوى؛ من خلال محركات البحث، والمدونات، والإعلانات الرقمية، والبريد الإلكتروني؛ ليكون أكثر مواءمة لاحتياجات العملاء. تلك هي الطريقة الجديدة لممارسة الأعمال التجارية.

وتلك فائدة أخرى _سنتطرق إليها بعد قليل_ فالتسويق السحابي لا يساعدك فقط في الوصول إلى العملاء وإنما يتيح لك التعامل معهم (فرادى أحيانًا) بشكل سلس وسريع؛ ما يوفر لهم تجربة تسويقية لا تُنسى، وذاك هدف كل مسوق.

يشمل مصطلح التسويق السحابي، علاوة على ما فات، جميع جهود التسويق عبر الإنترنت للشركة، خاصة أن الإنترنت يمنح الشركات طرقًا جديدة لتقديم المنتجات والتفاعل مع العملاء ودفع رسائل العلامة التجارية.

مزايا تسويقية

والآن لنضرب عن كل الانتقادات الموجهة إلى هذا النوع من التسويق صفحًا _قلنا إن المصطلح ما زال حديثًا وسيخضع للكثير من التطوير والبلورة_ ونحاول بيان أهم مميزاته، تلك التي يمكن لموقع «رواد الأعمال» أن يذكر بعضًا منها على النحو التالي.

• انخفاض التكلفة

ليس هذا بجديد، فكلنا يعلم أن التسويق التقليدي كان أعلى كُلفة وأقل جدوى، وانخفاض التكلفة ذاك ليس ميزة خاصة بـ التسويق السحابي وحده وإنما هي تشمل كل أنواع التسويق الحديثة تقريبًا.

 وعلى أي حال، ولت أيام طباعة العروض الترويجية، وإرسالها بالبريد إلى المستهلكين، أو تشغيل إعلانات تلفزيونية باهظة الثمن.

وعلى الجانب الآخر، تتراوح فرص التسويق السحابي من مجانية تمامًا (عبر قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بك) إلى تكلفة منخفضة نسبيًا (من خلال استخدام برنامج الرسائل الإخبارية عبر البريد الإلكتروني).

• السرعة

من المنطقي أن يكون التسويق السحابي سريعًا؛ فهو أصلًا آخر التحديثات في مجال التسويق بشكل عام، كما أنه وليد شركات ذات قدم راسخة في استخدام التقنيات الحديثة.

وتتيح لك تقنيات التسويق السحابي الاتصال بالعملاء على الفور تقريبًا، دون الحاجة إلى الذهاب إلى صندوق البريد الخاص بهم، وتلك ميزة كبرى؛ فطالما أن الجميع يتكالبون على عدد معين من العملاء فالأسرع سيحظى بالغنيمة أولًا.

• أكثر استهدافًا

يمنحك التسويق السحابي الفرصة لا لتصل إلى العملاء بسرعة فحسب، وإنما لكي تتفاعل معهم عن كثب؛ فمن خلال البيانات الكثيرة المتاحة لديك، يمكنك اختيار الأفضل من بينها والألصق بالعميل ومخاطبته بها، والتسويق لمنتجك من خلالها.