تعرف على الإدارة والاختلافات العمرية.. عن أي مهارات نتحدث؟

الكاتب: وسام ونوس -
تعرف على الإدارة والاختلافات العمرية.. عن أي مهارات نتحدث؟

 

 

تعرف على الإدارة والاختلافات العمرية.. عن أي مهارات نتحدث؟

 
بين الإدارة والاختلافات العمرية علاقة لا يمكن تحديدها بشكل سهل أو سلس؛ فأسلوب المدراء الذين هم في العشرينيات من العمر يختلف تمامًا عن أسلوب أولئك المدراء الذين هم في منتصف العقد الخامس أو السادس من العمر.
 
لكن في الحقيقة ثمة تحدٍ حقيقي في هذا الصدد يواجه كل المدراء من مختلف الفئات العمرية، وهو ذاك المتعلق بحتمية أن يستفيد هؤلاء المدراء الصغار والكبار من مزايا بعضهم الآخر.
 
لا يعتبر هذا التحدي إدرايًا فقط، أي ليس متعلقًا بتطبيق طريقة إدارية بعينها، وإنما هو تحدٍ شخصي وذاتي في نفس الوقت، فجميع هؤلاء المدراء من مختلف الأعمار أمام تحدي تطوير مهاراتهم وقدراتهم الشخصية.
 
 

مكسب مضاعف

وعلى الرغم من أن قضية الإدارة والاختلافات العمرية تُمثّل تحديًا للمدراء من شتى الفئات العمرية، إلا أنها، وفي الوقت ذاته، تُعتبر مكسبًا ثمينًا للشركة، لكن بشرط أن تحسن استغلال ما لدى هؤلاء المدراء من خبرات ومهارات.
 
فعلى سبيل المثال، يكون المدراء الأصغر سنًا ذاتيي التوجه، وأكثر قدرة على التأقلم مع التغيرات التقنية الراهنة، بل أكثر رغبة في التعامل معها والتعلم منها، في حين يكون المدراء المخضرمون أقدر على إدارة الاختلافات بين أعضاء الفريق، وأحكم في إدارة بعض النزاعات، ناهيك عن أنهم يقيسون دومًا تحدياتهم الحالية بتلك العقبات والتحديات التي واجهوها في الماضي.
 
وعلى ذلك، يمكن القول إن الشركة ستجني مكسبًا كبيرًا إن هي أدركت تلك العلاقة بين أسلوب الإدارة والاختلافات العمرية وإن تمكنت، أيضًا، من حسن إدراة هذه العلاقة.
 
 

الذات في المختبر أو حتمية التطوير الدائم

من بين ما يمكننا الإشارة إليه، بل مما يجب أن يكون موضع اعتبار في الطرح السابق، هو أن الذات دائمًا في المختبر، نتولى تعديلها وتقويمها وتحسينها مع كل موقف، وفي كل حادثة.
 
فوجودك كمدير أو موظف في هذه الشركة أو تلك لا يعني شيئًا آخر أكثر من كونك أمام فرصة ثمينة لتطوير ذاتك وصقل مهاراتك، صحيح أن الخبرات والمعارف العملية والفنية ضرورية إلا أنها أسهل وأسرع ما يمكنك تعلمه والحصول عليه.
 
أما حين يتعلق الأمر بذاتك، بشخصيتك، بطريقة تعاملك مع زملاء عملك، وأسلوب تعاطيك مع العالم والأشياء فالأمر ليس سهلًا بحال من الأحوال؛ فهذه الذات التي هي لك لا تقبل التطوير والتعديل بسهولة.
 
 
وليس ميسورًا على المرء أن يتخلى عن كل ما تعلم وكل ما عرف، لصالح خبرات ومعارف أخرى، بل ليس من السهل على المرء أن يكتسب ذاتًا وشخصية جديدة إذا لزم الأمر وحتّمت الأمور ذلك.
 
وهكذا يمكننا، من خلال منظور هذه العلاقة بين الإدارة والاختلافات العمرية، الحصول على الكثير من المكاسب للجميع، لكن الشرط الأساسي في هذا الصدد هو أن نكون مستعدين للتعلم وتطوير مهاراتنا وقدراتنا.
 
 

الشركة أم الكلية؟

إن ما نحصل عليه أثناء فترات دراستنا المديدة وليس في الكلية فحسب، لا يعدو كونه جملة معارف نظرية يجب على المرء أن يطبقها ويختبرها؛ كي يعرف مدى نفعها بالنسبة له.
 
أما في الحياة العملية، فالأمر مختلف تمامًا؛ فشخصيتنا وطريقتنا في النظر إلى العالم وتقييم الأمور نكتسبهما من خلال وجودنا في هذه الشركات التي هي أكبر بكثير من كونها وسيلة للحصول على مبلغ من المال آخر كل شهر.
 
وهكذا تمسي الشركة هي المختبر الحقيقي الذي نُطور من خلاله ذواتنا وشخصياتنا، ونصقل كذلك مهاراتنا، وهي كلها مكاسب عملية وشخصية في الوقت ذاته، لكن لكي نحصل عليها يجب أن نكون واعين بها.
شارك المقالة:
173 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook