تعرف على الإدارة الصارمة إيجابياتها وسلبياتها

الكاتب: وسام ونوس -
تعرف على الإدارة الصارمة إيجابياتها وسلبياتها

 

 

تعرف على الإدارة الصارمة إيجابياتها وسلبياتها

 

ما أسهل أن نكيل الاتهامات والنقد إلى الإدارة الصارمة، وسيكون معنا الحق من زاويةٍ ما إن نحن فعلنا ذلك، غير أننا نبغي الخوض في مياه غير مألوفة، لا أعني أننا سنقرظ هذه الإدارة الصارمة أو نُزجي لها المدائح، وإنما سنكون أكثر موضوعية.

والموضوعية مطلب عزيز، فما من أمر مكتوب أو منطوق إلا وفيه حظ نفسه، ولئن كانت ساندرا هاردينج Sandra Harding طرحت من قبل فكرتها عن الموضوعية القوية strong objectivity والتي تقصد بها إفصاح الباحث عن مراده في مطلع بحثه، فإننا هنا سوف نعلن، منذ البداية، عن أن هدفنا هو الوقوف على مميزات وسلبيات الإدارة الصارمة أملًا في الوصول إلى نسالة نظرية تجمع بين المزايا وتحاول تحجيم السلبيات قدر المستطاع.

 

ما الإدارة الصارمة؟

ثمة تعريفات جمة للإدارة الصارمة أو المتسلطة (وهناك الكثير من التسميات الأخرى) لكن ما يعنينا هنا هو الإفصاح عن جوهر هذه الإدارة: إنها قائمة على وجود مدير (غالبًا ما يكون واحدًا، وعادة ما يكون هناك تدرج هيراركي للسلطة؛ فكل شخص في السلم الوظيفي لديه سلطة أعلى ممن تحته وأقل ممن فوقه) متسلط، لا يعرف شيئًا سوى إمضاء رأيه الشخصي.

وهو، أيضًا، لا يترك مجالًا لمن هم أدنى منه لكي يفصحوا عن مرئياتهم ووجهات نظرهم، إنه عادة ما يضع كل التفاصيل المتعلقة بإنجاز مهمة من المهام، ولا ينتظر سوى اتباع تعليماته بالحرف الواحد.

ومثل هذا المدير (في الإدارة الصارمة) يتمتع، عادة، بشخصية قوية، ورأي نافذ، وثقة طاغية بالنفس، وهو على الأرجح خبير في مجاله ومتمرس في عمله. ففي النهاية خبرته ودرايته هما اللذان يمنحانه الثقة.

لعلك تظن الآن _اعتمادًا على هذا المنظور الذي قدمناه لتونا_ أننا ضد الإدارة الصارمة أو مناوئين لها (ونحن في الواقع لا نفضلها ولا نجنح إليها؛ فهي خيار الضعفاء على أي حال) لكننا، وطالما أننا اتبعنا منهجية الموضوعية القوية، سوف نشير إلى إيجابيات وسلبيات الإدارة الصارمة وذلك على النحو التالي..

 

مزايا لم تكن في الحسبان

نعم هناك الكثير من المشكلات والأزمات التي تحدثها الإدارة الصارمة، لكن، وعلى الرغم من ذلك، هناك بعض الإيجابيات، وهي تلك التي يمكن لـ «رواد الأعمال» الإشارة إليها كما يلي:

  • الوضوح

إن رمت الحق فإن الإدارة الصارمة مريحة من جهة كونها تعطيك (كموظف) توصيفًا شاملًا لما عليك فعله، وما عليك سوى أن تنفذ هذه التعليمات. إنها تعفيك من مغبة التفكير والبحث عن الحلول الإبداعية.

هذا عيب بطبيعة الحال، لكنه مزية من جهة أخرى. كما أن المدراء الصارمون فعالون؛ نظرًا لقدرتهم على إلهام فريقهم وتحفيزهم والتأثير فيهم.

وغالبًا ما ينبع هذا الوضوح من قدرتهم على فهم الأهداف الاستراتيجية للشركة، وتوصيلها بطريقة يسهل على الموظفين اتباعها. عندما يعرف الجميع ما تسعى المنظمة لتحقيقه، فمن السهل التأكد من توافق الجميع.

 

  • التوجيه والرؤية

لدى الإدارة الصارمة رؤية واضحة لما يبدو عليه النجاح، ومن ثم فإن المدراء هنا يعطون أعضاء فريقهم اتجاهًا واضحًا وردود أفعال بناءة أثناء عملهم نحو الأهداف التنظيمية؛ أي أنهم يوجهون أعضاء الفريق على الدوام، كما أنهم واعون بالإنحرافات التي قد تحدث بين آن وآخر، ومن ثم فهم مستعدون لوضع الأمور دائمًا في نصابها الصحيح.

التغلب على العقبات

ونزولًا أيضًا على متطلبات الموضوعية القوية strong objectivity فلزامًا علينا القول إن الإدارة الصارمة تساعد، ربما أكثر من غيرها من الإدارات الأخرى، في التغلب على العقبات بشكل منهجي وسريع.

إنك تتعامل مع مدير مفرط الثقة بنفسه، ومالك لأدواته، وزمام الأمور في يده، ومن ثم فهو قادر على مد يد العون والمساعدة لك؛ لكي ينتشلك من وهدة الضياع التي تخشى الانزلاق فيها.

مميزات ولكن

لا يجمل بنا أن نخدعك، أو نظهر لك جانبًا واحدًا من الحقيقة، ومن ثم لزامًا علينا أن نشير إلى الجانب الآخر وهو سلبيات الإدارة الصارمة وهو ذاك الذي يمكن الإشارة إليه على النحو التالي.

  • صنع التمرد

غالبًا ما يُنظر إلى المديرين الذين يتبعون الإدارة الصارمة بأنهم مسيطرون ومتسلطون، وقد يصف البعض هذا النمط بأنه “ديكتاتوري”.

ومن المعلوم أن بعض الناس يستاؤون من إخبارهم بما يجب عليهم فعله بالضبط، وكيفية القيام بعلمهم، ومتى يجب القيام به، وهو الأمر الذي قد يدفع هذا الموظف أو ذاك إلى التمرد وذلك يجلب معه سلسلة من السلبيات أبرزها إهمال العمل وضعف الإنتاجية_ فمن شأن أسلوب كهذا أن ينزع منهم زمام السيطرة الشخصية على الأمور.

ومما يزيد الطين بلة، ويؤجج نار التمرد أن الموظفين في الإدارة الصارمة إذا نفذوا التعليمات على النحو الذي طُلب منهم وحرفيًا، ثم لم تأت النتائج كما يُتوقع فإن اللوم سيُوجه إليهم بدلًا من مديرهم.

 

  • قتل الإبداع

يميل القادة الاستبداديون في الإدارة الصارمة إلى قمع الإبداع؛ فهم لا يتشاورون مع فريقهم. قد يكون هناك أعضاء في الفريق مستاؤون من حقيقة أنه لا تتم استشارتهم ولا يؤخذ رأيهم كجزء من عملية صنع القرار.

والمشكلة أنه عندما يكون هناك نقص عام في الإبداع لدى القائد فإن هذا العيب يمكن أن يضر في الواقع بالأداء العام للمجموعة؛ فهو لم يسمح لأحد أن يدلي برأيه، ولا أن يضيف وجهة نظره.

  • عدم التطور

في نمط الإدارة الصارمة كل شيء مرسوم ومحدد سلفًا، التعليمات موجودة وما على الموظفين سوى التنفيذ، لكن كيف سيتطور العمل؟ كيف ستتغير طرق أداء المهام؟ كيف سيصقل الموظفون مهاراتهم؟

لا مجال لكل هذا هنا، فالمدير المتسلط ليس بحاجة أصلًا إلى أن يسمع أحدًا، ومن ثم فإن العمل برمته سيكون رهنًا بأفكاره وتصوراته، وبالتالي لنا أن نتوقع أنه لن يبرح مكانه ولن ينتقل خطوة واحدة إلى الأمام.

 

شارك المقالة:
229 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook