تعرف على استراتيجية العينة المجانية

الكاتب: وسام ونوس -
تعرف على استراتيجية العينة المجانية

 

 

تعرف على استراتيجية العينة المجانية

 

استراتيجية العينة المجانية Freebie Marketing هي عبارة استراتيجية اخترعها كينج كامب جيليت؛ مالك العلامة التجارية والمنتج ذائع الصيت “جيليت”، لكن وراء هذه العلامة يكمن سر كبير، واستراتيجية تسويقية عظيمة؛ فما هي الحكاية؟

جذوة الإلهام:

كان رجل المبيعات “كامب جيليت”؛ يحلق ذقنه يوميًا، وذات يوم، فقدت شفرته حدتها، ولم تجد كل محاولته معها نفعًا، وهنا هبط عليه وحي فكرتين جديدتين؛ الأولى: صناعة ماكينة حلاقة يمكن تغيير رأسها، والثانية: وضع شفرتين مزدوجتين بجانب بعضهما في ماكينات الحلاقة.

اقتنع الرجل بفكرتيه، والتهب حماسه، فقرر تأسيس شركة للحلاقة الآمنة عام 1901م، وكان خروج المنتج من مصانعه عام 1903م، لكن هل اشتراها أحد؟ في الحقيقة مُني الرجل، في البداية، بخيبة أمل كبيرة؛ فلم يبع في السنة الأولى سوى 51 ماكينة حلاقة و168 شفرة.

لم ييأس الرجل، بل طرقت باب ذهنه فكرة مجنونة، وهي أن يتبرع بهذه الماكينات للعملاء بالمجان، وأحيانًا كان يبيعها بأسعار زهيدة للغاية، ومن ثم كانت استراتيجية العينة المجانية بوابة “كامب جيليت” للنجاح.

“جيليت” ليس الوحيد!

بعدما ابتكر “كامب جيليت” هذه الاستراتيجية الناجحة، سار على دربه أناس كثيرون من رجل الأعمال، وكبار المنتجين؛ فقد قرر جون روكفلر؛ صاحب شركة “ستاندر أويل” الأمريكية، خلال القرن الماضي، التبرع بـ 8 ملايين مصباح كيروسين بدون مقابل للصين.

فرح الصينيون بهذه الهدية المجانية (العينة المجانية)، وأقبلوا على استخدامها بشدة، وبعدما اعتادوا على ضوئها القوي، اضطروا إلى شرائها من “روكفلر” وكتبوا، بذلك، سطور قصة نجاحه.

أما اليابانيون، فكانت لهم بصمتهم الخاصة؛ فقد كانت السيارات اليابانية، في وقت سابق، تُباع بأسعار زهيدة للغاية، لكن قطع غيارها كان مرتفعة السعر بشكل لا يُصدق.

وثمة البعض من شركات الطابعات المختلفة تبيع طابعاتها بأسعار زهيدة، فيما تعرض أحبارها بأسعار جنونية. هذه الطرق جميعها ليست أكثر من عزف على نفس لحن العينة المجانية لكن بطريقة مغايرة، هذا كل شيء.

هل نستطيع؟!

هذه الطريقة في التسويق تنطوي على الكثير من المخاطرة، فعلى الرغم من أنها أفضل طريقة للدعاية للمنتجات المغمورة، إلا أنه من المتعين عليك، كمنتج أولًا ومسوّق ثانيًا، أن تكون متأكدًا من جودة المنتج الذي تعرضه للمستهلكين بالمجان.

فعلينا ألا ننسَ، في نهاية المطاف، أنه هدفنا ليس إخبار الناس عن المنتج، وإعلامهم بخصائصه ومميزاته، بل جعل هذا المنتج؛ لما يتمتع به من جودة وخصائص فريدة، يجبر هؤلاء المستهلكين المحتملين إلى اقتنائه، وإدمان استهلاكه.

وعلى كل حال، فإنه من الممكن الإشارة، وبشكل عابر، إلى أن استراتيجية العينات المجانية هي عبارة عن جملة عيّنات مجانيّة من مُنتجات مُعيّنة تُقدَّم للعملاء المُحتَملين؛ لدفعهم إلى شراء هذه المُنتَجات.

وتُستخدم هذه الطريقة، بشكل كثيف، من قِبل الشركات التي تعمل في مجالي الصناعات الغذائيّة، والأدوات المنزليّة؛ لأنّها تُساهم في جذب الكثير من الجمهور لشراء منتجاتها.

هل من دروس مستفادة؟

إذا أمعنا النظر في هذه الاستراتيجية التسويقية، ودققنا في الأمثلة المشار إليها أعلاه، فسيمكننا إدراك عدة أمور:

1-المنتج الجيد هو ذاك الذي يسهم في حل مشكلة موجودة بالفعل ومتكررة.

2- الإلهام وليد الصدفة، لكن النجاح ابن الإصرار، تأمل حالة “جيليت”.

3- أنجح المنتجات هو ما كانت الحاجة إليه ضرورية وزهيد الثمن.

 

شارك المقالة:
187 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook