تعرف على إذكاء القومية التركية مقابل الوحدة الاسلامية

الكاتب: رامي -
تعرف على إذكاء القومية التركية مقابل الوحدة الاسلامية

تعرف على إذكاء القومية التركية مقابل الوحدة الاسلامية

تعرف على إذكاء القومية التركية مقابل الوحدة الاسلامية

كانت سياسة بعث القوميات وإثارة العصبيات العرقية واحدة من الخطط التي استخدمها أعداء الدولة العثمانية في محاولة القضاء عليها، وإلغاء الخلافة الإسلامية، وقد لعبت الدوائر والجمعيات اليهودية دورا بارزا في نشر فكرة القومية.

وفكرة هذا المخطط تقوم على نقض نسيج الدولة العثمانية الموحد والفصل بين خيوطه وشعوبه بإضرام نار القومية القبلية التي تتنافى مع مبدأ الإسلام، وقد حافظ العثمانيون على هذا المبدأ الإسلامي الذي جمع بين الأبيض والأسود، والعربي والتركي، والفارسي، والألباني، والهندي.. لأن هذا المبدأ يقف سدا منيعا ضد القوى الاستعمارية والأطماع اليهودية، فقد سعت هذه القوى إلى إيجاد وسيلة لخلخلة هذا البناء المتماسك، ولم تجد أفضل وأسرع من تذكية روح القومية بين مختلف الشعوب داخل الدولة وكانت البداية بالعنصر التركي، لذلك راحت تلك القوى الاستعمارية تنبش الماضي البائد وتبعث الأفكار الجاهلية التي أماتها الإسلام فابتدعوا فكرة القومية التركية أو (الينى توران) أو الطورانية الجديدة لتتبعها القومية العربية وغيرها من القوميات.

وقد لعب اليهود دور قويا جدا في نشر الحركة الطورانية، والطورانية حركة عنصرية تدعو إلى اتحاد الشعوب التركية وإحياء أمجاد الأتراك الأوائل وربط الأتراك المعاصرين بتراثهم الحضاري القديم، وسيادة العنصر التركي على غيره من الشعوب، وقد قام اليهود بالعديد من الدراسات في أوروبا محاولين توجيه الأنظار إلى أهمية العنصر التركي، ومن أوائل هذه الدراسات كتاب قواعد اللغة التركية لليهودي الإنجليزي DAVID LOMLY وقد حاول من خلاله تعميق الشعور القومي التركي وتأكيد الخصوصية الثقافية للأمة التركية، ثم دراسة أخرى للمستشرق اليهودي أرمينوس فامبري أكّد فيها على ضرورة قيام اتحاد قومي تركي يمتد من بحر إيجة حتى حدود الصين، وقد انتقد في دراسته هذه الإسلام نقدا حادا حيث اعتبره العائق الأساسي أمام وحدة الأتراك، وتوالت الدراسات اليهودية التي اتفقت على هدف واحد أساسه أن الوحدة القومية التركية أجدى للأتراك من الوحدة الإسلامية.

ثم جاءت الدراسة التي قام بها اليهودي كوهين في كتاب سماه “تاريخ الترك والمغول في آسيا من مبدأ نشأتهم إلى سنة 1805م” لتترك أثرا كبيرا لدى أعلام الفكر القومي التركي، وقد تحدث كوهين في هذا الكتاب عن خصائص القومية التركية، وبطولات الترك العسكرية، وأشاد ببطولة جنكيزخان، وقد اعتبر الأعمال الوحشية التي قام بها التتار والمغول بطولات قومية، فاعتبر القوميون الأتراك هذا الكتاب مرجعا أساسيا لكل سياستهم العملية وترجموه إلى اللغة التركية وأصبح مرجعهم فيما يسمونه النهضة الطورانية.

أثرت هذه الدراسات تأثيرا كبيرا على بعض الأوساط الشبابية التركية من الذين تلقوا تعليمهم في أوروبا أو في مدارس الإرساليات، وقد تبنوا هؤلاء فكرة الجامعة الطورانية المبنية على الجمع بين الناطقين باللهجات التركية أولا ثم الاتحاد مع الأمم التي أصلها طوراني، ويرون أن الاتحاد مع هؤلاء طبيعي وأكثر فائدة من فكرة الجامعة الإسلامية التي تبناها السلطان عبدالحميد القائمة على توطيد أواصر العلاقة والوحدة بين أبناء الأمة الإسلامية، والوقوف في وجه المخطط الاستعماري الذي يعمل على ضرب الوحدة الإسلامية، فقد عمل على إذابة جميع الجنسيات في بوتقة الوحدة الإسلامية حيث راح يقرّب إليه الشخصيات من شتى الجنسيات الإسلامية من العرب والأكراد والأفغان وعيّنهم في أكبر وظائف الدولة، وقد أحرزت هذه السياسة نجاحا كبيرا إذ أدّت إلى كبح جماح الدول الاستعمارية وجعلتها تعيد حساباتها إزاء الاتحاد الإسلامي الذي أوحت به تلك السياسة، ولكن بقدر نجاح السلطان عبدالحميد باتّباعه لتلك السياسة في تدعيم أركان دولته، بقدر ما هوجم من حملات التشويه من الدول الاستعمارية الصهيونية، التي أدركت خطورة هذه الوحدة الإسلامية على مخططاتها فسارعت بتنفيذ الحملة على السلطان ع
بدالحميد وتشويه سمعته ثم الانقضاض عليه وعزله،


وتمكّنت الحركة القومية مرة أخرى من استعادة نشاطها بشكل واضح، فكان رجال الحكومة الجديدة “جمعية الاتحاد والترقي” ومعظمهم من يهود الدونمة ومن أنصار القومية التركية قادة هذا الاتجاه، وتحولت فكرة القومية التركية من كونها دعوة تبناها بعض الأدباء والشباب إلى سياسة انتهجها أغلب سياسي الصف الأول في الدولة وقاموا بإنشاء العديد من الجمعيات مثل “تورك أوجاقي” أي العائلة التركية وكانت تقوم بإنشاء فرق كشافة من الفتيان الأتراك تحت رعاية أنور باشا وتعمل على صياغتهم في قالب عرقي مستوحى من ماضي الأتراك قبل الإسلام، كما قام يهود الدونمة بدور كبير في إثارة المشاعر القومية عند الأتراك بوصفهم أعضاء بارزين في جمعية الاتحاد والترقي ويعد الكاتب اليهودي موئيز كوهين من أبرز المخططين للسياسة العنصرية الطورانية التي سارت عليها جمعية الاتحاد والترقي ومن أهم الكتب التي ألفها كتبه: “الطورانية” و “سياسة التتريك”.

شارك المقالة:
133 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook