يعتقد البعض أن الشركات الناشئة لاتحتاج إلى إعداد ميزانية وعمل تصور للتدفقات المالية الخاصة بالمشروع، وذلك اعتقاد خاطئ تمامًا؛ فحتى الشركات الناشئة تحتاج للتخطيط والتنبؤ , خاصة في الوقت الحالي الذي يتسم بالتقلبات، وانعدام الاستقرار في معظم الأسواق .
ويكره كثيرٌ من أصحاب المشروعات إعداد ميزانيات؛ إذ يرون أن وضع ميزانية سنوية يقتل الخيال، ويحد من المرونة. ومع ذلك، أصبح إعداد الميزانية أهم من ذي قبل في ظل ظروف السوق الحالية . لقد سمعنا جميع الأعذار لتجنب إعداد الميزانية مثل : ” التدفق النقدي للشركات الناشئة يصعب التنبؤ به “، و” طلبية واحدة من عميل كبير قد تغير مجرى العمل، فما فائدة عمل ميزانية ؟ “، و” لا أستطيع التنبؤ برأس مال السوق, فكيف أتنبأ بالكم النقدي الذي أستطيع الحصول عليه، أو بما سأقوم بصرفه خلال هذه السنة؟”.
ليست هذه الأعذار سوى غطاء لحقيقة أن رواد الأعمال المبدعين يفكرون بالفص الأيمن من المخ، بعكس الفص الأيسر المستخدم في التخطيط المالي؛ لذلك إذا كنت تدير شركة ناشئة بمفردك فألزم نفسك بإعداد ميزانية حتى يمكنك محاسبة نفسك .
وهنا نستعرض معًا، خمس مزايا تبرز أهمية وضع ميزانية لمشروعك، ودراسة التدفقات المالية لشركتك :
يساعدك إعداد الميزانية بالشكل الصحيح في اختبار مهارتك على التنبؤ والإدارة . وبينما يرى مجلس الإدارة، استخدام الميزانية في محاسبة المديرين, يستطيع مدير الشركة الناشئة اختبار مدى انضباط المختصين من خلال الميزانية. ومن الطرق المباشرة لعمل ذلك، إعداد ميزانية سنوية تحتوي على مجموعة افتراضات مثل : ” عدد العملاء الجدد وسعر المنتج”، ثم إعادة التنبؤ ربع سنويًا باستبدال ما افترضته على ضوء النتائج الجديدة”.
عندما حصلت على تمويل من المستثمرين أو من مؤسسات الاستثمار تدرك أهمية إعداد الميزانية؛ إذ تنص بنود اتفاقية التمويل على قيام المدير بعرض الميزانية السنوية على مجلس الإدارة أو على المستثمرين؛ لذا يكفل وضع نظام للشركة القدرة على تعقب النتائج وتحويلها إلى ميزانية؛ ما يساعدك على معرفة توقعات مستثمريك وتجاوزها .
يمثل الإفلاس الخطر الأول الذي يهدد أي رائد أعمال ناشئ, فإذا كنت مثل كل أصحاب المشروعات الناشئة، فسوف تتأرجح بين حالة من الواقع المتحفظ، والأحلام الجامحة التي تحفظ لك حماسك، وتساعدك على إقناع الآخرين . عليك إذًا عندما تعد الميزانية أن تبدأ بالمصروفات، وليس بالإيرادات؛ لأن المصروفات يسهل التنبؤ بها. وهذه الطريقة، تجعلك تحافظ على توازنك وتقلل من احتمالات الإفلاس .
4- تحدد أولوياتك :
تساعدك دراسة الميزانية المقررة لمشروع، ووضع تنبؤات بالتدفقات المالية، على تحديد الأولويات ، ثم الانتقال لمرحلة لاحقة، وهكذا، فقد أبدأ في توسع ما، أو تشغيل مرحلة معينة من المشروع، أو تعيين مجموعة من العاملين في الوقت الخطأ. كل ذلك يمثل عبئًا كبيرًا على مشروعك، ويجعلك أقرب ماتكون من التعثر المالي؛ لأنك تأخذ أموالًا من قطاعات تستحق، لقطاعات أخرى لاتستق الآن؛ لذا فإن تصور منطقي ومعقول ومتوازن للتدفقات المالية لمشروعك، يجعلك تحدد أولوياتك، ثم مايليها.
5- تساعدك على التوسع وابتكار الشراكات :
وجود ميزانية محددة، يجعلك صاحب قرار حاسم في عمل التوسعات الجديدة لمشروعك، أو الدخول في شراكات مع الغير؛ وذلك عند وجود فوائض مالية في ميزانيتك، كما تساعدك أيضًا على إدارة مشروعك، وأموالك بصورة جيدة،وكذلك تحسين دخلك، وتعطيك إحساسًا أكثر بالأمان، كما تعطيك رؤية جيدة للمستقبل .