انطلق من عالم العقارات، إلى بريق الموضة العالمية؛ ليجمع أكثر من 70 علامة تجارية تحت لواء واحد، بفكر راقٍ؛ ليصنع ملحمة ريادة هائلة.. إنه “بيرنارد أرنو”؛ الرئيس التنفيذي لشركة لويس فيتون للأزياء العالمية، وأكثر رجال الأعمال في أوروبا ثراءً؛ إذ جاء في المركز الرابع بقائمة أثرياء العالم وفق فوربس.
النشأة
وُلد بيرنارد جون إتيان أرنو في الخامس من مارس 1949، بمدينة كروا بضواحي ليل؛ حيث كان والده مهندس مالكًا لشركة الأشغال العامة.
بعد تأهله لامتحان القبول بكلية الفنون التطبيقية، لم يتمكن من إجراء الاختبارات البدنية؛ بسبب كسر ذراعه، لكنه لم يستسلم وأعاد الاختبار؛ ليلتحق بالكلبة المرموقة عام 1969.
وفي الخامسة والعشرين من عمره، انضم إلى Ferret-Savinel؛ وهي شركة عائلية تأسست على يد جده الكبير في عام 1926، وسرعان ما تولّى زمام الأمور فيها، وأقنع والده ببيع فرع البناء للشركة؛ لبدء عمل تجاري جديد.
بداية مشواره
بعد إعادة الهيكلة الرئيسة، وافق والده على فكرة بيع فرع البناء؛ ما وفّر رأسمال قدره 40 مليون فرنك فرنسي، استثمرها في قطاع العقارات، الذي كان مزدهرًا في ذلك الوقت، والآن أعيد تسمية الشركة بـ Ferinel ؛ لتصبح إحدى الشركات الناجحة في تنظيم العطلات.
في عام 1974 ، أصبح أرنو مدير التطوير بالشركة، ثم رئيسًا تنفيذيًا في عام 1977، ثم يخلف والده كرئيس للشركة عام 1979.
عندما تولى الاشتراكيون سلطة البلاد عام 1981، انتقل أرنو مضطرًا إلى الولايات المتحدة، وكونه رجل أعمال ناجحًا، ازدهر عمله فيها؛ حيث طور الوحدات السكنية في بالم بيتش وفلوريدا، وأخيرًا بدأ ببناء نسخة أمريكية من ممتلكات عائلته في فرنسا.
العودة للوطن
تغير السيناريو السياسي في فرنسا عام 1983، وانتقل الاشتراكيون إلى مسار اقتصادي أكثر اعتدالًا، فقرر أرنو العودة عام 1984.
استغل أرنو فرصة إفلاس شركة النسيج Boussac Saint-FrèresP، والتي تضم العديد من الأعمال التجارية من ضمنها: دار الأزياء كريستيان ديور.
ملحمة ريادية
تعاون أرنو مع أنطوان بريهيم؛ الشريك الإداري لشركة الاستثمار Lazard Fréres، الذي نسّق تمويل شراء أرنو لـ Boussac، وقام بتمويل هذا المشروع بـ 15 مليون دولار من ماله الشخصي، وساعده بيريهيم على زيادة قيمة الشراء إلى 80 مليون دولار لـ Boussac Saint-Frères.
مع هذا الاستحواذ، باع أرنو معظم ممتلكات الشركة، مع الحفاظ على العلامة التجارية المرموقة “كريستيان ديور”، ومتجر Le Bon Marché departmen، بعدها أصبح الرئيس التنفيذي لديور عام 1985.
عقب بيع معظم ممتلكات Boussac، حصد أرنو 400 مليون دولار، وفي عام 1987، دُعي للاستثمار في LVMH Moët Hennessy Louis Vuitton من قبل هنري راكامير؛ رئيس الشركة، فاختار أرنو الاستثمار من خلال مشروع مشترك مع Guinness PLC الذي يملك 24% من أسهم LVMH. وعلى مدى العاميين التاليين، واصل شراء المزيد من أسهم الشركة، منفقًا مئات الملايين.
في ديسمبر عام 1989، سيطر أرنو على 43.5% من أسهم LVHM، وبنسبة 35% من حقوق التصويت، ثم انتخب بالإجماع رئيسًا لمجلس الإدارة التنفيذية.
الاستحواذ على الشركات البارزة
وبعد توليه LVHM، طرد العديد من كبار الإداريين بالشركة، ووظف مواهب جديدة لتنشيط الشركة؛ حيث كان مديرًا صارمًا، عُرف بميله السريع لفصل الموظفين الذين لا يكونون عند حسن ظنه.
عمل أرنو على تنفيذ خطة طموحة لتوسيع أعماله، واستحوذ على شركات أخرى في تسعينيات القرن الماضي؛ منها:perfume firm Guerlain ، Loewe، Marc Jacobs، Sehpora، وThomas Pink ؛ ما جعل وسائل الإعلام تصفه برجل الأعمال الطموح؛ إذ أظهر عزمًا وقوة ممنهجة؛ حتى نجح في ضم 70 علامة تجارية لمجموعته.
حياته الشخصية
تزوج أرنو مرتين، ولديه طفلان من زوجته الأولى؛ آن ديوافرين، و3 أطفال من زوجته الثانية هيلين ميرسيه، التي كانت عازفة بيانو.
احتل بيرنارد أرنو المرتبة الأول في قائمة أغنياء أوروبا، والمرتبة الرابعة في قائمة أغنياء العالم لسنة 2018، وفق فوربس.
الدروس المستفادة: