يمكن أن يتم اللجوء إلى إجراء العديد من الاختبارات والفحوصات للكشف عن الأسباب الكامنة في حال معاناة الشخص المعنيّ من ظهور أعراض قد تكون ناجمة عن الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، أو في حال أظهرت فحوصات الكشف الخاصّة به نتائج غير طبيعيّة، ويمكن بيان هذه الإجراءات كما يأتي:
يتحققّ الطبيب بدايةً من وجود أيّ أعراض تُشير إلى الإصابة بسرطان القولون، والتي تتضمّن تغيّرًا في وتيرة حركة الأمعاء، أو وجود دم ذي لون أحمر فاتح أو داكن مختلطٍ بالبراز، أو المعاناة منالإسهالأو الإمساك، أو الشعور بأنّ الأمعاء لا تفرّغ تمامًا، كما يتحقّق من عوامل خطر الإصابة بهذا السرطان، مثل: تاريخ وجود سلائل في القولون أو تاريخ الإصابة بسرطان القولون أو كليهما معًا، ويجري الطبيب بعد ذلك الفحص البدنيّ للمريض، والذي يتضمّن الضغط على البطن بهدف ملاحظة وجود كتلٍ أو انزعاج، إضافةً إلى التحقّق من الأعضاء الحيويّة والبشرة للكشف عن الإصابةبفقر الدم؛ كارتفاع معدّل ضربات القلب أو الشحوب أو كليهما، كما قد يفحص الطبيب المستقيم بالإصبع (بالإنجليزية: Digital Rectal Exam)، إذ يستخدم القفازات والمزلّق لإدخال إصبعه في المستقيم للكشف عن وجود أيّ كتلٍ وللتأكّد من وجود الدم من عدمه في البراز.
يتضمّن اختبار الدم في البراز ما يأتي:
يتمّ إجراء تنظيرٍللجهاز الهضميّالسفليّ عبر إدخال أداةٍ من خلال المستقيم للتحقّق من بطانة القولون، كما يمكن استخدام هذه الأداة التي عادةً ما تكون مرنة لأخذ عيّناتٍ من السلائل لأجل الخزعة، ويمكن تقسيم هذه الإجراءات إلى نوعين:
يتمثّل تنظير القولون الافتراضيّ (بالإنجليزية: Virtual Colonoscopy)، والمعروف أيضًا باسم تصوير القولون بالأشعّة المقطعيّة (بالإنجليزية: CT Colonography) باستخدام جهاز التصوير الطبقيّ المحوريّ لإنتاج صورٍ ثنائيّة وثلاثيّة الأبعاد للأمعاء الغليظة والمستقيم. ويمكن استخدامه للمرضى غير المؤهّلين لتنظير القولون العادي لأسبابٍ طبّيةٍ أخرى، ومن الجدير بالذكر أنّ تنظير القولون الافتراضيّ غير متاحٍ حاليًا في كلّ المستشفيات.
تتمثّل الخزعة (بالإنجليزية: biopsy) بأخذ عيّنة من الخلايا أو الأنسجة في الجسم من أجل فحصها تحتالمجهر، إذ تُرسل العيّنة إلى المختبر لتُفحص من قبل أخصائيٍّ في علم الأمراض للكشف عن وجود خلايا سرطانيّة ومعرفة نوع السرطان في حال وجوده، ومن الجدير بالذكر أنّ الخزعة هي الطريقة الوحيدة المؤكّدة لتشخيص الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وتعدّ الخزعة بالتنظير الأكثر شيوعًا، ويتم أخذها عادةّ خلال تنظير القولون.
يمكن اللجوء إلى إجراء فحوصات الدم من أجل المساعدة على تشخيص الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وكذلك مراقبة المرض في حال تمّ تشخيص الإصابة به،وتجدر الإشارة إلى أنّه لا يمكن الاستناد على نتائج هذه الفحوصات وحدها من أجل التشخيص،ويمكن أن قد تتضمّن ما يأتي:
تُجرى اختبارات التصوير لعدّة أسباب، تتمثّل في الكشف عن الأماكن المشكوك بكونها سرطانيّة، أو لمعرفة مدى انتشار السرطان، أو للتحقّق من فعاليّة العلاج المستخدم،ومن هذه الاختبارات ما يأتي:
تُستخدم حقنة الباريوم الشرجيّة (بالإنجليزية: Barium enema) من أجل إجراء الأشعّة السينيّة للأمعاء الغليظة وذلك لتشخيص وتحديد درجة تطوّر السرطان، كما يمكن استخدامها عندما يكون خيار إجراء تنظير القولون غير متاح؛ إذ يُعطي الطبيب الحقنة للشخص المعني باستخدام أنبوبٍ رفيعٍ يحتوي على الباريوم، ويتمّ إدخاله من خلال المستقيم وذلك لتغليف القولون والمستقيم، ويتمّ بعد ذلك إطلاق الهواء عبر الأنبوب لتوسيع القولون حتّى يصبح من السهل رؤية النموّ غير الطبيعيّ، ثمّ يلتقط الطبيب سلسلةً من صور الأشعّة السينيّة ليتمكّن من اكتشاف السلائل والأنسجة المشكوك بإصابتها والتي يجب فحصها عن كثبٍ أو إزالتها أثناء تنظير القولون.
تمّ تطوير العديد من الاختبارات لمساعدة الأطبّاء على تشخيص سرطان القولون والمستقيم في وقتٍ مبكّر، إذ تكون قابلةً للعلاج بنسبةٍ أكبر، وتعدّ هذه الاختبارات شكلًا من أشكال الوقاية من السرطان، وليس مجرد اكتشافٍ مبكّرٍ له، وذلك لكونها تسمح باكتشاف وإزالة النموّ (السلائل) قبل أن يصبح سرطانًا،وفي الواقع يوصي الأطباء لمن لديهم خطرٌ متوسّطٌ للإصابة بسرطان القولون أن يباشروا بإجراء هذا الفحص في سن الخمسين، في حين يجب لمن لديهم تاريخٌ عائليٌّ للإصابة بسرطان القولون أو لمن هم منأصولأمريكيّةٍ إفريقيّة أن يجروا الفحص في أقرب وقت ممكن، ومن الجدير بالذكر وجود العديد من خيارات الكشف، لكلٍّ منها فوائدها وسلبيّاتها، لذا يجب التحدّث مع الطبيب لتحديد الخيار المناسب، وحقيقةً يعتبر تنظير القولون من الخيارات الأكثر شمولًا من بينها؛ وذلك لأنّه يمكن إزالة السلائل أثناء العمليّة قبل أن تتحوّل إلى سرطان
"