النوم هو جزء من الحياة.

النوم بوصفه جزءًا من أسلوب حياة صحي

إن تبعات الحرمان من النوم خطيرة, بل حتى مهددة للحياة, كما ترى, سواء على المدى القصير (الخطورة المتزايدة لوقوع حوادث), وعلى المدى البعيد (الخطورة المتزايدة للإصابة بالأمراض). ولهذا, من المهم أن تنظر للحصول على قسط كافٍ من النوم كعنصر حيوي من عناصر الحفاظ على حالة صحية سليمة, لا يقل أهمية عن ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم, وتناول أطعمة صحية, وإتباع ممارسات صحية في التعامل مع الأسنان. والواقع أن كل هذه الجوانب الصحية تجمع بينها قواسم مشتركة كثيرة. فهي تبدأ بالوعي, فأنت في حاجة إلى إدراك أن النوم ليس رفاهية, بل مكون أساسي من مكونات الصحية الجيدة.

تسديد ديون النوم

إن تراكم ديون النوم أشبه ما يكون بتراكم الديون المالية, من منطلق أنه كلما قل النوم أو المال الذي تودعه, كانت الكارثة أفدح. ولكن الديون تختلف فيما يتعلق بطريقة السداد. فبينما تحتاج إلى النوم أكثر من المعتاد لسداد دين ساعات النوم, فإن هذا التعويض لا يجب أن يسدد بالضرورة ليلة بليلة.

على المدى القصير.

على سبيل المثال, إذا تراكم لديك دين من ساعات النوم التي حرمت منها يصل إلى 10 ساعات على مدار أسبوع كامل, فالنوم لعدد من الأيام لتعويض النوم الذي تحتاج إليه". بالإضافة إلى ساعة تقريبًا من النوم الإضافي يوميًا. من شأنه التكفل بسداد ديونك, يمكنك أن تعود لتحصل على قسط النوم الذي يحتاج إليه جسمك.

على المدى البعيد.

وبالمثل, إذا تراكمت عليك مئات أو آلاف من ساعات النوم نظرًا لعادات نوم سيئة دامت طوال الحياة, فلن يستغرق منك الأمر سنوات لتعويض هذه الساعات. بدلاً من ذلك, من المفترض أن تتكفل أسابيع قليلة من الحصول على قسط النوم الذي تحتاج إليه. بالإضافة إلى عدد قليل من الساعات الإضافية بتسديد ديونك كلها.

لا حاجة لك لتعويض كل ساعة نوم تضيع منك؛ ذلك أن جسدك يتعافى من الحرمان بواسطة النوم أكثر فاعلية. عندما تشرع في تعويض فترات النوم الضائعة منك, تجاوز المرحلتين الأولى والثانية بشكل أسرع وامض, واقض نسبة من الوقت أعلى من المعتاد في النوم العميق, وهو النوع الأهم والأكثر حيوية للشفاء التدريجي الجسدي والذهني. وخما إن يتم سداد ديون النوم المستحقة عليك, وتود النسب إلى مستوياتها الطبيعية.

وكما أن السر الأساسي وراء تقليص الدين المالي يكمن في مواصلة سداد مبالغ زائدة عن المستحقة في كل شهر حتى يتم سداد كل الديون, فإن نفس النظرية تنطبق على النوم. إنك ستدرك أنك قد انتهيت من سداد ديون ساعات النوم التي حرمت منها عندما تستيقظ في الصباح وتشعر بالحيوية, ولا تشعر بالنعاس مطلقًا حتى تخلد إلى النوم ليلاً.

وبعد ذلك, يجب أن تلتزم بقضاء الوقت والانضباط اللازمين للحصول على القسط الكافي من النوم, بالضبط كم تخصص بض الوقت للتمشية بعد الغداء, وشراء الأطعمة الصحية, أو غسيل أسنانك. وبالنسبة للنوم, يعني هذا أن تحديد ساعات بعينها للنوم, ثن الالتزام بما اعتزمت عليه, وتجنب تراكم ساعات النوم التي يحرم منها الجسم, واتخاذ إجراءات لتهيئة ببيئة مناسبة للنوم, والتماس الأطباء حال عدم جدوى الإجراءات التقليدية في الحصول على قسط مناسب من النوم.