الطفل قبل الولادة

الكاتب: رامي -
الطفل قبل الولادة
"

الطفل قبل الولادة.

طفلك قبل الولادة

إن العالم داخل الرحم صاخب، نشط، ومعقد جدًا، ويحتاج الجنين هذا التنشيط لتطور جهازه العصبي.
في النصف الأول من الحمل، يسبح جنينك بحرية داخل الكيس الأمنيوسي، وفي هذه الفترة من الحمل تكون هناك كمية من السائل تعادل أربعة أضعاف حجم الجنين، لذلك فإن الجنين؛ يعوم في حالة من انعدام الوزن.
كذلك فإن هذا السائل يصنع ويمتص بشكل مستمر، مما يجعل حركته تشكل تيارًا لطيفًا ينشط حاسة اللمس عند الجنين.

والجنين في هذا العالم، يلتف ويحرك يديه ورجليه، ويستدير ويحني جسده ورأسه وظهره، كل ذلك وهو لا يزال في الأسبوع الخامس من رحلته داخل الرحم. إنه يتدرب باستخدام عضلاته الضعيفة بازلاً أقل جهد ممكن، ولا يمكن لعضلاته أن تصبح كما هي بعد الولادة إلا بممارسة هذه التمارين في جو معدوم الجاذبية.

وفي الأسبوع الثاني عشر من عمر الجنين، يبتلع كميات من السائل الأمينوسي بشكل منتظم، وذلك على شكل جرعات قليلة الكمية كل يوم، بعض هذا السائل يدخل الرئتين، ولكن معظمه يذهب إلى الجهاز الهضمي، إن هذه المنظومة تساعده على التمرن على البلع؛ ليصبح في المستقبل قادرًا على تنسيق المص والابتلاع في مرحلة الإرضاع.

إن السائل الأمينوسي ذو الطعم المر قد يساعد في زيادة حاسة حليمات التذوق التي تكون في هذا الوقت في مرحلة التكوين. وفي الأسبوع الحادي عشر من عمر الجنين، يبدأ في مص أصبعه وفي ذلك تدريب لعضلات الفك والخدين وتجهيزها لعملية الرضاعة بعد الولادة ويتم ذلك في حركات متناسقة، ومن المحتمل في الأسبوع التاسع والعشرين من عمره الجنيني أن يرى يده والمحيط الذي يعيش فيه ضمن الرحم لأن عينيه تتفتح في هذا الأسبوع. والجنين يحرك عضلات صدره كما لو أنه يتنفس، وهذه الحركات التنفسية الضعيفة والتي تبدأ بعمر 11 أسبوعيًا هي ضرورية لتطور الرئتين والحجاب الحاجز.

وعند قيام الأم بحركات عادية خلال يومها من جلوس ومشى وانحناء، واستلقاء، يتحرك السائل الأمينوسي، حتى الحركات التنفسية التي تقوم بها الأم تشكل تموجات رقيقة داخل الكيس الأمنيوسي.
وممارسة الرياضة أيضًا، وخاصة على إيقاع الموسيقى فإنها تحدث حركة في السائل الأمنيوسي وتنشيط الجنين. وعندما يكبر الجنين يتلامس مع جدران الرحم أثناء هذه الحركات ينشط حاسة اللمس لديه.
وفي النصف الثاني من الحمل يستطيع الجنين أن يغطس إلى قاع الرحم محاولاً تعديل وضعه عن طريق الدفع بيديه ورجليه، وهذه الحركات تهدف إلى تقوية عضلات الجنين، وتشعر بها الأم كضربات خفيفة من جنينها.

وخلال الشهور الأربعة الأخيرة من الحمل، يستطيع الجنين أن يستمع إلى سيمفونية من القرقعات المعوية، وضربات القلب، ونبضات الشرايين، ويستطيع الجنين أن يميز صوت أمه جيدًا. مع اقتراب نهاية فترة الحمل تتملط جدران البطن والرحم جاعلة كل من الصوت والضوء يمر بسهولة من العالم الخارجي إلى جسم الأم، خاصة في نهاية الحمل فإن جدران الرحم والبطن تسمح لكمية أكبر من الضوء بالدخول مما ينبه حاسة البصر عند الجنين، حتى التغيرات في أنماط الظلام والضوء تلعب دورًا في تطور حلقة الليل والنهار عند الجنين. إن المحرضات الحسية التي تعتبر جزءًا طبيعيًا من محيط طفلك في الشهرين أو الثلاثة الأخيرة من الحمل، والتنبه الإضافي الذي يمكن للأم أنتؤمنه لجنيها سوف يؤثران على سلوك الطفل وعلى تطوره ونموه.

"
شارك المقالة:
148 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook