الضربة الرأسية والخرف: هل يعرض لاعبو كرة القدم أنفسهم للخطر؟

الكاتب: رامي -
الضربة الرأسية والخرف: هل يعرض لاعبو كرة القدم أنفسهم للخطر؟
"في عام 1970، لعب جيف أستل Jeff Astle في منتخب إنجلترا في كأس العالم FIFA. وفي عام 2002 بعد معاناة مرضٍ دماغي من أمراض الخرف Dementia لعدة سنوات، توفي في منزل ابنته، في عمر 59 عاماً.
في وقت لاحق، كشف تحليل أجري في عام 2014 لدماغ أستل أنه عانى اعتلالاً دماغيّاً مزمناً Chronic traumaticencephalopathy (اختصاراً: الاعتلال CTE)، وهو مرض في المخ غالباً ما يظهر عند الملاكمين. وخلص جراح الأعصاب الذي أجرى الفحص، د. ويلي ستيوارت Willie Stewart، إلى أن الضربات الرأسية المتكررة التي أداها أستل هي التيتسببت بإصابته بالاعتلال الدماغي مُشبِّهاً أياها بالضربات القوية التي يتلقاها الملاكمون على رؤوسهم. الآن، صار ستيوارت جزءاً من فريقٍ كَشَفَ أن لاعبي كرة القدم المحترفين السابقين هم أكثر عرضة للإصابة بأحد أنواع الخرف بمقدار خمس مرات، وأكثر عرضةً للموت بسببه بثلاثة أضعاف ونصف مقارنةً بالأفراد العاديين.
ومنذ نشر النتائج في أكتوبر 2019 دعا اللاعبون السابقون ومشجعو كرة القدم إلى تغيير القواعد المتعلقة بإصابات الرأس وضربات الكرة الرأسية. وفي وقت كتابة هذا التقرير كان الاتحاد الأسكتلندي لكرة القدم Scottish FootballAssociation يفكر في فرض حظر على الضربات الرأسية على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عاماً. لكن، هل يدعم العلم هذا؟
ونظرت دراسة ستيوارت في بيانات من أكثر من 7,000 لاعب محترف سابق و23,000 مشارك في التجربة المراقبة منالجمهور، مع تطابق تركيب العيِّنتين من حيث الجنس والعمر والطبقة الاجتماعية والاقتصادية. واستندت النتائج إلى معدلات الوفيات ووصفات الأدوية لعلاج أعراض الخرف. ومن بين 1,180 لاعب كرة قدم في دراستنا توفوا 222 منهم لسبب متعلق بمرض التنكس العصبي Neurodegenerative disease. ويوضح ستيوارت أن 228 عضواً من مجموعة التحكم Control group [من بين 23,000 شخص] ماتوا بسبب مرض تنكسي عصبي. و«بالنظر إلى أن عددالأشخاص في مجموعة المراقبة كان ثلاثة أضعاف، توقعنا أن نرى ثلاثة أضعاف عدد الوفيات».
أجريت الدراسة لتحديد ما إذا كان لاعبو كرة القدم المحترفون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالخرف والموت بسببه. لكن ضمن هذا، هناك عامل آخر مهم: هل ضربة الكرة الرأسية المسؤولة عن ذلك أم أنه التصادم بين اللاعبين؟ ويقول ستيوارت: «من الصعب تحديد ذلك من البيانات التي بين أيدينا… لا نعرف عدد الارتجاجات أو الصدمات الرأسية التي تعرض لها اللاعب. إنها ببساطة غير مُوثَْقة».
لمحاولة استخلاص استنتاج من البيانات، قارن الفريق بين لاعبي الميدان وحراس المرمى. يقول ستيوارت: «على الرغم من أننا شهدنا انخفاضاً في معدل الوفيات بين حراس المرمى مقارنة بغيرهم من لاعبي الميدان، إلا أننا لم نتمكن من الناحية الإحصائية من إثبات أن الأمر ليس مجرد مصادفة… لكن عندما نظرنا إلى الوصفات الطبية، كان حراس المرمى الذين وصف لهم عقار الخرف أقل من النصف؛ مما يعني ضمناً أن معدلات إصابة حارس المرمى بالخرف تبلغ نحو نصف معدلات إصابة اللاعبين الآخرين».
وفي الوقت الحالي، تقدر الأبحاث التي نظرت في أمراض الخرف في لاعبي كرة القدم والألعاب الرياضية الأخرى، كما يشير ستيوارت، إلى أن التعرض لإصابة في الرأس هو عامل الخطر الأكثر احتمالاً. وكانت هناك اقتراحات بأن الأرقام المرتفعة قد تكون مرتبطة بكمية المخدرات أو الكحول التي تعرِّض لها اللاعبون المحترفون.
ويقول ستيوارت: «هذه الحجج لا معنى لها… نحن نتحدث عن شيء مشترك بين الملاكمين ولاعبي كرة القدم الأمريكيين ولاعبي الرغبي Rugby ولاعبي كرة القدم والمصارعين وضحايا العنف المنزلي وحوادث المرور… ولا عاملخطر واحد مشترك يمكن إيجاده بين كل هؤلاء بخلاف إصابة الرأس»."
شارك المقالة:
127 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook