الحصبة MEASLES عدوى فيروسية حادة ومُعدِية بشدة وهي من بين العداوى شائعة الحدوث في فترة الطفولة. تتضمن أعراض وعلامات الحصبة حمى وسيلان أنفيوالتهاب بلعوموسعال جاف والتهاب ملتحمة وأبرزها الطفح الجلدي. قد تؤدي الحصبة إلى حدوث مضاعفات خطيرة كالتهاب الدماغ وذات الرئة والصمم وقد تستدعي الإدخال للمستشفى.
تعتبر الحصبة من الأسباب الرئيسية لوفاة الأطفال تحت سن 5 سنوات من العمر، حيث تُقدرمنظمة الصحة العالمية (WHO) وفاة 134,200مريض بالحصبة في جميع أنحاء العالم خلال عام 2015، أي ما يقارب 15 حالة وفاة بالساعة وأغلب هذه الوفيات طالت أطفالاً تحت سن الخامسة من العمر وذلك بالرغم من تواجد لقاح ذي جودة عالية وبسعر مناسب.
يمكن أن يُصاب البالغون بالحصبة في حال عدم تلقيهم التطعيم أثناء الطفولة وفي هذه الحالة سيكونون معرضين بشكل أكبر لمضاعفاتها خاصة المسنين منهم. يحدث أحياناً خلطٌ ما بين الحصبة العادية والحصبة الألمانية Rubella وذلك لأن كلتا الحالتين تتشابهان من حيث التسبب بطفح جلدي.
تختلف الحصبة العادية عن الحصبة الألمانية من حيث الفيروس المسبب والأعراض وشدتها وعواقب كل منهما. ففيروس الحصبة العادية يصيب الطرق التنفسية مما يعطي أعراضاً مشابهة للأنفلونزا، وتكون الأعراض أشد مقارنةً مع المريض المصاب بالحصبة الألمانية، بينما يصيب فيروس الحصبة الألمانية الغدد اللمفاوية مما يؤدي إلى تورمها ويسبب مرضاً خفيفاً. تدعى الحصبة الألمانية أيضاً مرض الثلاثة أيام، ولا تسبب أي عواقب خطيرة، باستثناء حالة إصابة الحامل بها حيث قد تؤدي إلى إصابة الجنين بشذوذات خطيرة مثلالساد الولادي cataractوالصمم deafness والتخلف العقلي. تستمر الحصبة العادية أياماً عديدة وهي أكثر خطورة من الحصبة الألمانية لأنها قادرة على التسبب بعواقب دائمة عند المصاب بها. التطعيم هو الطريقة الوحيدة للوقاية من كلتا الحالتين
يسبب مرض الحصبة فيروس، من عائلة الفيروسات المخاطانيةParamyxoviridae، وهو من الفيروسات التي لا يوجد لها مضيف آخر غير الإنسان. بعد دخوله إلى جسم الإنسان يقوم فيروس الحصبة بالتكاثر على السطوح المخاطية للطرق التنفسية للمصاب. وعندما يقوم المصاب بالعطاس أوالسعالأو الكلام فإنه ينشر قطيرات تحتوي على الفيروس في الهواء والمحيط، فإذا قام أحدهم باستنشاق هذه القطيرات أو لمسها على سطح ما وفرك عينيه أو أدخل يده في فمه أو في أنفه أو أقدم على الأكل دون غسل يديه ولم يكن هذا الشخص بتلقي التطعيم بلقاح الحصبة أو لم يصب بالحصبة من قبل فعندها سيصاب بالحصبة.
لقد أشارت الأبحاث إلى قدرة فيروس الحصبة على البقاء حياً خارج جسم الإنسان لما يقارب الساعتين وبالتالي قد تصاب بالحصبة بعد دخولك غرفة مكث فيها مصاب بالحصبة حتى بعد ساعتين من خروجه منها. يمكن أن يصيبك بالعدوى شخص لم يظهر عليه طفح الحصبة بعد، وأظهرت الدراسات أن المصاب بالحصبة ينقل العدوى إلى تسعة من أصل عشرة أشخاص هو على اختلاط معهم.
عدم تلقي للتطعيم.
العمر دون 5 سنوات.
البالغين وبخاصة المسنين.
المصابين بأمراض مزمنة.
إن المصابين بعوز فيتامين Aأكثر عرضةً للإصابة بالحصبة.
المضعفين مناعياً: مثل المرضى الذين يتلقون جرعات عالية من الستيروئيدات والذين يتلقون علاجاً كيماوياً أو شعاعياً لعلاج السرطان والمصابين ببعض أمراض الدم مثلابيضاضالدم (سرطان الدم "لوكيميا" Leukemia) ومن يتلقون علاجاً مثبطاً للمناعة بعد زراعة الأعضاء والمصابين بعدوى فيروس نقص المناعة المكتسب"الإيدز" AIDS.
تظهر أعراض وعلامات الحصبة بعد 10 إلى 14 يوماً من التعرض للفيروس. تتضمن أعراض وعلامات الحصبة النموذجية التي تصيب الرضع والأطفال عادة ما يلي:
يكون الشخص المصاب بالحصبة قادراً على نقل العدوى لمدة 8 أيام ابتداءً من 4 أيام قبل ظهور الطفح، حتى 4 أيام بعد ظهوره.
يستطيع الطبيب تشخيص المرض بالاعتماد على الطفح الجلدي المميز للحصبة والبقع بيضاء اللون على الأغشية المخاطية المبطنة للفم والتي تدعى بقع كوبليك.
قد يطلب الطبيب تحليلاً دموياً في حال عدم التأكد من التشخيص والذي يتضمن أحد الاختبارين التاليين:
لا يوجد علاج محدد مضاد للفيروسات فعّال لاجتثاث العدوى بالحصبة. لكن يمكن القيام بمجموعة من الإجراءات الداعمة لتخفيف الأعراض عند بعض الأفراد المعرضين للمضاعفات الخطيرة:
بما أن الحصبة عبارة عن عدوى فإن هناك حاجة لتقوية جهاز المناعة. يحتوي الكركم على مادة فعالة تدعى الكركمين curcumin والتي لديها القدرة على التخلص من الجذور الحرة المؤذية لجهاز المناعة، وبالتالي زيادة قدرته على مكافحة العدوى بالحصبة. يمكن خلط الكركم مع مطحون بذور التمر الهندي tamarind بنسب متساوية من الاثنين، وتناول الخليط مرة يومياً لتحقيق شفاء أسرع.
يعتبر الثوم أحد أقوى النباتات المستخدمة علاجياً والمتوفرة في السوق لاحتوائه على مغذيات مفيدة ومضادات الأكسدة ومركبات الكبريت والعديد من الحموض الطبيعية القادرة على تنشيط جهاز المناعة، والقضاء على عدوى الحصبة. يمكن نقع فصوص الثوم بالماء خلال الليل، وشرب المنقوع في اليوم التالي، ويعتبر تناول خليط بودرة الثوم المطحون مع العسل علاجاً شائعاً للحصبة في مناطق عدة من العالم.
يحتوي عصير الليمون على مغذيات فريدة تجعله فعالاً جداً ضد عدوى الحصبة. حمض السيتريك Citric Acid له قدرة مباشرة على تنشيط جهاز المناعة، بينما المكونات الفعالة الأخرى الموجودة في عصير الليمون تعمل كمضادات التهاب، ومضادات للميكروبات مما يجعل الجسد بيئة غير صالحة لانتشار العدوى. يمكن مزج عصير الليمون المركز مع الماء، واستخدامه كعلاج فعال للحصبة.
يعتبر استخدام أوراق شجرة النيم من أقدم أشكال العلاج التقليدي بالأعشاب، حيث تسمى في الهند "صيدلية القرية"، لما تحتويه من فوائد متعددة لجسم الإنسان. تحتوي أوراق النيم على مجموعة من مضادات الميكروبات ومضادات الحساسية ما يجعلها مثالية لعلاج أعراض الحصبة، وبالخصوص الطفح الحاك، بالإضافة لقدرتها على القضاء على العدوى المستبطنة. يمكن طحن أوراق النيم لتصبح معجوناً يمكن تطبيقه مباشرة على الطفح الجلدي للتخفيف من التخريش الحاصل.
يعتبر عصير الفواكه بأنواعه جزءاً مهماً جداً من حميتك أثناء الإصابة بالحصبة، لما له من فائدة في تعويض خسارة السوائل الحاصلة نتيجة التعرق والحمى، بالإضافة لما فيه من مضادات الأكسدة ذات الفعالية العالية بتقوية جهاز المناعة، وبالتالي تسريع عملية القضاء على الفيروس. فيتامين سي Vitamin C الموجود في عصير الفواكه له دور هام في ترميم الخلايا المتضررة، وبالتالي تسريع تماثلك للشفاء.
عند الإصابة بالحصبة قد تشعر كأن جلدك يحترق، وكل ما تبحث عنه هو مهدئ. يحتوي الشعير على مجموعة من المعادن ومضادات الأكسدة بالإضافة للفيتامينات القادرة على تهدئة الألم الناتج عن الالتهاب، وتوفير راحة من الحكة. انقع الشعير بالماء طوال الليل، واستخدمه على جلدك مباشرة. تركيز الزنك العالي الموجود في الشعير له فوائد جمة في شفاء الجلد الملتهب.
المكونات الغذائية المميزة الموجودة في القرع المر تجعل منه علاجاً فعالاً جداً للحصبة، وذلك لاحتوائه على مجموعة كبيرة من الفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية والتي تقوم بتنشيط طرح السموم إلى خارج الجسم ما يزيد من فعالية جهاز المناعة وتسريع عملية الشفاء من الحصبة.
يقوم ماء جوز الهند بتعويض فقد السوائل الحاصل نتيجة الإصابة بالحصبة ويمكنه بالإضافة لذلك القيام بتعويض النقص الغذائي الذي يحصل نتيجة إصابة الجسم بالعدوى، ومعروف أن ماء جوز الهند يسرع عملية الشفاء من الحصبة.
يعتبر عصير البرتقال من العلاجات الفعالة جداً للتخلص من أي عدوى جرثومية أو فيروسية، لما له من قدرة كبيرة على تحفيز جهاز المناعة عن طريق زيادة إنتاج الكريات البيضاء، وله فائدة أخرى كمضاد أكسدة يستخدمه جهاز المناعة في معركته ضد العدوى، ويعتبر فيتامين سي مكوناً أساسياً للكولاجين collagen المهم جداً في إعادة ترميم الأنسجة أثناء الشفاء، وبخاصة مناطق الجلد التي أصيبت بالطفح المرافق للعدوى بالحصبة.
يوجد في زهور نبات الآذريون العديد من المعادن والحموض الأمينية الأساسية، والتي تحسن من حيوية الجهاز المناعي وتسرع الشفاء من أمراض خطيرة عدة. يمكن غلي أزهار الآذريون وشرب المنقوع كعلاج لعدوى الحصبة.
يعتبر صبار الألوفيرا من أفضل المواد التي بإمكانك تطبيقها على جلدك لتخفيف الألم الناتج عن الطفح الجلدي، والالتهاب، وعلاج حتى السبب الأساسي للحصبة، حيث يمكن استخدام الجل الموجود ضمن أوراقه العريضة بعد سلخها ومن ثم وضعه على الجلد. ويمكن شرب عصير الألوفيرا بعد قطع الورقة العريضة وسلخها وتركها لعدة دقائق للتخلص من مستخلصها الأصفر ثم استخراج الجل وأكله مباشرة أو إضافته لفواكه وخلطه بالخلاط، وشرب الكوكتيل الناتج كعلاج فعال جداً لمكافحة عدوى الحصبة وتسريع عملية الشفاء.
أفضل طريقة للوقاية من الحصبة هي التطعيم. خلال المدة بين عامي 2000 - 2015 حال التمنيع ضد الحصبة دون وقوع وفيات قدرت بنحو 20.3 مليون وفاة. يجب الحرص على حصول الأطفال على التطعيم الروتيني، وحصول الأشخاص غير الملقحين، والمعرضين للإصابة على لقاح الحصبة في أقرب وقت ممكن. يعتبر تطعيم الحصبة من اللقاحات ذات المردود العالي، وذات الثمن المنخفض ويقارب سعر جرعة اللقاح دولاراً أمريكياً واحداً، وينصح بأخذ جرعتين من اللقاح للحصول على الفائدة العظمى المرجوة منه، ويعتبر لقاح الحصبة من اللقاحات الموثوق والامن، والمجربة لفترة طويلة، ويجب تجنبه في الحالات التالية:
في حال إصابة أحد أفراد الأسرة بالحصبة ينصح بعزل المصاب وذلك بسبب قدرة الحصبة الشديدة على العدوى خلال الفترة الممتدة من أربعة أيام قبل ظهور الطفح الجلدي وأربعة أيام بعد ظهوره. ويجب إبقاء الأفراد غير الملقحين بعيدين عن المصاب.
"