التشخيص اللازم قبل وصف العلاج

الكاتب: رامي -
التشخيص اللازم قبل وصف العلاج
"

التشخيص اللازم قبل وصف العلاج.

التشخيص قبل وصف العلاج

بالرغم من خطورته وصعوبته إلا أن السعي من أجل الفهم أولاً أو التشخيص قبل وصف العلاج هو مبدأ قويم يبدو جلياً في دروب كثيرة من الحياة. وهو العلامة الميزة لجميع المتخصصين. فهو ضروري لأطباء العيون، وضروري للطبيب. فأنت لن تثق في العلاج الذي يصفه الطبيب إذا لم تثق في تشخصه أولاً.

عندما كانت ابنتنا جيني طفلة رضيعة عمرها شهران فقط , مرضت أحد أيام السبت حيث كانت تقام مباراة كوة قدم لنادينا والتي كانت تسيطر علي انتباه الجميع. ولقد كانت مباراة مهمة وكان الملعب يعج بأكثر من 6000 شخص. وبالطبع كنت أنا وساندرا نود حضور المباراة لكننا لم نشأ ترك جيني بمفردها. فقد كانت تعانى من القيء والإسهال الأمر الذي أقلقنا للغاية.

وكان الطبيب حاضراً هذه المباراة. وهو لم يكن طبيبنا الخاص ولكنه كان الطبيب الذي ينبغي علينا الاتصال به عند حدوث حالة طارئة. وعندما ساءت حالة جيني قررنا أننا في حاجة إلى مساعدة طبية. واتصلت ساندرا بالإستاد وطلبته على الجهاز الطنان. وكان هذا في وقت

حرج للمباراة واستشعرت ساندرا الغضب في نبرة صوته وهو يقول ´´ نعم" ما الأمر؟".

"أنا السيدة كوفي يا دكتور. إننا قلقان للغاية على ابنتنا جيني".

فسألها " ما هي حالتها ؟ ".

أخذت ساندرا تصف له الأعراض، فقال لها ´´ حسنا سأصف لها العلاج ما هي الصيدلية التي تتعاملون معها ؟ ´´.

وعندما أغلقت ساندرا الهاتف شعرت أنها في عجلتها لم تخبره بكل البيانات ؟ ولكن ما أخبرته به كان كافياً.

فسألتها ´´ هل تعتقدين أنه يعرف أن جيني طفلة رضيعة ؟".

فأجابتني ساندرا ´´ أنا واثقة أنه يعرف هذا´´.

´´ ولكنه ليس طبيبنا، إنه حتى لم يعالجها من قبل ´´.

´´ حسنا أثق أنه يعرف ´´.

´´ هل أنت على استعداد لإعطائها دواء ما لم تكوني متأكدة منه ؟

صمتت ساندرا لبرهة، وأخيرا قالت ´´ ما الذي سنفعله ؟".

فقلت لها ´´ عاودي الاتصال به".

فأجابتني ساندرا ´´ اتصل أنت به ´´.

وبالفعل اتصلت به ورن جهازه الطنان مرة أخرى أثناء المباراة. وقلت له" إنه أنا يا دكتور، عندما وصفت الدواء هل كنت تعلم أن جيني رضيعة عمرها شهران فقط ؟".

فصاح الدكتور ´´ كلا، لم أعرف ذلك كان تصرفا حكيماً منك أن عاودت الاتصال بي. سأغير العلاج فوراً

إنك إذا لم تثق في التشخيص لن تثق في العلاج الموصوف.

وينطبق هذا المبدأ أيضا على المبيعات.فالبائعون الذين يتميزون بالفعالية يحاولون أولاً فهم احتياجات العميل ومخاوفه وحالته. والبائع الهاوي يبيع المنتج أما البائع المحترف فيبيع حلولاً للاحتياجات والمشاكل. وهما أمران مختلفان كل الاختلاف. فيتعلم البائع المحترف كيف يشخص وكيف يفهم كما أنه يتعلم أيضاً كيف يربط بين احتياجات الناس ومنتجاته وخدماته ولابد أن يتحلى بالأمانة ليقول ´´ إن منتجي أو خدمتي لن تفي بغرضك "إذا استدعى الأمر.

والتشخيص قبل وصف العلاج ضروري في القانون.فالمحامي المحترف يجمع الحقائق أولاً ليفهم الموقف ويفهم القوانين وإجراءات التقاضي قبل أن يعد القضية أما المحامي الجيد فيكتب معارضة لمرافعة النائب العام قبل أن يكتب مرافعته.

كما ينطبق هذا المبدأ أيضاً على تصميم المنتجات.فيمكنك تخيل شخص ما في شركة يقول ´´ إن إجراء أبحاث المستهلكين هو أمر خاص بالأغنياء. دعنا نصمم المنتجات ´´. وبعبارة أخرى لننس الفهم وعادات الشراء الخاصة بالمستهلكين والدوافع _ ونقوم فقط بتصميم المنتجات. بالطبع لن يفلح هذا المبدأ أبداً.

والمهندس الجيد يدرس القوى وضغوط العمل قبل أن يشرع في وضع التصميم للجسر والمعلم الجيد سيقيم الفصل قبل أن يشرع في التدريس. والطالب الجيد يفهم قبل أن يجيب : والوالد الجيد سيفهم قبل التقييم وإصدار الأحكام. ومفتاح الحكم السديد هو الفهم. وإذا أصدرت الحكم في البداية لن يتمكن الشخص من الفهم أبدا ً.

لذا فإن السعي للفهم أولاً هو مبدأ قويم يمكن اقتفاء أثره في جميع مناحي الحياة. وهو مبدأ عام مسيطر، ولكن تكمن قوته العظمى في منطقة العلاقات الجماعية.

"
شارك المقالة:
132 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook