الإنفلونزا (Influenza - Flu) والتي تدعى أيضاً الكريب أو النزلة الوافدة هي مرض تنفسي يحصل بسبب فيروس. الإنفلونزا معدية بشدة وتنتشر عادةً عن طريق سعال أو عطاس المصابين بها. كما يمكن أن تُصاب بها عند ملامسة المصاب، كما عند المصافحة مثلاً. يمكن للبالغ أن ينقل العدوى قبل أن تظهر الأعراض عنده بيوم إلى يومين وحتى أسبوع بعد ظهورها، وهذا يعني أنك قادر على نشر الفيروس عندما تلتقط العدوى حتى قبل أن تعرف أنك أصبت به.
تنتشر الإنفلونزا في جميع أرجاء العالم، وتصيب أشخاص من مختلف الأعمار. تحدث الإنفلونزا على شكل فاشيات (بمعنى - متفشية: الوبائيات outbreak) سنوية في جميع أرجاء العالم، لتسبب نحو 3-5 ملايين حالة شديدة من المرض ووفاة حوالي ربع إلى نصف مليون إنسان.
كلا الإنفلونزا والزكام (الرشح) مرضان فيروسيان معديان يصيبان الجهاز التنفسي. مع أن الأعراض قد تكون متشابهة، غير أن الإنفلونزا أسوأ. قد يجعلك الزكام معتلاً قليلاً، بينما الإنفلونزا تجعلك طريح الفراش في كثير من الأحيان. ونقدم هنا جدولاً يختصر الفوارق بين الإنفلونزا والزكام من مختلف النواحي:
الأعراض | الزكام | الإنفلونزا |
ارتفاع درجة الحرارة | بسيط | عالي (38-39 درجة مئوية) قد يستمر 3 أيام |
الصداع | نادراً | شائع وشديد |
آلام وأوجاع عامة | خفيفة | شائعة شديدة عادة |
الإنهاك والضعف | بسيط | شديد يمكن أن يستمر لـ2-3 أسابيع |
إعياء شديد | أبداً | معتاد ويبدأ باكراً |
سيلان الأنف | شائع | أحياناً |
العطاس | معتاد | أحياناً |
التهاب الحلق | شائع | شائع |
السعال | خفيف إلى متوسط | شائع قد يصير شديداً |
المضاعفات | احتقان جيوب أو ألم في الأذنين | التهاب قصبات، التهاب رئوي. قد تحتاج للذهاب إلى المستشفى. |
الوقاية | غسل اليدين جيداً والابتعاد عن المرضى. | لقاح الإنفلونزا مرة في السنة. غسل اليدين جيداً والابتعاد عن المرضى. الأدوية المضادة للفيروسات: oseltamivir (Tamiflu) و zanamivir (Relenza). |
العلاج | أدوية تباع دون وصفة طبية لتخفيف الأعراض. | أدوية تباع دون وصفة طبية لتخفيف الأعراض. الأدوية الموصوفة: اوسيلتاميفير oseltamivir معروف تجارياً Tamiflu. أو زاناميفير zanamivir (تجارياً يباع تحت اسم Relenza) في غضون 24-48 ساعة من بدء الأعراض. بيراميفير peramivir (تجارياً Rapivab) في بعض الحالات، نعطيه عن طريق الوريد. |
توجد ثلاثة أنواع مختلفة من فيروسات الإنفلونزا: A وB وC. يتسبب النوعان A وB بأوبئة الإنفلونزا الموسمية والتي تتسبب بإصابة 20% من السكان بسيلان أنف وسعال وأوجاع جسمية وحمى عالية. يتسبب النوع C بالإنفلونزا أيضاً، لكن أعراض إنفلونزا الفيروس C تكون أقل شدة.
فيروسات الإنفلونزا من النوع A قادرة على إصابة الحيوانات، لكن يسبب هذا النوع الوعكات الصحية عند البشر أكثر. تشكل الطيور البرية أثوياء لفيروس الإنفلونزا هذا.
يتغير فيروس الإنفلونزا A باستمرار وهو مسؤول عن حدوث أوبئة ضخمة للإنفلونزا. ينتشر الفيروس عند الاحتكاك مع شخص سبق إصابته.
على عكس النوع A، لا يوجد فيروس الإنفلونزا B إلا عند البشر. يتسبب فيروس الإنفلونزا B بردة فعل أخف من فيروس الإنفلونزا نوع A، غير أن الفيروس B يمكن أن يكون مؤذياً جداً في بعض الحالات. لا تسبب الفيروسات B جائحات ولا تنقسم إلى أنماط.
يوجد النوع C عند البشر كذلك، وهو على أي حال أخف من الفيروسين A وB. لا يصبح البشر عموماً مريضين جداً عند إصابتهم بفيروس الإنفلونزا C ولا يتسبب بحدوث أوبئة.
يتسبب فيروسا الإنفلونزا A وB بحصول أوبئة موسمية من المرض في كل شتاء في المناطق المعتدلة والباردة من نصف الكرة الأرضية الشمالي. تحدث تغيرات دائمة في بنية فيروسات الإنفلونزا، ويتسبب حصول أنواع جديدة ومختلفة جداً من فيروس الإنفلونزا A بانتشار وباء الإنفلونزا. بينما يتسبب الانفلونزا من النوع C بمرض تنفسي خفيف ولا يتسبب بأوبئة.
تنتقل فيروسات الإنفلونزا في الهواء عن طريق القطيرات التي تخرج من المريض عندما يعطس أو يسعل أو يتكلم. يمكن أن تستنشق القطيرات مباشرة أو عندما تلمس شيء تلوث بها – مثل الهاتف أو لوحة المفاتيح – ثم تنقلها إلى أنفك أو فمك أو عينك.
تتبدل فيروسات الإنفلونزا باستمرار، بحيث تظهر سلالات جديدة باستمرار. فلو سبق وأن أصبت بسلالة معينة من فيروسات الإنفلونزا سيشكل جسمك مناعة تجاه تلك السلالة عن طريق تصنيع مضادات أجسام نوعية لها. لو أصبت بهذه السلالة سوف تكون الأعراض عندك أخف أو سوف تتقي تماماً من العدوى. تتشكل مضادات الأجسام إما نتيجة عدوى سابقة أو عندما تتلقى اللقاح.
غير أن مضادات الأجسام التي شكلها جهازك المناعي في الماضي لن تحميك من سلالات الإنفلونزا الجديدة، والتي يمكن أن تختلف جذرياً من الناحية المناعية.
توجد أسباب عديدة للإصابة المتكررة بالإنفلونزا عند بعض الأشخاص دون غيرهم من أهمها:
يمكن لمريض الإنفلونزا أن ينقل المرض لشخص على بعد يصل حتى مترين. يعتقد الباحثون أن الإنفلونزا تنتقل بشكل رئيسي عن طريق القطيرات التي يشكلها الشخص عندما يسعل أو يعطس أو يتكلم. قد تستقر تلك القطيرات في فم أو أنف الأشخاص القريبين أو قد يستنشقونها إلى رئاتهم. وبشكل أقل شيوعاً، يمكن أن يلتقط الشخص الفيروس عن طريق سطح أو غرض ملوث بفيروس الإنفلونزا وبعدها يلمس أنفه أو فمه أو عينه.
لتجنب هذا عليك الابتعاد عن المصابين بالإنفلونزا وأن تظل في بيتك عندما تصاب بالمرض. ومن المهم أيضاً أن تغسل يديك بالماء والصابون بشكل متكرر.
تبلغ فترة حضانة incubation period الإنفلونزا عادة بين يوم إلى أربعة أيام. الحضانة هي الفترة التي يتواجد خلالها الفيروس وينمو في جسمك قبل ظهور الأعراض. لن تبدي في هذه الفترة أي من أعراض الإنفلونزا، لكن يمكنك أن تعدي غيرك في الفترة الأخيرة منها.
يستطيع المصاب بالفيروس أن يعدي غيره قبل بدء الأعراض بيوم إلى يومين، وتستمر مقدرته على نقل العدوى حتى أسبوع من بدء الأعراض – وقد يظل قادراً على نقل العدوى حتى عشرة أيام.
تسبب الإنفلونزا ارتفاع درجة حرارة الجسم دائماً تقريباً. تتراوح معظم حالات الحمى المرتبطة بالإنفلونزا من حمى منخفضة الدرجة (حوالي 38 درجة مئوية) إلى حمى عالية (40 درجة مئوية). يمكن أن تكون الحمى عند الأطفال الصغار أعلى منها عند البالغين. يجب مراجعة الطبيب في أسرع وقت عند الاشتباه بإصابة الطفل.
وجود سعال جاف ومتواصل أمر شائع عند مرضى الإنفلونزا. يمكن أن يزداد السعال سوءاً ليصير مزعجاً ومؤلماً. كما قد يشكو المريض من ضيق النفس أو انزعاج صدري في هذا الوقت. ربما تستمر حالات السعال الناجمة عن الانفلونزا لأسبوعين.
الأوجاع العضلية المرتبطة بالإنفلونزا أكثر شيوعاً في الرقبة والظهر والذراعين والساقين. تكون الآلام العضلية شديدة غالباً بحيث تجعل الحركة صعبة حتى عند القيام بالمهام اليومية.
يشكل الصداع في كثير من الأحيان أول عرض من أعراض الإنفلونزا. ونلاحظ أحياناً أعراض ترافق الصداع مثل الأعراض العينية والتحسس للضوء والأصوات.
الشعور بالتعب ليس عرضاً واضحاً جداً في الإنفلونزا. يحدث الشعور بإعياء عام في كثير من الأمراض.
يعتمد الطبيب عند تشخيص الإنفلونزا عادة على أخذ القصة المرضية وإجراء الفحص الجسدي لك، كما يستند إلى حقيقة تفشي الإنفلونزا في المجتمع. ولو اعتقد الطبيب أن إجراء الفحوص التشخيصية مهم، فسوف يأخذ عينة من أنفك أو بلعومك بماسحة قطنية ويرسلها إلى المختبر.
توجد فحوص سريعة للإنفلونزا يمكنها أن تعطي النتائج في أقل من 30 دقيقة، إلا أن حساسية هذه الفحوص تختلف من سلالة لأخرى. أكثر الفحوص دقة لكشف الفيروس هو زراعة الفيروس، بيد أن النتائج تحتاج إلى 3-10 أيام حتى تظهر. وتستطيع الفحوص الدموية أن تكشف وجود الفيروس حتى عدة أسابيع بعد الإصابة به.
لا داعي عندما تصاب بالإنفلونزا أن تقف مكتوف الأيدي أمام معاناتك من أعراض الإنفلونزا المزعجة، وأن تعلل نفسك بأنه سوف يمضي تلقائياً مع مرور الوقت. اعلم أنه توجد علاجات كثيرة بإمكانها أن تخفف أعراضك ويمكنك شراؤها من الصيدلية. أبق هذه العلاجات في بالك عند إصابتك بالإنفلونزا:
نوصي عادة بالمسكنات مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين التي تساعد على تخفيف الأعراض، من مثل الأوجاع العضلية والآلام والصداع والحمى. يجب عدم إعطاء الأسبرين للأطفال لعلاج أي مرض. استخدام الأسبرين عند الأطفال يمكن أن يسبب مرض خطير اسمه متلازمة راي Reye’s syndrome.
يساعد هذا النوع من الأدوية في تخفيف الاحتقان الأنفي والضغط في الجيوب والأذنين. يمكن أن يتسبب كل مضاد احتقان بآثار جانبية، لذلك يجب أن تحرص على قراءة النشرة المرفقة لتعرف أفضل مضاد احتقان لك.
السعال عرض شائع في الإنفلونزا، وتساعد بعض الأدوية في تخفيفه. وإذا لم تكن راغباً بتناول الدواء يمكنك تناول العسل والليمون فهذا يساعد في تخفيف السعال.
احرص على عدم مزج الأدوية مع بعضها، فاستخدام أدوية غير ضرورية يمكن أن يصيبك بآثار جانبية لا داعي لها. ومن الأفضل أن تأخذ الدواء لعلاج أكثر الأعراض بروزاً عندك.
علاوة على الأدوية السابقة خذ قسطاً كبيراً من الراحة. بينما يقوم جسمك بمحاربة فيروسات الإنفلونزا، سوف تحتاج لأن تسترخي لمدة كافية في سريرك. لا تذهب إلى المدرسة أو العمل وأنت مصاب بالحمى.
يتعين عليك كذلك أن تشرب كميات وافرة من السوائل. يساعد الماء والعصائر والمشروبات الرياضية والحساء في الحفاظ على الماء في جسمك. تملك المشروبات الساخنة مثل البابونج والشاي فائدة إضافية في تخفيف الألم الناجم عن التهاب الحلق.
يمكن أن يصف لك الطبيب أدوية تهدف إلى القضاء على فيروس الإنفلونزا وتخفف أعراضك. لكن يتعين عليك أن تأخذ هذه الأدوية في غضون 48 ساعة من بدء الأعراض. الأوسيلتامفير Oseltamivir (تاميفلو Tamiflu) هو دواء يتناوله المريض عن طريق الفم، والزاناميفير zanamivir (ريلينزا Relenza) عن طريق الاستنشاق، والبيراميفير peramivir (رابيفاب Rapivab) عن طريق الوريد. يصف الطبيب الأدوية السابقة إذا كان المرض شديداً أو إذا كان المريض:
يتعين عليك من أجل تقليل خطورة الإصابة بالإنفلونزا أو نشره إلى الآخرين القيام بما يلي:
نوصي بأخذ الأدوية المضادة للفيروسات الأوسيلتامفير Oseltamivir (تاميفلو Tamiflu) أو الزاناميفير zanamivir (ريلينزا Relenza) من أجل الوقاية من الإنفلونزا في الحالات التالية:
في حال وجود وباء انفلونزا في الجوار أو دور الرعاية – حيث ينتشر الفيروس بسرعة كبيرة – يمكن عرض الأدوية المضادة للفيروسات للناس لو اختلطوا بمرضى ثبتت إصابتهم بالفيروس.
يساعد التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا في تقليل خطورة الإصابة بالإنفلونزا في كل سنة، ومع أنه ليس فعالاً بنسبة 100% لأنه لا يعمل على كل السلالات الممكنة للإنفلونزا.
يجب إعطاء لقاحات الإنفلونزا خاصة لـ:
أفضل وقت لإعطاء لقاح الإنفلونزا في فصل الخريف بين شهري أيلول/سبتمبر وأوائل تشرين الثاني/نوفمبر. يتعين أخذ لقاح الإنفلونزا كل سنة كي تظل محمياً منه. الفيروسات التي تسبب الإنفلونزا تتغير كل سنة، لذلك فيروس هذا الشتاء سوف يختلف عن فيروس الشتاء القادم.
أي أثر جانبي لإبر التطعيم ضد الإنفلونزا خفيف في العادة، غير أنها تكون شديدة في أحيان نادرة. ربما ترغب في أن تعرف ماهي المخاطر الممكنة للقاحات الإنفلونزا وهنا نورد لك أهم الآثار الجانبية للقاحات الإنفلونزا:
ليس من السهل دائماً أن تعرف أن طفلك مصاب بالإنفلونزا. يأتي المرض للطفل بسرعة ويكون أكثر شدة من الزكام، ويشعر الطفل بالإعياء في أول يومين أو ثلاثة من المرض. وتتضمن الأعراض عند الأطفال:
يخلط بعض الأهالي بين الإنفلونزا والتهاب المعدة والأمعاء لأن الإنفلونزا عند الأطفال على عكس الكبار تتسبب بالغثيان والتقيؤ وألم البطن.
إذا كنت صغير السن وتتمتع بصحة جيدة، لن تشكل الإنفلونزا خطراً عليك في الأحوال المعتادة. ومع أنك قد تعاني من أعراض الإنفلونزا المزعجة، إلا أن الإنفلونزا تشفى عادةً في غضون أسبوع أو أسبوعين دون أن تخلف آثاراً على صحتك، إلا أن كبار السن والأطفال الصغار والأشخاص الذين لديهم أمراض مزمنة أو ضعف في المناعة قد يصابون بمضاعفات من مثل:
الالتهاب الرئوي هو أخطر المضاعفات، فهو قد يكون مميتاً عند المسنين والمصابين بأمراض مزمنة.
"