الأستعلام عن الأرباح المحتجزة.
تتعرض الشركات في كافة المجالات إلى الربح والخسارة، وهذا أمر طبيعي جدا، إذ تحاول على قدر الإمكان جني أكبر نسبة من الأرباح في مقابل تقليل الخسائر، لذلك تعقد إدارة الشركات الميزانية لمعرفة حجم الأرباح والخسائر، وهناك الكثير من أشكال الأرباح أهمها الأرباح المحتجزة والتي يجب تحصيل تلك الأرباح ولو بشكل جدولي حتى لا تدخل في نطاق الديون المعدومة بعد ذلك ومنها إلى خسائر الشركات، وهو الأمر الذي بحاجة إلى معرفة مفهوم مصطلح الأرباح المحتجزة وأهدافه، ومعرفة كيفية حسابه، وهو ما نورده في المقال أدناه
الأرباح المحتجزة
تعرف الأرباح المحتجزة على أنها الجزء غير الموزع من الأرباح على المساهمين خلال السنة المالية السابقة، فإذا حققت الشركة أرباحا وقررت إدارة الشركة من خلال الجمعية العمومية بعدم توزيع هذه الأرباح على المساهمين، وبذلك فإن هذه الأرباح تعتبر أرباحا محتجزة ويتم إضافتها إلى حقوق المساهمين تحت بند الأرباح المحتجزة، وتكون الشركة حرة في استخدام هذه الأموال طالما أنها تحت سيطرة إدارة الشركة .
ويكون الهدف الأساسي من هذا الإجراء هو إعادة توظيف هذه الأموال للحصول على عائد استثماري مما لو حصل عليها المساهمون على شكل توزيعات نقدية .
ومن ثم فإن رقم الأرباح المحتجزة يتأثر بأرقام صافي الريح والخسارة المحققة دوريا، وأيضا بالأرباح التي تقرر الشركة توزيعها على المساهمين وتسمى في هذه الحالة ( توزيعات الأرباح المعلن عنها)، وكذلك أي مبالغ تقرر الشركة تنفيذا لقواعد قانونية أو لسياسات مالية أن تجنبها من الأرباح المحتجزة وبالتالي لا تعتبر أرباحا محتجزة للتوزيع وإنما أرباح مقيدة توزيعها وغير متاحة كمصدر لإجراء توزيع للأرباح.
إجمالي الأرباح المحتجزة
بما أن الأرباح المحتجزة هي الأرباح التي تحققها الشركة ولا توزعها على المساهمين فإذن فلابد وأن يكون هناك هدف لذلك إما استثمارها في أعمال جديدة أو لتسديد ديون مستحقة أو لتوزيعها على المستثمرين في مرحلة لاحقة، وبعد قيام الشركة باحتساب صافي الأرباح وتوزيع جزء منه على المساهمين وفقا لعدد الأسهم التي يمتلكونها يبقى جزء تحتفظ فيه الشركات في حسابها، وتقوم بعد ذلك بإضافته إلى الأرباح المحتجزة من السنوات الماضية لينتج بعد ذلك ” إجمالي الأرباح المحتجزة”
وفي أكثر الأحيان تقوم الشركات باستثمار الأرباح المحتجزة في مشاريع جديدة أي أنها لن تكون مضطرة إلى اللجوء لتمويل خارجي مكلف ولا يتم إدراج هذه الأرباح المحتجزة في القوائم المالية للشركات ضمن لائحة الأصول وتكون بذلك ضمن التدفقات النقدية.
ولا تكون الأرباح المحتجزة نقدية بالضرورة، فإذا كانت قيمة الأرباح المحتجزة 100 مليون ريال وقامت الشركة بشراء مبنى بقيمة 500 مليون ريال فلا تتغير قيمة الأرباح المحتجزة وتبقى عند 100 مليون ريال.
حساب الأرباح المحتجزة الختامية
يتم حساب الأرباح المحتجزة الختامية عن طريق جمع الأرباح المحتجزة الافتتاحية بالمكاسب وقسمتها على الخسائر وطرح الأرباح منها، وتكون بذلك الأرباح المحتجزة هي الأرباح التي اكتسبتها الشركة إلى تاريخ معين ناقص أية أرباح أو توزيعات مدفوعة للمستثمرين .
وتكون صيغة حساب الأرباح المحتجزة الختامية هي الأرباح المحتجزة الافتتاحية + المكاسب / الخسائر – الأرباح = الأرباح المحتجزة الختامية
فالشركات الناشئة التي تتنامى أنشطتها تتجنب توزيع الأرباح ومن ثم تقوم باستغلال أرباحها المحتجزة في تمويل بنود رئيسية من نمو العمل مثل رأس المال التشغيلي والحيازات ومصروفات رأس المال، ومن الممكن أن تستخدم الشركات الأرباح المحتجزة لدفع الديون بدلا من توزيع الأرباح، ومن الممكن أن يتم الاحتفاظ بالأرباح المحتجزة كاحتياطي توقعا لحدوث أي خسائر مختلفة.
وللأسف الشديد هناك بعض الشركات تسجل خسائر أكثر من المكاسب، وخاصة الشركات التي تقوم بتوزيع أرباح أعلى من رصيد الأرباح المحتجزة لديها ويصبح حساب الأرباح المحتجزة بالسالب وعندما يكون الرصيد بالسالب فهذا يعرف ب (العجز التراكمي) ويتم تسجيل رصيد الأرباح المحتجزة أو رصيد العجز التراكمي في قسم حقوق المساهمين لبيان ميزانية الشركة، وعند ذلك يجب وضع النقاط التالية في الاعتبار وهي:
1- عمر الشركة بحيث أن الشركة الأقدم عمرا يصبح لديها المزيد من الوقت لجمع المزيد من الأرباح.
2- سياسة توزيع الأرباح بحيث أن الشركات التي دائما تقوم بتوزيع الأرباح سوف تكون لديها أرباح محتجزة أقل
3- الربحية وهي النسبة المئوية المرتفعة للمكاسب، حيث تقوم الشركة تدريجيا بتحقيق عائدات أكبر من الأرباح المحتجزة.