تتشكّل أورام الغدة الدرقية المعروفة أيضًا بمصطلح العُقيدات (بالإنجليزية: Nodules) عندما تنموالخلايا السليمةفي الغدة الدرقية بطريقةٍ غير مُسيطر عليها، وقد تكون هذه الأورام حميدة أو خبيثة، وممّا يُميز الورم الخبيث عن الحميد قدرته على النمو والانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم، في حين لا ينتشر الورم الحميد رغم أنّ نموه غير طبيعيويجدر القول أنّ معظم أنواع عقيدات الغدة الدرقية لا تسبّب ظهور أعراض لدى المصاب، إلّا أنّها في بعض الأحيان قد تُسبّب مشكلة في البلع، أو شعورًا بامتلاء الحلق، أو بالألم أو الضغط في منطقة الحلق أو الرقبة، وفي بعض الحالات قد يُلاحظ المُصاب ظهور نتوء أو كتلة في العنق عند النظر في المرآة، وقد يُعاني أيضًا من أعراضٍ غير شائعةٍ ولا تحدث في جميع الحالات؛ كفقدان الوزن السريع غير المقصود، أو سرعة الغضب والعصبية الزائدة، أو عدم انتظام ضربات القلب،وفي هذا السّياق يُشار إلى اختلاف طبيعية الأعراض التي تترافق معسرطان الغدة الدرقيةالخبيث عن تلك المُصاحبة للحميد، إلّا أنّ تكون كتلة غير مؤلمة في الرقبة يُعتبر أكثر أعراض سرطان الدرقية شيوعاً، ومن الملاحظ أنّ العديد من الأعراض الأخرى قد تظهر بعد انتقال المرض إلى مرحلةٍ مُتقدّمة، والتي قد تتضمّنبحّة الصوتغير المُبررة والتي تستمر لأكثر من بضعة أسابيع، واستمرار التهاب الحلق أو صعوبة البلع، وظهور نتوءات في أماكنٍ مُختلفة من الرقبة، وممّا ينبغي التنويه إليه أنّ ظهور كتلة في الرقبة لا يعني بالضرورة الإصابة بسرطان الدرقية.
في الحقيقة، لا تُعرف الأسباب الحقيقة الكامنة وراء الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، إلا أنّ هُناك عوامل مُعينة تجعل الشخص أكثر عُرضة لذلك، مع الإشارة إلى أنّ معظم حالات سرطان الغدة الدرقية لا ترتبط بوجود عوامل خطر واضحة لدى المصاب،ونذكر من أبرز عوامل خطر سرطان الغدة الدرقية ما يأتي:
كما أسلفنا سابقاً فإنّ أورام الغدة الدرقية الحميدة تنشأ عن نمو الخلايا بشكلٍ غير طبيعي دون انتشارها إلى أجزاءٍ أخرى من الجسم، كما أنّها لا تُهدد الحياة عادةً، وفيما يأتي بيان لأنواع الأورام الحميدة بشيءٍ من التفصيل.
تُمثلعقيدات الدرقية الحميدة(بالإنجليزية: Benign thyroid nodules) أوراماً أو كتلاً غير طبيعية تظهر في الغدة الدرقية، وتكون صلبة أو مملوءة بالسوّائل، وغالبًا لا تتسبّب بظهور أيّ علامات أو أعراض، كما أنّها لا تستلزم العلاج في العديد من الحالات، ولكن في بعض الحالات قد يؤدي زيادة حجم هذه العُقيدات إلى جعلها مرئية ويُمكن الشعور بوجودها أيضًا، وفي حال كان حجمُها كبيرًا جدًّا فقد يُسبّب ذلك صعوبةً في البلع أو التنفس، وبشكلٍ عامّ يتمّ اكتشاف عقيدات الدرقية الحميدة في أغلب الحالات أثناء إجراء الطبيب للفحص الروتيني،ونظراً لصعوبة التمييز بين عقيدات الدرقية الحميدة وسرطان الغدة الدرقية من خلال الأعراض فقط أو المظهر الخارجي للورم، فإنّ الأمر يستلزم إجراء الفحوصات اللازمة التي تُمكّن من التمييز بينهما وتشخيص الحالة بدقة،إضافةً إلى تمييز هذه الحالة عن الأنواع الأخرى من أمراض الدرقية، وقد يتضمّن ذلك إجراء اختبارات الدم للتحقق من مستويات هرمونات الغدة الدرقيةوالأجسام المضادة للغدة الدرقية(بالإنجليزية: Antithyroid antibodies)، وتصوير الغدّة بالموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound)، وإجراء خزعة الشفط بالإبرة الدقيقة (بالإنجليزية: Fine-needle aspiration biopsy)،ويجدر القول أنّ هناك عدة أنواع مختلفة من العقيدات الدرقية الحميدة وهي كما يأتي:
تُعرّف الأورام الغدية الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid adenomas) على أنّها أحد الأورام الحميدة التي تؤثر في أنسجة الغدة الدرقية الطبيعية، وممّا يُميزها أنّها تأتي بأشكالٍ مُختلفة ولا تتطلّب علاجًا ما لم تتسبّب بضغط على المناطق المحيطة بها، إذ يُكتفى بالمراقبة في العديد من حالاتها،وتُصنّف الأورام الغدية الدرقية إلى نوعين رئيسيين؛ وهما الأورام الجُريبية التي تُعتبر أكثر شيوعاً، والأورام الحليمية،ويجدر القول أن معظم الأورام الغدية تعتبر غير ضارة، إلا أنّ بعضها قد يزيد من إفراز هرمونات الدرقية بما يُسبّب فرط نشاطها،وبالتالي الحاجة للعلاجات الدوائية أو التدخلات الجراحية.
يُعرف تضخم الغدة الدرقية أيضًا بمصطلح الدراق (بالإنجليزية: Goiter)، وقد يُعزى حدوثه إلى الإصابةبالتهاب الغدة الدرقية لهاشيموتو(بالإنجليزية: Hashimoto&rsquos Thyroiditis)، أو نقص اليود في الجسم، أومرض غريفز(بالإنجليزية: Graves' disease)، أو سرطان الدرقية أو التهابها أو عُقيداتها، ويعدّ الدراق أكثر شيوعاً بين النساء وخاصّة قبل انقطاع الطمث، وقد يكون الدراق عرضًا لمرضٍ آخر في الغدة الدرقية يتطلب العلاج، ويجدر القول أنّ انتفاخ العنق قد يكون العَرَض الوحيد للدراق، بحيث يمكن ملاحظة الانتفاخ أو الشعور بوجود كتلة عند تحسّسها باليد في حال كان ذو حجمٍ كبير، وفي الحالات التي يكون فيها حجم التضخم كبيرًا جداً فقد يسبّب ذلك شعورًا بضيق في الحلق، أو السعال، أو مشاكل البلع أو التنفس، وفي العديد من الحالات قد يظهر الدراق لفترةٍ زمنيةٍ قصيرةٍ ويختفي بعدها بشكلٍ تلقائي دون اتباع أيّ علاج، وبشكلٍ عامّ لا تتطلّب هذه الحالة علاجًا طالما أنّ الغدة الدرقية تعمل بشكلٍ طبيعي ولا يُسبّب الدراق أعراضًا مزعجة أو ضغطًا على المناطق المجاورة أو فرطًا في نشاط الدرقية، أمّا إذا كانت أعراض الدراق مزعجة فقد يتم اتباع علاجات مُعينة لتقليل حجم الغدة المتضخمة وقد يستلزم الأمر إخضاع المُصاب إلى الجراحة لاستئصال جزء من الغدة الدرقية أو معظمها.
قد لا تُسبّب أورام الدرقية الخبيثة المعروفة عامّةً بسرطان الدرقية أيّ أعراض في البداية، ومع نموها فإنّها قد تُسبّب الألم والانتفاخ في الرقبة، ويجدر القول أنّ هُناك العديد من أنواع سرطان الدرقية التي تتمايز عن بعضها بنواحي عدّة؛ من بينها سرعة النمو، إذ إنّ بعضها ينمو ببطءٍ شديد والبعض الآخر قد ينتشر بسرعةٍ إلى أماكن أخرى من الجسم، ويُصنّف سرطان الدرقية إلى أنواع عديدة اعتماداً على أنواع الخلايا المُشكّلة للورم والتي يتمّ الكشف عنها عن طريق فحص عينة من أنسجة السرطان تحت المجهر، وتضمّ الأنواع الرئيسية لسرطان الدرقية ما يأتي:
تُشبه الخلايا السرطانية المُشكّلة لسرطانات الغدة الدرقية المتمايزة (بالإنجليزية: Differentiated thyroid cancers) أنسجة الغدة الدرقية الطبيعية إلى حدٍّ ما عند رؤيتها تحت المجهر، وفقًا لدراسةٍ نشرتها وكالة أبحاث الرعاية الصحية والجودة (بالإنجليزية: The Agency for Healthcare Research and Quality's) عام 2017م، فإنّ هذا النّوع من سرطانات الدرقية يؤثر فيما نسبته حوالي 90% من مجموع حالات سرطان الدرقية، وبالتالي فهو يُعدّ أكثر أنواع سرطانات الدرقية شيوعًا، وقد أشارت الدراسة إلى أنّ معظم حالات الإصابة به تكون في البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 30-50 عامًا، ويُشار إلى أنّ ما نسبته 5% من الحالات كانت في الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الدرقية، كما بيّنت الدراسة أنّ 70-80% من حالات سرطانات الدرقية المتمايزة تكون حُليمية، وما نسبته 10-15% منها تكون جريبية، وفيما يأتي بيان لكلٍّ منها:
تبدأ السرطانة الدرقية النخاعية (Medullary Thyroid Carcinoma) بالتطوّر في خلايا الغدة الدرقية التي تُعرف بخلايا سي المسؤولة عن إنتاج هرمونالكالسيتونين، ولذا فإنّ ارتفاع مستويات الكالسيتونين في الدم قد يُشير إلى الإصابة بسرطان الغدة الدرقية النخاعي في مرحلةٍ مبكرة جداً،واستنادًا إلى ذات الدراسة التي أشير إليها سابقًا والصادرة عن وكالة أبحاث الرعاية الصحية والجودة فهو يُمثل ما نسبته 4% من حالات سرطانات الدرقية، وبالتالي فهو نوع نادر أيضًا، وغالبًا ما يُصيب الأشخاص ضمن الفئة العمرية بين 50-60 عاماً أكثر من الفئات الأخرى، وإنّ حوالي 25% من حالات الإصابة به قد تكون وراثية في حين أنّ 75% من الحالات ليست وراثيةونظرًا لتأثير العامل الوراثي في ذلك فقد يُلجأ لإجراء اختبارات تقصّي للكشف عن وجود العوامل الجينية المُرتبطة بهذه الحالة في خلايا الدم في حال وجود تاريخ عائلي للإصابة بهذا النّوع من السرطانات، ومن الجدير ذكره أن السرطانة الدرقية النخاعية تميل إلى الانتشار من خلال الجهاز اللمفاوي ومجرى الدم إلى أجزاء أخرى من الجسم، وقد يشمل علاجُها ما يأتي
تُعدّ السرطانة الدرقية الكشمية (Anaplastic Thyroid Carcinoma) المعروفة أيضًا بالسرطانة غير المُتمايزة (بالإنجليزية: Undifferentiated carcinoma) نوعًا نادرًا من سرطانات الغدة الدرقية، إذ تُشكّل ما نسبته 2% من سرطانات الغدة الدرقية وهو النوع الأكثر شدة، نظرًا لكونه سريع الانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويُعتبر الأصعب في العلاج،[?][??]ومعظم الحالات التي يتمّ تشخيصها بهذا النّوع من السرطانات تكون ممّن تجاوزت أعمارهم 65 عاماً، وغالبيتهم من النّساء،[??]ويُعتقد بأنّ السرطانة الدرقية الكشمية تتطوّر في بعض الأحيان من السرطان الحليمي أو الجُريبي، وحول تسمية هذا النّوع من السرطانات بغير المُتماير فتعود إلى كون الخلايا السرطانية المُشكّله له لا تشبه خلايا الدرقية الطبيعية،[?]وكما أشرنا سابقًا فإنّه يُعتبر من الحالات صعبة العلاج، وعند وضع خطّة علاجية للسّيطرة عليه فإنّها قد تشمل ما يأتي:[??]
تشمل الأنواع الأخرى النادرة جدًا من سرطان الغدة الدرقية نوعًا من السرطان الذي يبدأ في الخلاياالمناعيةللغدة الدرقية والمعروف بلمفومة الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid lymphoma)، ومن الأنواع النادرة الأخرى ساركوما الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid sarcoma)، والتي تبدأ في خلايا النسيج الضام للغدة الدرقية
"