ينتمي معدن الحديد لمجموعة المغذيات الدقيقة (بالإنجليزية: Micronutrient) التي يحتاجها الإنسان بكمية قليلة، وتلعب دوراً هاماً في النمو والمعافاة والوقاية من الإصابة بالأمراض، وهو أحد المعادن التي لا يمكن تصنيعها داخل الجسم، ويجب استهلاكها من خلال النظام الغذائي، بينما يسبب نقص مستوياته آثاراً خطيرة، وتعتبرالمرأة الحاملوالأطفال أكثر عرضة لذلك.
يعتبر الحديد من المعادن المهمة في جسم الإنسان، وله دور رئيس في عملية نقل الأكسجين من الرئتين إلى جميع أنحاء الجسم بواسطة الهيموجلوبين الذي يوجد فيخلايا الدم الحمراء، ويُشكل ثلثي مصدر الحديد داخل الجسم، وهذا يعني أن نقص الحديد يؤثر على وظائف الجسم المختلفة بدءاً من وظائف الدماغ وانتهاء بجهاز المناعة وقدرته على محاربةالعدوى، والنقاط الآتية تبيّن بعض فوائد الحديد:
يُعدُّ الحديد من المعادن المهمّة للجسم لأداء وظائفه، بما فيها نموّ الشعر، ويعدُّ فقر الدم الناجم عن نقص الحديد أحد الأسباب الرئيسية لتساقط الشعر، وبشكلٍ خاص عند النساء،ويجدر الذكر أنَّ نقص الحديد هو أكثر أنواع النقص الغذائي شيوعاً حول العالم، ولكن ما زالت درجة تأثيره في تساقط الشعر غير محددة حتى الآن،ولا يمكن اعتبار مكملات الحديد علاجاً للصلع، ولكنَّه يمكن أن يكون مفيداً كجزءٍ من مجموعة المكمّلات الغذائيّة الأخرى، ويُعدُّ النظامُ الغذائيُّ الغنيُّ بالأطعمة المحتوية على الحديد مفيداً للشعر، ولكن يجب عدم تناول مكمّلات الحديد لتحسين الشعر وزيادة نموّه دون استشارة الطبيب.
يأتي الحديد من مصدرين أحدهما حيواني والذي يُعرف بالحديد الهيمي (بالإنجليزية: Heme) مثل: اللحوم الحمراء، والسمك،والدواجن، وصفار البيض، والكبد. والآخر نباتي ويعرف بالحديد غير الهيمي، والذي يصعب على الجسم امتصاصه كالفواكه المجففة، والخضار الورقية مثل السبانخ والبروكلي والملفوف،والبقوليات، والفاصولياء المجففة، والحبوب بشكل عام. ومن الجدير بالذكر أنّ هناك بعض الأطعمة التي تساعد على امتصاص الحديد، كتلك التي تحتوي علىفيتامين ج، مثل الحمضيات، والطماطم، والفراولة، بالإضافة إلى اللحوم عند تناولها مع الخضراوات الورقية.وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الأطعمة تقلل من امتصاص الحديد مثل الشاي، كما يُعد الحليب أيضاً من الأطعمة التي تؤثّر سلباً على فعالية امتصاص الحديد في الجسم، وهو ما يظهر بصورة خاصة عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام واحد وأربعة أعوام عند استغنائهم عنحليب الأمالذي يتمتّع بنسبة كافية من الحديد التي يحتاجها الطفل في فترة الرضاعة، ويُوصى حينها بتناول الحليب الاصطناعي المدعم بالحديد (بالإنجليزية: Iron-fortified infant formula)، ويُضاف إلى ذلك أنّ الأطفال في هذه الفئة العمرية تنمو أجسادهم بصورة سريعة وهو ما يتطلّب استهلاكاً عالياً للحديد، ولهذا يُوصى بتدعيم النظام الغذائي لهم بمواد غذائية غنية بمادة الحديد، أو اللجوء إلى مكمّلات الحديد.
تعتمد حاجة الإنسان للحديد على العمر والجنس والحالة الصحية، فيحتاج الأطفال والمراهقون إلى الحديد بشكل أكبر مقارنة بالبالغين، وذلك يتعلق بفترة نموهم، وتتساوى حاجة كلا الجنسين من الذكور والإناث في فترة الطفولة، فيما تزيد حاجة الإناث عن الذكور بدءاً من سنّ المراهقة، بسبب خسارة بعض الدم خلالالدورة الشهرية، ثم تعود لتتساوى معهم بمجرد انقطاع الدورة الشهرية، ويُوضح الجدول الآتي الكمية الموصى بها من الحديد لكل فترة:
الجنس والمرحلة العمرية | الكمية الموصى بها يومياً (ميليغرام) |
---|---|
الأطفال الذكور أو الإناث من عمر 4-8 سنوات | 10 |
الأطفال الذكور أو الإناث من عمر 9-13 سنة | 8 |
الإناث من عمر 14-18 سنة | 15 |
الرجال البالغون | 8 |
المرأة من عمر 19-50 عاماً | 18 |
يسببنقص الحديدالذي يحدث نتيجة انحفاض مستويات الحديد في الجسم قلة الهيموغلوبين وخلايا الدم الحمراء، وحدوثفقر الدم(بالإنجليزية: Anemia)، مما ينعكس سلباً على فعالية العضلات والأنسجة بسبب عدم حصولها على كمية كافية من الأكسجين، ومن أعراضه:
يتم تشخيص نقص الحديد عن طريق تحليل الدم (CBC) الذي يعتبر من الإجراءات الروتينية للكشف عن صحة الجسم بشكل عام، ويتم من خلاله قياس كمية مكونات الدم جميعها، وتوجد هناك مؤشرات يكشفها هذا الفحص تساعد على تشخيص نقص الحديد مثل نسبة الهيموغلوبين أو حجمكريات الدم الحمراء، وفي بعض الحالات قد يحتاج إلى التنظير الباطني (بالإنجليزية: Endoscopy) في حالة النزيف الداخلي، وهناك عدّة أسباب لنقص الحديد، نذكر منها ما يأتي:
يمكن أن يحتاج جسم الإنسان في بعض الحالات إلى تعويض النقص في الحديد عن طريق استخدام المكملات الغذائية، وقد تكون هذه المكملات على شكل كبسولات، أو يمكن أن تؤخذ عن طريق الوريد في حالات نقص الحديد الشديدة، ويجب أن تؤخذ على معدة فارغة بهدف تجنب قلة امتصاصها عند تناول الطعام، كما يجب استشارة الطبيب للكمية الموصى بها؛ إذ إنّ زيادة جرعاتها قد يؤدي إلى السُميّة خاصة لدىالأطفال، وفيما يأتي ذكر بعض الحالات التي تزيد حاجتها للحديد:
"