أغنى المصادر بحمض الفوليك

الكاتب: رامي -
أغنى المصادر بحمض الفوليك
"

أغنى المصادر بحمض الفوليك.

المصادر الغنية بحمض الفوليك

يوجد حمض الفوليك في العديد من الأطعمة النباتية والحيوانية في صورة خالصة ومرتبطة بغيره من العناصر الغذائية. والصورة الخالصة يمكن امتصاصها بسهولة. ومع ذلك، فإن صورته المرتبطة بغيره من العناصر الغذائية تحتاج أولاً إلى أن يتم استخلاصها قبل الامتصاص ولم يتم تحديد قدرتها على تلبية احتياجات الجسم من هذا الفيتامين.

بشكل خاص، يتوفر الفولات بكثرة في الخضراوات الورقية الخضراء والبقوليات. ومن ثم تُعد الخضراوات الورقية الخضراء (وخاصة السبانخ والبروكلي) من أكثر المصادر الغنية بهذا الفيتامين. علاوة على ذلك، تُعد الكبدة والكلاوي والخميرة وعيش الغراب من أغنى المصادر أيضاً. كذلك، يُعد اللحم البقري والبيض والحبوب الكاملة والبطاطس والفاصوليا المجففة من المصادر الجيدة أيضاً. ومع ذلك، فإن معظم الخضراوات الجذرية واللبن ومنتجاته والخضراوات ذات اللون الأخضر الفاتح واللحوم تحتوي على نسبة ضئيلة من حمض الفوليك.
تجدر الإشارة إلى أن كلاً من الحرارة والأكسدة اللتين تحدثان أثناء عملية الطهي من الممكن أن يعرضا أكثر من نصف كمية حمض الفوليك الموجودة في الطعام للفقد. وتعتمد الكمية المتوفرة من حمض الفوليك في الطعام على عدد من العوامل مثل صورة الفيتامين (سواء في صورة خالصة أو مرتبطة) والحالة الغذائية للشخص (نقص الحديد وفيتامين C من الممكن أن يضعف من قدرته على الاستفادة من حمض الفوليك). في الحقيقة، تكون كمية حمض الفوليك المتوفرة في المكملات الغذائية 100% إذا كانت المعدة خالية.

نقص حمض الفوليك

يؤدي نقص حمض الفوليك إلى التأثير على عمليتي انقسام الخلايا وتكوين البروتين بصورة سلبية &ndash واللتين تعتبران في منتهى الأهمية لتكوين الأنسجة. ويظهر هذا النقص بشكل أكبر في الخلايا سريعة التكون، مثل كرات الدم الحمراء والبيضاء والخلايا الظهارية الموجودة في المعدة والأمعاء. وعندما يكون هناك نقص في حمض الفوليك، تضطرب عملية تبديل كرات الدم الحمراء وخلايا القناة المعدية المعوية. ومن أوائل الأعراض التي تنتج عن نقص حمض الفوليك الإصابة بالأنيميا وسوء حالة القناة المعدية المعوية.

تُعرف الأنيميا الناتجة عن نقص حمض الفوليك باسم الأنيميا ضخمة الأرومات (Megaloblastic anaemia). ومن أعراضها تضخم كرات الدم وعدم نضجها. وبغياب الفولات، تصبح عملية تكوين الحمض النووي DNA أكثر بطئاً وتفقد الخلايا قدرتها على الانقسام. نتيجة لذلك، تتضخم كرات الدم غير الناضجة وتتخذ شكلاً بيضاوياً ولا يكون بإمكانها حمل الأوكسجين إلى الأنسجة أو الانتقال خلال الشعيرات الدموية بمثل فاعلية كرات الدم الحمراء الطبيعية. ويؤدي ذلك إلى ظهور بعض الأعراض مثل الإرهاق والضعف العام وضعف القدرة على التنفس.

يؤدي سوء حالة القناة المعدية المعوية نتيجة نقص الفولات إلى الدخول في حلقة مفرغة لأن القناة المعدية المعوية في هذه الحالة تكون غير قادرة على امتصاص أية مواد أو عناصر غذائية. من الممكن أن يحدث نقص حمض الفوليك في عدة مواقف. على سبيل المثال، من الممكن أن يؤدي عدم تناول كمية مناسبة منه في الطعام وضعف امتصاصه، كما هو الحال عند إدمان الكحوليات، إلى حدوث نقص في معدله داخل الجسم. كذلك، من الممكن أن يحدث نقص حمض الفوليك نتيجة عدم حصوله الأطفال الرضع على كمية مناسبة بسبب تناول لبن الماعز الذي يحتوي على كمية ضئيلة جداً من هذا الفيتامين. ومن الجدير بالذكر أن الكمية اللازمة من حمض الفوليك تزداد بشكل كبير خلال فترات الحمل. وقد يؤدي نقص حمض الفوليك خلال الأسابيع الأولى من الحمل إلى حدوث الكثير من اضطرابات الجهاز العصبي المركزي التي تُعرف بتشوهات الأنبوب العصبي (Neural tube defects)، بل قد يؤدي إلى الوفاة.

من الممكن أيضاً أن يؤدي نقص حمض الفوليك إلى نقص العناصر الغذائية الأخرى. فكما ذكرنا من قبل، ترتبط عملية التمثيل الغذائي لحمض الفوليك بعملية التمثيل الغذائي لفيتامين B12. ويرتبط مساعد إنزيم حمض الفوليك بمجموعة الميثيل في أثناء انتقاله في الجسم. ولكي يعمل كمساعد إنزيم، يجب إزالة مجموعة الميثيل. ويحتاج الإنزيم الذي يعمل على إزالة مجموعة الميثيل إلى مساعدة فيتامين B12. ودون مساعدته، لا يستطيع حمض الفوليك أن يؤدي وظائفه. ومن الجدير بالذكر أن الاستخدام المتزايد لبعض الأدوية &ndash مثل الأسبيرين ومضادات الحموضة وحبوب منع الحمل &ndash وكذلك التدخين يؤثران أيضاً على مدى استفادة الجسم من حمض الفوليك.

حمض الفوليك

إن حمض الفوليك (Folic acid) &ndash المعروف أيضاً بالفولات (Folate) أو الفولاسين (Folacin) &ndash يعد من فيتامينات B المركبة القابلة للذوبان في الماء. وتم وصفه بواسطة العديد من الباحثين في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين كفيتامين ضروري لبعض الحيوانات. وأُطلق عليه هذا الاسم في عام 1941 بواسطة "ميتشيل"، واسمه مشتق من الكلمة اللاتينية Folium التي تعني ورقة شجر، نظراً لانتشاره في أوراق الخضراوات الخضراء وكذلك لطبيعته الحمضية.

ومن الجدير بالذكر أن الاسم الكيميائي لحمض الفوليك هو حمض بترويل جلوتاميك (Pteryolglutamic acid)، وهو يتكون من ثلاثة أحماض &ndash حمض البترويك (Pteroic acid) وحمض بارا أمينو ينزويك (Para-aminobenzoic acid) وحمض الجلوتاميك (Glutamic acid). وتجدر الإشارة إلى أن 25% من الفولاسين الموجودة في الطعام يكون في صورته الخالصة ويكون جاهزاً للامتصاص. أما الباقي، فيمتزج بمجموعات حمض الجلوتاميك الإضافية، ويكون من الضروري هضمه قبل امتصاصه. تجدر الإشارة أيضاً إلى أن كمية الفولاسين المتوفرة في الطعام لا تزيد عن 50%.

يتم تخزين الفولاسين في الكبد بشكل رئيسي. ويُعرف حمض الفوليك في صورة مساعد الإنزيم باسم حمض رباعي الهيدروفوليك (Tetrahydrofolic acid). ويمنع فيتامين C أكسدة هذه الصورة النشطة من حمض الفوليك، والتي تعمل كمساعد إنزيم في العديد من التفاعلات. في الحقيقة، إن قابلية حمض الفوليك للذوبان في الماء محدودة، كما أنه يكون ثابتاً في وجود القلويات فلا يتعرض للفقد. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يسهل أكسدته في وجود وسط حمضي، كما أنه حساس للضوء. ولم تتم ملاحظة وجود آثار مضرة لتناول جرعات عالية من حمض الفوليك من خلال الفم.

وظائف حمض الفوليك

يعمل حمض الفوليك كمساعد إنزيم يرتبط بوحدات ذرات الكربون ويقوم بنقلها في العديد من تفاعلات التمثيل الغذائي التي تتضمن الأحماض النووية والأحماض الأمينية. ويتم تكوين مجموعة من المركبات المهمة كنتيجة لهذا النقل، ومنها حمض رباعي الهيدروفوليك، الذي يُعد ضرورياً مع فيتامين B12، لتكوين مركبات البيورين (Purine) والبيريميدين (Pyrimidine) التي تحتوي على النيتروجين، وهي الوحدات البنائية للأحماض النووية DNA وRNA. وهذه الأحماض النووية هي المسئولة في أجسامنا عن حمل جميع الصفات الوراثية. ومن وظائف حمض الفوليك المهمة أيضاً تكوين صبغة الهيماتين، وهي الجزء الذي يحتوي على الحديد من الهيموجلوبين. ومن ثم، يُعد حمض الفوليك ضرورياً لتكوين كرات الدم الحمراء. ونظراً لدوره في تكوين الحمض النووي DNA وكرات الدم الحمراء، وتزداد الكمية اللازمة للجسم من حمض الفوليك خلال فترات النمو السريع مثل الحمل والرضاعة والمراهقة.

بالإضافة إلى ما سبق ذكره، فإن إنزيمات الفولات لازمة أيضاً لتكوين العديد من الأحماض الأمينية المهمة. فهي لازمة لتكوين حمض السيرين الأميني (Amino acid serine) ولتحويل الهوموسستين (Homocysteine) إلى حمض المثيونين الأميني (Amino acid methionine). ومن الممكن أن يؤدي نقص الفولات إلى قلة تكوين المثيونين وزيادة مستويات الهوموسستين، الأمر الذي يزيد من خطورة التعرض للإصابة بأمراض القلب.
وبما أن الفولاسين ضروري لتكوين البروتين، فقد تم استخدام مثبطات الفولاسين بنجاح في علاج أنواع متعددة من السرطان بشكل كيميائي. في معظم وظائف، يكون حمض الفوليك مرتبطاً بفيتامين B12 الذي يحافظ أيضاً على الصورة النشطة من إنزيمات الفولات للمشاركة في تكوين مركبات البيورين والبيريميدين والقيام بالوظائف الأخرى أيضاً.

"
شارك المقالة:
119 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook