أشعار حب

الكاتب: رامي -
أشعار حب
"الحب

يرتبط الشعر بالحب لجمالهما، فالحب من أرقى المشاعر وأحلاها، والشعر من ألطف أنواع الأدب وأخفّها، وكلاهما قريب إلى الروح والقلب والوجدان. نقدّم لكم في هذا المقال جميل الشعر الذي قيل في الحب.

أشعار حب
أمرّ على الديار ديار ليلى

أُقبّل ذا الجدار وذا الجدار

وما حب الديار شغفن قلبي

ولكن حب من سكن الديار.

ولو أن ما بي في الحصى فلق الحصى

أو الريح لم يسمع لهن هبـوب

ولو أننّي أستغفـر الله كلما

ذكرتك لم تُكتب عليّ ذنـوب

لي في محبتكم شهــــــود أربع

وشهـــود كل قضية اثنان

خفقان قلبي واضطــراب جوانحي

ونحول جسمي وانعقاد لســاني

ولو جُزّ بالسيف رأسي في مودتها

لمرّ يهوي سريعاً نحوها رأسي

مضى عنا زمان الود حتى

تحول حسنه فينا لقبح

وليس يفيدني منك اعتذار

ولايجدي التراجع والتنحي

ولست مُبدّلاً حبّي لكره

ولا عز الجبال بذل سفح

سأمضي راحلاً ما في ضميري

مشاعر مبغضٍ أو شعر مدح

معاركنا انتهت أفلا تراني

رميت مُهنّدي وكسرت رمحي

ولمّا تلاقينـا علـى سفـح رامـةٍ

وجـدت بنـان العامريّـة أحـمـرا

فقلت خضبت الكفّ بعـد فراقنـا؟

قالت: معاذ الله ذالك ما جـرى!

ولكنّنـي لمّـا رأيـتـك راحــلاً

بكيت دماً حتّى بلّلـت بـه الثّـرى

مسحت بأطـراف البنـان مدامعـي

فصار خضاباً في اليدين كما ترى

مالي أراها لاتردُّ سلامي؟

هل حرّمت عند اللقاء كلامي

أو ذاك طبعُ الجيدِ يبدينَ الجفاء

وفؤادهنَّ من الصبابةِ دامي

أشدّ ما لاقيت من ألم الجوى

قرب الحبيب وما إليه وصول

كالعيس في البيداء يقتلها الضّما

والماء فوق ظهورها محمول

ومن البليّة عذل من لا يرعوي

عن غيّه وخطاب من لا يفهمه

فيا من غاب عني وهو روحي

ولست أُطيق عن روحي انفكاكا

يعزّ عليّ حين أُدير عيني

أُفتّش في مكـانك لا أراك

استودع الله بغداد لي قمراً

بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه

ودّعته وبودي لو يودّعني

صفو الحياة وإني لا أودّعه

وكم تشفّع أني لا أفارقه

وللضرورات أحكام لا تشفعه

وكم تشبّث بي عند الرحيل ضحى

وأدمُعي مُستهلّات وأدمعه

وأمطرتْ لُؤلؤاً من نرجسٍ وسقتْ

ورداً، وعـضـّتْ على العِناب بِالبرد

وأنشـدتْ بِلِسـان الحالِ قائلةً

مِـنْ غـيـرِ كُرْهٍ ولا مَطْلٍ ولا مددِ

واللهِ ما حـزنتْ أخـتٌ لِـفقدِ أخٍ

حُـزني عـليه ولا أمٌ على ولدِ

إن يحسدوني على موتي، فَوَا أسفي

حتى على الموت لا أخلو من الحسد.

يقول الناس لو وصفت لنا الهوى

لعل الذي لايعرف الحب يعرف

فقلت: لقد ذقت الهوى ثم ذقته

فوالله ما أدري الهوى كيف يوصف

لقد أحببتُ شخصاً في خيالي

يفوق الوصف نادر الخصالِ

يموت الخلق من نظرات عينه

جماله، لم أرى مثله جمالي

تغيب الشمس في لحضة وصوله

ونجم الشرق يرقص في الشمالِ

نحيف الخصر له فالوجه نورٌ

وَهَبَه الله وجــهاً لا مثالي

أُحبّه حب ليلى للـمُلوّح

ومن أجله تطرّقت الهلالي

سكنَ الليلُ .. والأماني عِذاب

وحنيني إلى الحبيبِ عذاب

كلما داعبَ الكرى جفنَ عيني

هزّني الشوقُ .. وأضناني الغياب

يا حبيبي هواكَ أضنى فؤادي

وكأن الجوى بجسمي حراب

أضرم النار بالحنايا لهيباً

مثل ليلٍ أضاء فيه شهاب

وأنا في ذُرى الغرام غريقٌ

ملءُ عيني دجى كساهُ الضباب

أنا والشوقُ في الغرام ضحايا

سرق البعدُ عمرنا والغياب

قدرٌ نهدرُ السنينَ سهارى

ليلنا غربةٌ فكيف المآب

قدرٌ نعشقُ الصِّعاب .. ونمشي

في طريقٍ فيه الشجاعُ يهاب

كيف ألقاكَ .. والدروبُ شراكٌ

وعلى البابِ.. حاجبٌ وحجاب

بيننا يا ضياءَ عيني بحورٌ

يملأ العينَ حرُّها والسراب

ننشدُ الوصلَ قد يكونُ قريباً

هل على العاشقين ثمّ حساب

ربما نلتقي غداً .. ونغنى

لحنَ حبٍ غناؤهُ مستطاب

وغداً تنبتُ الرياضُ زهوراً

ويعودُ الهوا لنا والشباب

كلما طالَ بعدنا زدتُ قربــاً

يجمعُ الحرفُ بيننا والخطاب

تغلغل حبُّ عثمة في فؤادي

فباديه مع الخافي يسيرُ

تغلغل حيث لم يبلغ شرابٌ

ولا حزنٌ ولم يبلغ سرور

شققت القلب ثم ذررت فيه

هواكِ فلِيمَ فالتأم الفطورُ

أكادُ إذا ذكرت العهد منها

أطيرُ لو أن إنساناً يطيرُ

غنيّ النفس أن أزداد حباً

ولكني إلى صلة فقيرُ

وأنفذ جارحاك سواد قلبي

فأنت عليّ ماعشنا أميرُ

قصائد حب

من جميل ما قيل في الحب، اخترنا لكم القصائد الآتية:

أجِدُّ، وَمَن أهوَاهُ، في الحُبّ، عابثُ

ابن زيدون

أجِدُّ، وَمَن أهوَاهُ، في الحُبّ، عابثُ

وأوفي له بالعهدِ، إذْ هوَ ناكثُ

حَبيبٌ نأى عني، مَعَ القُرْبِ وَالأسَى

مقيمٌ له، في مضمرِ القلبِ، ماكثُ

جفاني بإلطافِ العِدَا، وأزالَهُ

عنِ الوصلِ، رأيٌ في القطيعة ِ حادثُ

تغيّرْتَ عن عهدي، وما زلتُ واثقاً

بعهدكَ، لكنْ غيّرتْكَ الحوادثُ

وَما كنتِ، إذْ مَلّكتُكَ القلبَ، عالِماً

بأنّيَ، عَنْ حَتْفي، بكَفّيَ باحثُ

فديتُكَ، إنّ الشّوقَ لي مذ هجرْتني

مميتٌ فهلْ لي من وصالكَ باعثُ؟

ستبلَى اللّيَالي، والودادُ بحالِهِ

جَديدٌ وتَفنى وَهْوَ للأرْضِ وَارِثُ

ولوْ أنّني أقسمتُ: أنّكَ قاتِلي

وأنّي مقتولٌ، لمَا قيلَ: حانثُ

لقد لامني يا هندُ في الحب لائمٌ

أحمد شوقي

لقد لامني يا هندُ في الحب لائمٌ

مُحِبٌّ إذا عُدَّ الصِّحابُ حبيبُ

فما هو بالواشي على مذهب الهوى

ولا هو في شَرع الوداد مُريب

وصفتُ له مَن أَنتِ، ثم جرى لنا

حديثٌ يَهُمُّ العاشقين عجيب

وقلت له: صبراً ؛ فكلُّ أَخي هَوى

على يَدِ مَنْ يهْوى غداً سيتوب

أيها الحب

أبو القاسم الشابيّ

أيُّها الحُبُّ أنْتَ سِرُّ بَلاَئِي

وَهُمُومِي، وَرَوْعَتِي، وَعَنَائي

وَنُحُولِي، وَأَدْمُعِي، وَعَذَابي

وَسُقَامي، وَلَوْعَتِي، وَشَقائي

أيها الحب أنت سرُّ وُجودي

وحياتي ، وعِزَّتي، وإبائي

وشُعاعي ما بَيْنَ دَيجورِ دَهري

وأَليفي، وقُرّتي، وَرَجائي

يَا سُلافَ الفُؤَادِ! يا سُمَّ نَفْسي

في حَيَاتي يَا شِدَّتي! يَا رَخَائي!

ألهيبٌ يثورٌ في روْضَة ِ النَّفَسِ، فيـ

ـ‍‍‍‍طغى، أم أنتَ نورُ السَّماءِ؟

أيُّها الحُبُّ قَدْ جَرَعْتُ بِكَ الحُزْ

نَ كُؤُوساً، وَمَا اقْتَنَصْتُ ابْتِغَائي

فَبِحَقِّ الجَمَال، يَا أَيُّها الحُـ

ـبُّ حنانَيْكَ بي! وهوِّن بَلائي

لَيْتَ شِعْري! يَا أَيُّها الحُبُّ، قُلْ لي:

مِنْ ظَلاَمٍ خُلِقَتَ، أَمْ مِنْ ضِيَاءِ؟

وَلَقَدْ لَقِيتَ على الدُّرَيْجَة ِ لَيْلَة ً

كُثيّر عزّة

وَلَقَدْ لَقِيتَ على الدُّرَيْجَة ِ لَيْلَة ً

كانتْ عليكَ أيامناً وسعودا

لا تغدُرنَّ بوصلِ عزَّة بعدما

أخذتْ عليكَ مواثقاً وعهودا

إنَّ المُحِبَّ إذا أَحَبَّ حَبِيبَهُ

صدقَ الصَّفاءَ وأنجزَ الموعودا

الله يَعلمُ لَوْ أَرَدْتُ زِيَادَة ً

في حبِّ عزَّة َ ما وجدتُ مزيدا

رُهبانُ مديَنَ والذينَ عهدتُهُمْ

يبكونَ مِنْ حذرِ العذابِ قعودا

لو يسمعونَ كما سمعتُ كلامَها

خَرُّوا لِعَزَّة َ رُكَّعاً وسُجودا

والميْتُ يُنشَرُ أَنْ تَمَسَّ عِظَامَهُ

مَسّاً وَيَخْلُدُ أَنْ يَرَاكِ خُلودا

هُوَيْنَاكَ مِنْ لَوْمٍ على حُبٍّ تَكَتّمَا

البحتري

هُوَيْنَاكَ مِنْ لَوْمٍ على حُبٍّ تَكَتّمَا

وَقَصْرَكَ نَسْتَخبِرْ رُبُوعاً وأرْسُمَا

تَحَمّلَ عَنها مُنجِدٌ مِنْ خَليطِهِمْ

أطاعَ الهَوَى، حتّى تَحَوّلَ مُتْهِمَا

وَمَا في سُؤَالِ الدّارِ إدْرَاكُ حَاجَةٍ

إذا استُعجِمَتْ آياتُهَا أنْ تَكَلّما

نَصَرْتُ لهَا الشّوْقَ اللّجوجَ بأدْمُعٍ

تَلاَحَقْنَ في أعقابِ وَصْلٍ تَصَرّما

وَتَيّمَني أنّ الجَوَى غَيرُ مُقْصِرٍ

وأنّ الحِمَى وَصْفٌ لمَنْ حَلّ بالحِمَى

وَكَمْ رُمتُ أنْ أسْلُو الصّبَابَةَ نازِعاً

وَكَيفَ ارْتِجاعي فائِتاً قد تَقَدّما

أُؤلّفُ نَفْساً قَد أُعِيدَتْ على الجَوَى

شَعاعاً، وَقَلْباً في الغَوَاني مُقَسَّما

وَقد أخَذَ الرُّكبانُ أمسِ، وَغادَرُوا

حَديثَينِ مِنّا ظَاهِراً، وَمُكَتَّما

وَمَا كانَ بادي الحُبّ منّا وَمنكُمُ

ليَخْفَى، وَلا سِرُّ التّلاقي ليُعْلَمَا

ألا رُبّما يَوْمٌ مِنَ الرّاحِ رَدّ لي

شَبَابيَ مَوْفُوراً وغَيِّ مُذَّمَما

لَدُنْ غُدْوةً حتّى أرَى الأُفقَ ناشراً

على شرْقِهِ، عُرْفاً من اللّيْلِ أسحَمَا

وَمَا لَيْلَتي في باطُرْنْجى ذمِيمَةٌ

إذا كانَ بعضُ العيشِ رَنْقاً مُذَمَّما

طَلَعتُ على بَغدادَ أخْلَقَ طالِبٍ

بنُجْحٍ، وأحرَى وافِدٍ أنْ يُكَرَّمَا

شَفيعي أميرُ المُؤمِنِينَ، وَعُمْدَتي

سُلَيمانُ، أحبوهُ القَرِيضَ المُنَمْنَما

قَصَائِدُ مَنْ لمَ يَسْتَعِرْ مِنْ حلِيّها

تُخَلّفْهُ مَحرُوماً من الحمْدِ مُحرَمَا

خَوَالِدُ في الأقْوَامِ يُبْعَثْنَ مُثَّلاً

فَما تَدرُسُ الأيّامُ منهُنّ مَعْلَمَا

وَجَدْنَ أبا أيُّوبَ، حيثُ عَهِدَنْهُ

من الأنسِ لا جَهماً، ولا مُتَجَهَّمَا

فَتًى، لا يُحبُّ الجُودَ إلاّ تَعَجرُفاً

وَلاَ يَتَعَاطَى الأمْرَ إلاّ تَهَجُّمَا

ثِقَافُ اللّيالي في يَدَيْهِ، فإنْ تَمِلْ

صُرُوفُ اللَّيالي رَدّ مِنْهَا، فَقَوّما

مَليءٌ بِألاّ يَغْلِبَ الهَزْلُ جِدَّهُ

ولو رَاحَ طَلْقاً للنّدى، مُتَبَسِّما

مُؤدٍّ إلى السّلطانِ جُهْدَ كِفَايَةٍ

يَعُدُّ بِهَا فَرْضاً عَلَيْهِ مُقَدَّما

زَعِيمٌ لَهُمْ بالعِظْمِ مِمّا عَنَاهُمُ

ولَوْ جَشّمُوهُ ثَْقْلَ رَضْوَى تَجَشّما

أُطيعُ، وأُضْحي، وَهوَ طَوْعُ خَلائقٍ

كَرَائمَ، يَتبَعَنَ النّدى حَيثُ يَمّما

فَلاَ هُوَ مُرْضٍ عاتِباً في سَماحِهِ

وَلاَ مُنصِفٌ وَفْراً، إذا ما تَظَلّما

وَلَمْ أرَ مُعْطًى كالمُخَرِّمِ تَمّمَتْ

يَداهُ على بَذْلٍ، فأعطَى المُخَرِّما

رِبَاعٌ نَشَتْ فيها الخِلافَةُ غَضََّةً

وخُيمِّ فَيْها المُلْكُ طْلقاً فَخَيّما

ألُومُ أجَلَّ القَوْمِ قَدْراً وَهَّمَةً

إذا هُوَ لمْ يَشْرَهْ إلَيْهَا تَغَنّما

وأحْسُدُ فيها آخَرِينَ أَلومُهمْ

وَمَا كُنتُ للحُسّادِ من قَبلِها ابْنَمَا

ذَراكَ ، ومَنْ يَحْلُلْ ذَرَاكَ يَجِدْ بهِ

مُجيراً عَلَى الأَيّام أَنْ يَتَهَضَّمَا

بحَسْبِكَ أنّ الشوسَ من آلِ مُصْعَبٍ

رَضُوكَ على تِلْكَ المَكَارِمِ قَيّمَا

رَدَدْتَ عَلَيْهِمْ ذا اليَمِينَينِ نَجدَةً،

تُحَرِّقُ في أعدائِهِمْ، وَتَكَرُّمَا

وَكَمْ لَبِسَتْ منكَ العِرَاقُ صَنيعَةً

يُشارِفُ مِنْهَا الأفْقُ أنْ يَتَغَيّما

ثَلَثْتَ فُرَاتَيْهَا بجُودِ سَجِيّةٍ

وَجَدْنَاكَ أوْلَى بالتّدَفّقِ مِنْهُمَا

وَمَكرُمَةٍ لمْ يَبْتَدِ القَوْمُ صَوْغَها

وَلَمْ يَتَلاَفَوْا مُبْتغَاهَا تَعَلُّما

هَدَيْتَ لَهَا، إنّ التّكَرّمَ فِطْنَةٌ

وَقَد يَغفُلُ الشّهْمُ الأرِيبُ ليَلؤْمَا

وَلَيسَ يَنَالُ المَرْءُ فارِعَةَ العُلاَ

إذا لمْ يَكُنْ بالمَغْرَمِ الإدّ مُغرَمَا

وَدِدْتُ لَوْ انّ الطّيفَ من أُمّ مالِكٍ

على قُرْبِ عَهْدَيْنَا، ألَمّ، فسلّما

لَسَرْعَانَ ما تَاقَتْ إلَيْكَ جَوانحي

وَما وَلِهَتْ نَفْسي إلَيكَ تَنَدُّمَا

ذكَرْتُكَ ذِكْرَى طامعٍ في تَجَمّعٍ

رَأى اليأسَ فارْفَضّتْ مَدامِعُهُ دَمَا

وَمِثْلُكَ قَدْ أَعْطَى سُلَيْمَانَ بُلْغَةً

إلى المَجْدِ، أوْ أعطى سُلَيْمَانَ مُنْعِمَا"
شارك المقالة:
138 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook