يُوجد نوعان من مرض ضغط الدّم المرتفع؛ وهما الأولي والثانوي، ويُمكن بيان أسباب كل نوع منهما على النّحو الآتي:
يُعرف ارتفاع ضغط الدّم الأوليّ (بالإنجليزيّة: Primary hypertension) أيضاً بارتفاع ضغط الدّم الأساسي (بالإنجليزيّة: Essential hypertension)، ويُعدّ هذا النّوع هو الأكثر شيوعاً، ويتطوّر نتيجة استمرار ارتفاع ضغط الدم على مدى عدّة سنوات، وفي الحقيقة لا يوجد سبب معروف ومُحدد للإصابة بهذا النّوع من ارتفاع ضغط الدم، إلّا أنّ هُناك عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابة بهذه الحالة، وفيما يلي بيان لأبرزها:
يُطلق مصطلح ارتفاع ضغط الدم الثانوي (بالإنجليزيّة: Secondary hypertension) على الحالة التي يُعزى فيها ارتفاع الضغط إلى عوامل صحيّة يُمكن تحديدها، ويتميّز هذا النّوع بأنّه يظهر بشكلٍ مفاجىءٍ كما أنّه يُسبب ارتفاع في مستويات الضغط بصورةٍ أعلى من تلك التي تحدث في حالات ارتفاع ضغط الدّم الأوليّ، ويُمكن بيان أبرز مُسبّبات ارتفاع الضغط الثانوي على النّحو الآتي:[?]
ولمعرفة المزيد عن أسباب ارتفاع ضغط الدم يمكن قراءة المقال الآتي: (أسباب ارتفاع الضغط).
لا يتسبّب ارتفاع ضغط الدّم بأيّ أعراض واضحة وخاصّة به في أغلب الأوقات، أمّا في بعض الحالات النّادرة التي يُعاني فيها المريض من ارتفاع ضغط الدم بمستوياتٍ عاليةٍ فقد تظهر بعض الأعراض التي تستلزم زيارة الطبيب بأسرع وقتٍ ممكن، ومن هذه الأعراض ما يأتي:
ولمعرفة المزيد عن أعراض ارتفاع ضغط الدم يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض ارتفاع الضغط).
قد يترتب على إبقاء حالة ارتفاع ضغط الدّم دون علاج بعض المُضاعفات والمشاكل الصحية؛ من بينها إلحاق الضرر الكبير بجهاز الدّوران في جسم الإنسان،وقد يترتب على الإصابة بارتفاع ضغط الدّم لفترةٍ طويلةٍ المُعاناة من مُضاعفات مُعينة من خلال حدوثتصلّب الشرايينالمُتمثل بتطوّر اللويحات (بالإنجليزية: Plaque) على جدران الأوعية الدّمويّة الأمر الذي يؤدّي إلى تضيّقها، ومن شأن ذلك التسبّب بحاجة القلب لضخ الدم بشكلٍ أصعب لتوزيعه إلى أنحاء الجسم المُختلفة، الأمر الذي يجعل حالة ارتفاع ضغط الدّم أكثر سوءاً،ويُشار إلى أنّ مُراقبة ضغط الدّم بشكلٍ منتظمٍ من شأنها المُساهمة في تقليل تطوّر المُضاعفات الصحيّة الشديدة،وعليه يُمكن القول أنّ مدى السّيطرة على ضغط الدم المُرتفع يتناسب بعلاقةٍ طرديةٍ مع تقليل خطورة مضاعفات ضغط الدم المرتفع،ويأتي بيان أبرز الاضطرابات المُترتبة على حدوث تصلّب الشرايين المُرتبط بارتفاع ضغط الدم على النّحو الآتي:
ولمعرفة المزيد عن أضرار ارتفاع ضغط الدم يمكن قراءة المقال الآتي: (أضرار ارتفاع الضغط).
إنّ قياس ضغط الدّم يُمثل الطريقة الوحيدة التي تُمكّن من الكشف عن الإصابة بارتفاع ضغط الدّم؛ ذلك أنّ هذه الحالة لا يُرافقها أيّة أعراض أو علامات في أغلب الأوقات، وبالتّالي فإنّ زيارة الطبيب هي الطريقة المُثلى للتمكّن من تشخيص الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وعلى الأشخاص الأصحّاء الذين تزيد أعمارهم عن أربعين عامًا قياس مستوى ضغط الدّم مرّة واحدة على الأقل كلّ خمس سنوات، أمّا في حال ارتفاع خطر الإصابة بضغط الدّم المرتفع فيجب قياس قيمة الضغط مرة واحدة على الأقل كل عام،ويتضمّن التشخيص قيام الطبيب بمراجعة السّجل الطّبي للعائلة، كما سيقوم بأخذ عدّة قراءات لضغط الدّم باستخدام جهاز يُسمّى مقياس ضغط الدّم (بالإنجليزيّة: Sphygmomanometer)، وقد يتمّ إخضاع الشخص لعدّة فحوصات روتينيّة، بما في ذلك الاستماع إلى القلب وصوت تدفّق الدّم عبر الشرايين باستخدام السمّاعة الطّبية، وفي بعض الحالات قد يتطلب الأمر إجراء تصوير الصدر بالأشعة السينيّة (بالإنجليزية: X-ray) أو تخطيط كهربائية القلب (بالإنجليزية: Electrocardiogram)، وقد تُستخدم أداة تُسمّى منظار العين (بالإنجليزيّة: Ophthalmoscope) للتمكّن من الكشف عن التغيّرات التي قد تطرأ على الأوعية الدمويّة في العين والتعرّف فيما إذا كانت هذه الأوعية ازدادت سمكاً أو ضيقاً، أو تفجّرت؛ فقد تكون هذه الأمور علامةً على ارتفاع ضغط الدم،وعند تشخيص الإصابة بحالة ارتفاع ضغط الدم يقوم الطبيب بأخذ قراءتين أو ثلاث قراءات لضغط الدم بحيث تكون كلّ قراءة منها في وقتٍ منفصل عن الأخرى، ويرجع السّبب في ذلك إلى أنّ قيمة ضغط الدم تختلف خلال اليوم الواحد وقد تكون مرتفعة خلال زيارة الطبيب فيما يُعرف بحالة فرط ضغط الرداء الأبيض (بالإنجليزية: White Coat Hypertension).
يُعبّر عن قراءات ضغط الدّم برقمين مفصولين بخط؛ حيث يُمثّل الرقم الأعلىضغط الدّم الانقباضيّ(بالإنجليزيّة: Systolic blood pressure)؛ وهو ضغط الدم في الشريان أثناء انقباض القلب وتدفّق الدّم إلى أنحاء الجسم المُختلفة، أمّا الرّقم السفليّ فإنّه يُمثّل قيمةضغط الدّم الانبساطيّ(بالإنجليزيّة: Diastolic pressure) التي تُشير إلى ضغط الدم في الشرايين عند انبساط القلب،وعلى الرّغم من أهمية كلا الرّقمين عند قياس ضغط الدّم إلّا أنّ القراءة الخاصة بضغط الدّم الانقباضي أكثر أهمية لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن خمسين عام، وقد يتعرّض الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عام لنوعٍ شائعٍ من ارتفاع ضغط الدم والذي يُعرف بارتفاع صغط الدم الانقباضي المعزول (بالإنجليزية: Isolated Systolic Hypertension)؛ وفيه يكون الضغط الانبساطي طبيعي، أمّا الضغط الانقباضي فيكون مُرتفع،ويُمكن تفسير قراءات ضغط الدّم وتحديد ما إذا كانت طبيعية أم لا على النّحو الآتي:
يُعدّ إجراء تغييرات في نمط الحياة بما يُمكّن من السّيطرة على ضغط الدم هو الخطّ الأول في علاج حالة ارتفاع ضغط الدّم،بالإضافة لأهميّة ذلك للصّحة بشكلٍ عام، فهو يُمثل العلاج الرئيسي للأشخاص المُصابين بالمرحلة الأولى من ارتفاع ضغط الدّم، وفيما يأتي ذكر لبعض أنماط الحياة التي تُساهم في تخفيف حالة ضغط الدم المُرتفع:
يحتاج بعض الأشخاص المُصابون بحالة ارتفاع ضغط الدّم استخدام نوع واحد أو أكثر منأدويةمُعينة لمُساعدتهم على السّيطرة على ضغط الدم، ويُعتبر العلاج الدوائي ضروريًّا لعدّة فئات؛ تحديدًا الأشخاص المُصابون بالمرحلة الثانية من ضغط الدّم المرتفع، والمصابون بالمرحلة الأولى من ضغط الدّم المرتفع وفي نفس الوقت يمتلكون عوامل خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والمصابون بالمرحلة الأولى من ضغط الدّم المرتفع وعند احتساب قيمة الخطر على مقياس (ASCVD) بلغت 10% أو أعلى، ويُشير هذا المقياس إلى احتمالية الإصابة بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية خلال السنوات العشرة المُقبلة، ويُشار إلى أنّ عدد الأدوية التي يتمّ وصفها يعتمد على حالة المريض، فتستلزم حالات ارتفاع ضغط الدم الشديد وصف أكثر من دواء، وفيما يلي ذكر لأبرز الأدوية التي قد تُوصف في حالة ارتفاع ضغط الدم:
ولمعرفة المزيد عن علاج ارتفاع ضغط الدم يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هو علاج ارتفاع ضغط الدم).
على الرغم من عدم وضوح السبب وراء حدوث ارتفاع ضغط الدم في كثير من الأحيان؛ إلّا أنّ هناك مجموعة من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة به، وتنقسم هذه العوامل إلى أسباب لا يمكن السيطرة عليها أو الوقاية منها؛ مثل: العُمر والعِرق، بالإضافة إلى التاريخ العائلي للإصابة بارتفاع ضغط الدم، أمّا عندما يتعلق الأمر بأنماط الحياة مثل: زيادة الوزن، وتناول الطعام المملح بكثرة، والتدخين، إلى جانب اتّباع نمط حياة خامل بعيداً عن ممارسة التمارين الرياضية، فإنّه يمكن السيطرة عليها، وتكمن فكرة الوقاية في التركيز على تغيير هذه الأنماط للحد من خطر حدوث ارتفاع ضغط الدم الناتج عنها، وغالباً ما يتم ذلك باتباع أنماط صحية، كالتي تم ذكرها سابقاً في هذا المقال للتخفيف من حدة ضغط الدم المرتفع
ولمعرفة المزيد عن الوقاية من ارتفاع ضغط الدم يمكن قراءة المقال الآتي: (الوقاية من ارتفاع الضغط).
"