السكري او مرض السكري هو مرض مزمن ناتج عن فشل الجسم في الحفاظ على مستوى سكر سليم في الدم, حيث أن نسبة السكر في الدم تكون عالية, الأمر الذي يؤدي إلى أعراض قصيرة وبعيدة المدى.
يُشكل السُّكر جزء هام من الطعام الذي نتناوله يوميًّا, ويكون بشكل "سكر مركب" حيث يقوم الجهاز الهضمي بتحليله إلى "سُّكريات بسيطة" أهمها سكر "الجلوكوز" الذي يُمتص في الأمعاء ويُنقل إلى الدَّم والذي بدوره يقوم بنقله لخلايا الجسم فيُشكل الوحدة الغذائية الأساسيَّة لها.
لكي تستطيع هذه الخلايا أن تُدخل الجلوكوز إليها لتستغله تحتاج لوجود مادة كيميائية في الدم تًسمى ب"ألإنسولين", حيث تتعرف هذه الخلايا على الإنسولين عن طريق مستقبلات خاصة ليكون بمثابة إشارة لهذه الخلايا بالسماح بإدخال الجلوكوز إليها.
ألإنسولين هو هورمون يُفرز إلى الدًّم من عضو موجود في أعلى البطن يُسمى بالبنكرياس (ألمُعَثكَلة). وهو يُفرز بشكل دائم إلى الدَّم بكميات قليلة, وترتفع كميّته لتتناسب مع إرتفاع نسبة الجلوكوز بالدم بعد الوجبات.
مرضالسكري ناتج عن خلل ما في هذه الدائرة مثل عدم إفراز الإنسولين بكميَّة كافية, ضعف في قدرة الخلايا في التعرُّف على الإنسولين أو أسباب أخرى بحيث أن المشترك لجميعها هو أن الخلايا تفشل في إستغلال الجلوكوز من الدَّم بالشكل المطلوب لترتفع نسبة السكر في الدَّم.
هناك أنواع كثيرة من مرض السكري أهمها إثنين :
1) سُكر البالغينسُكر النوع الثاني (Adult type, Type2) : يُشكِّل 85-90% من الحالات وهو ناتج عن خلل مُكتسب في قدرة خلايا الجسم على الإستجابة للإنسولين بشكل كامل وبالتالي تقل قدرتها على إستغلال الجلوكوز من الدَّم. هذا النوع يُصيب عادة البالغين الذين غالبًا ما يعانون من السُّمنة المفرطة وقلة الرياضة كما سيُفصل لاحقًا.
2) سُكر الأطفالسُكر النوع الأول (Juvenile type, Type1) : ناتج عن فشل خلايا البنكرياس في إفراز هورمون الإنسولين إلى الدَّم وبالتالي خلايا الجسم لا تستطيع إستغلال الجلوكوز من الدَّم. هؤلاء المرضى يضطرون لأخذ الإنسولين بواسطة حُقن بشكل دائم ومن هنا التَّسمية الإضافيَّة للمرض : Insulin-dependent diabetes. على عكس ألنوع الثاني فالمرضى غالبًا دون جيل الثلاثين.
كما نرى أنَّ تسمية أنواع السكري ترمز لجيل المرضى الذي يميِّز كل نوع, لكن من الجدير ذكره أنَّ هذه الميزة غير صحيحة بشكل مطلق فمثلاً هناك بالغون قد يُصابون بالنوع الأول وفي المقابل هناك الكثير من حالات النوع الثاني عند الصغار وهي في إزدياد في الآونة الأخيرة نظرًا لإنتشار السُّمنة في العالم الغربي.
1) سُكر البالغين : ألخلل الذي يحدث في خلايا الجسم والذي يُعرقل إستجابتها لهورمون الإنسولين بالشكل المطلوب يُعرف طبيًّا ب"مقاومة الإنسولين" (Insulin resistance) أي بكلمات أخرى الخلايا "المريضة" تحتاج لكميات أكبر من الإنسولين لتستجيب بالشكل المطلوب مقارنةً بخلايا سليمة, وفي مراحل متقدمة حتى كميات كبيرة من الانسولين لا تساعدها على الوصول لمستوى العمل المطلوب.
في المراحل الأولى لهذا الخلل, الخلايا تستجيب أقل للإنسولين كما ذكرنا تاركتًا ورائها نسبة جلوكوز أعلى بقليل من النسب السليمة لكنها في ذات الوقت نسبة الجلوكوز لا تصل إلى أرقام تُلائم تشخيص السكري. على هذا الوضع يُطلق إسم "Pre-diabetes" وهو يُعتبر مرحلة قبل تقدُّم الحالة إلى السكري.
هناك عِدَّة عوامل معروفة تساهم في حدوث المقاومة للإنسولين, كلما زادت هذه العوامل عند الشخص فهو معرَّض أكثر للمرض. أهم عوامل الخطر هي :
2) سُكر الأطفال : يُعرَّف هذا النوع على أنه خلل في المناعة الذاتية, حيث أنَّ جهاز المناعة في الجسم يهاجم خلايا البنكرياس المسؤولة عن إفراز الإنسولين (وتُسمى بخلايا بيتا) تدريجيًّا على مدار سنوات, وتظهر أعراض المرض فقط عند موت أكثر من 85-90% من هذه الخلايا, عندها فقط يكون هناك نقص في كميَّة الإنسولين المُفرزة.
هذا النوع من المرض مثل بقيَّة أمراض المناعة الذَّاتيَّة أسبابه غير واضحة. للوراثة عامل هام, فوجود شخص مريض في العائلة يزيد من إحتمال الإصابة بالمرض.
حتى الآن ذكرنا أهم الأسباب لمرض السكري, ولكن هناك عدَّة أسباب نادرة أخرى نذكر بعضها :
إنَّ السبيل لتجنب الأمراض يكمن في معرفة أسبابها :
1) سُكر البالغين : رغم أنَّ هناك بعض عوامل الخطر التي لا يمكن تجنُّبها مثل الأصل العرقي, ألجيل, والوراثة إلا أنَّ هناك عوامل إن حرصنا على تجنُّبها يمكننا منع نسبة عالية من حالات المرض تقدَّر بالنصف. من البالغ في الأهميَّة أن نتعرف على الأشخاص الذين يمتلكون عوامل الخطر للإصابة بالمرض وأهمها كما ذكرنا سابقًا وجود المرض في العائلة والسمنة المفرطة ونحاول تغيير نمط حياتهم ليكون صحيًّا وهذا قد يمنعهم من التقدم نحو المرض. هناك شريحة أخرى من الأشخاص الذين يعانون من Pre-Diabetes, وهم مُعرَّضون للإصابة بالسُّكر أكثر, فتغيير نمط حياتهم ملحٌّ أكثر.
نمط الحياة الذي نصبو إليه يشمل :
2) سُكر الأطفال : هو مرض ينتمي لمجموعة أمراض المناعة الذاتيَّة التي يعجز الطب حاليًّا عن فهم أسباب حدوثها لذلك لا سبيل للوقاية منها.
أعراض النوعين تتشابه كثيرًا وتنبع من نسبة الجلوكوز العالية في الدَّم, وتتواجد في الأساس عند المرضى غير المتزنين. أهمُّها :
إنَّ مضار مرض السكريمتعدِّدة وترتبط بعاملين أساسيين :
عواقب المرض الأساسيَّة :
من المعتاد تقسيم مضاعفات المرض إلى مجموعتين رئيسيتين :
يُعتبر مرض السُّكري المسؤول الأول عن الفشل الكلوي وفقدان البصر عند الكبار. إذا إستثنينا الحوادث على أنواعها فإنه يُعتبر السبب الأول لبتر الأرجل.
إنَّ الطريقة الأمثل للتقليل من عواقب مرض السكري هي الإهتمام بالمرض وبإتزانه عن طريق المحافظة على نسب سكر سليمة. أحد الفحوصات الهامَّة والتي تعكس مدى إتزان المرض هي فحص قيمةHBA1Cوهو نوع من أنواع الهيموغلوبين الذي تتناسب قيمته مع قيمة معدل الجلوكوز في الأشهر الثلاثة الأخيرة للفحص, فكلما كان المرض أقل إتزانًا كلما حصلنا على قيمةHBA1Cأعلى. عن طريق هذا الفحص يمكن معرفة مدى إنضباط المرض بدقة ويمكن تجنُّب تقارير كاذبة من المرضى إن حاولوا إخفاء النتائج الصحيحة.
للإتقاء من أمراض القلب على مرضى السُّكر تجنب عوامل الخطر لأمراض القلب الإكليليَّة كباقي الناس عامةً وهي تشمل :
ألفحوصات الروتينيَّة التي يجب على المريض إجرائها :
هناك ثلاثُ حالاتٍ تهدد حياة المريض وتتطلب تدخل طبِّي
تحدث هذه الحالة عند المصابين بسكَّر الأطفال بشكل خاص, وأحيانًا يتم تشخيصُه عن طريقها, وسَببها هو نقص الإنسولين مقابل إرتفاع نسبة السُّكر في دم المريض, فبغياب الإنسولين لا تستطيع خلايا الجسم إستغلاله فتبدأ بتحليل دهنيَّات وعضلات الجسم إلى مواد تستطيع إستغلالها كمصدر طاقة (كيتونات).
لهذه الحالة أسباب كثيرة مثل تقصير المريض في أخذ كميَّة كافية من الإنسولين أو أنه تعرض لحالة جسمانية مثل الخمج أو لحالة نفسيَّة التي رفعت من نسبة السُّكر في دمه دون رفع كميَّة الإنسولين بالمقابل فاختلَّ التوازن بينهما.
بالإضافة لأعراض السُّكر المُرتفع التي ذُكرت سابقًا فإنَّ أعراض الحالة تشمل ألالم الشديد في البطن, ألغثيان والتقيُّأ, ألتنفس السَّريع والعميق, إنبعاث رائحة شبيهة بالأسيتون من الفم, وجفاف المريض وإفتقاره للسوائل حتى البلبلة وفقدان الوعي.
نسبة السُّكر تكون عالية, غالبًا ما تقترب من ال 400 مغمدل. على المريض التوجه للطوارىء وأن لا يُعالج الأمر بنفسه بحقن الإنسولين. في المشفى يقوم الأطباء بالمصادقة على تشخيص الحالة عن طريق فحص لوجود ال"كيتونات" في بول المريض (هناك أجهزة بيتيَّة شبيهة بأجهزة فحص السُّكر ليتأكد المريض بنفسه قبل ذهابه للمشفى).
ألعلاج يتضمن إعطاء الإنسولين عن طريق الوريد وبشكل بطيئ لخفض نسبة السُّكر, وإرجاع السوائل والألكتروليتات التي فقدها المريض.
خطورة الحالة تكمن في إمكانيَّة حدوث إضطرابات في نظم القلب (Dysrhythmia) بسبب التشوشات في الألكتروليتات وبالأخص ألبوتاسيوم, وحالة الحُماض (Acidosis) التي خلفتها الكيتونات. لذلك فإنَّ العلاج المناسب في المشفى يتطلَّب المراقبة الشديدة لعمل قلب هؤلاء المرضى.
تنتج هذه الحالة عن إرتفاع نسبة السُّكر في الدَّم, ومعاناة المريض من الجفاف. تشترك مع الحالة السابقة في الأسباب والعوارض مع التشديد على العوارض العصبيَّة مثل أوجاع الرأس, عدم القدرة على الكلام أو الحركة, ألخبل والبلبة حتى الغيبوبة الكاملة, وتختلف عنها ببعض الأمور فهي تحدث عند المصابين بسُكر البالغين أساسًا وعادةً قد تجاوزوا عقدهم السابع, نسبة الجلوكوز تكون أعلى وقد تصل إلى 800-1000 مغمدل, لا يوجد كيتونات وبالتالي لا يُوجد حُماض, ألمرضى يعانون من جفافٍ أكثر وهم بخطرٍ أكبر حيث نسبة المرضى الذين يموتون قد تصل إلى النِّصف.
ألتشخيص يتكون من فحص نسبة الجلوكوز في الدَّم الذي غالبًا ما يتجاوز ال 600 مغمدل, ووجود عوارض مناسبة.
ألعلاج شبيه بالحالة السابقة والاهتمام بإرجاع كميَّة كبيرة من السوائل.
يحدث نقص الجلوكوز في الدَّم عند مرضى السُّكر نتيجة :
تبرز الأعراض عندما ينخفض الجلوكوز إلى دون ال 70 مغمدل, وتنقسم إلى قسمين :
على المريض تناول أي شيء يحتوي على الجلوكوز ليرفع من نسبته في الدم. إن كان المريض غائبًا عن الوعي يمكن حقنه بمادة الجلوكاجون وهو هورمون يقوم بوظيفة عكسيَّة من وظيفة الإنسولين حيث يؤدي لتحليل مادة الجليكوجين -وهو مخزن السُّكر في الجسم- للجلوكوز.
خوفًا من هذه الحالة يتزود مرضى السُّكر عادةً بقطعة حلوى أو أي أكلٍ يحتوي على الجلوكوز بشكل دائم ليكون في متناول يدهم إن تعرضوا لنقص السُّكر. كما ويجب أيضًا إرشاد المقربين من المريض على كيفيَّة إستعمال حقنة الجلوكاجون.
إنَّ الهدف الأساسي للعلاج هو الحفاظ على نسبة سكُّر سليمة في الدَّم, وهو أمر بالغ في الأهميَّة لمنع المضاعفات بعيدة المدى.
قيم السُّكر التي يتوجب على مريض السُّكر المحافظة عليها هي :
على المريض أن يقوم بفحص السُّكر بنفسِهِ بشكل دائم بواسطة جهاز خاص (Glucocheck). يقوم بوخز إصبعه بواسطة إبرة خاصَّة للحصول على قطرة دم يُدخلها إلى هذا الجهاز فيحصل على نسبة الجلوكوز.
وتيرة الفحص تتعلق بنوع المرض, وبمدى إتزانه. فمرضى النوع الأول يحتاجون للفحص مرتين إلى ثلاث مرَّات يوميًّا بينما مرضى النوع الثاني يكفيهم مرَّةً واحدة يوميًّا وإن كانوا متزنين يمكنهم الإكتفاء بمرَّة أو مرتين أسبوعيًّا.
علاج النوع الأول :
ألعلاج يتكون من :
هناك أنواع عديدة من الإنسولين, يُمكن تقسيمها حسب عاملين أساسيين : ألزمن الذي يحتاجه الإنسولين لكي يبدأ بالعمل, ومُدَّة عمله.
هذا الجدول يُبيِّن أنواع الإنسولين الأكثر إستعمالًا :
نوع الإنسولين | أمثلة | زمن بدأ العمل | مدَّة العمل |
بدأ عمل سريع | Aspart, Lispro | 5-15 دقيقة | 3-5 ساعات |
مفعول قصير المدى | Regular | 30 دقيقة | 6-8 ساعات |
مفعول متوسِّط المدى | NPH | 1-4 ساعات | 14-24 ساعة |
مفعول طويل المدى | Glargine, Detemir | 1-2 ساعات | حتى 24 ساعة |
يقوم الطبيب بإختيار نوع الإنسولين المناسب وكميَّته للمريض آخذًا بالإعتبار عدَّة عوامل :
عادةً يُوصف للمرضى نوعين من الإنسولين فمثلًا إحدى الإمكانيَّات المستعملة هي : إنسولين ذو مفعول طويل المدى يُأخذ مرَّةً في اليوم ليغطي نسبة إنسولين أساسيَّة في الدَّم طوال اليوم, وإنسولين ذو بدأ عمل سريع يُأخذ 10 دقائق قبل كل وجبة.
في السنوات الأخيرة دخلت إلى الأسواق "مضخات الإنسولين" (Insulin pump) وهو جهاز صغير يُحمل في الجيب, يُوصل إلى منطقة "تحت الجلد" بواسطة إبرة والتي بواسطتها يتم حقن الإنسولين. يقوم المريض بإعطاء المعلومات للجهاز عن كميَّة الإنسولين المراد حقنها دون الإضطرار لوخز نفسه كل مرة.
إنَّ كميَّة الإنسولين التي يحتاجها المريض تتعلق بنسبة السُّكر في الدَّم وبكمية الكربوهيدرات الوجودة في الوجبة, لذلك على المريض أن يقوم بفحص نسبة الجلوكوز في دمه عدَّة مرَّات يوميَّا.
- ضبط نسبة السُّكر : على المريض أن يختار الطعام الذي يفتقر للكربوهيدرات والذي يحتوي على مركبات غذائية ذات مؤشر جلايسيمي (Glycemic index) منخفض. من جهةٍ أخرى فإنَّ المأكولات الغنيَّة بالأنسجة تساعد على ضبط السُّكر في الدَّم. تتوافر في الأسواق كميَّة كبيرة من المأكولات والمشروبات الملائمة لهؤلاء المرضى.
- ضبط ضغط الدَّم : على المريض التقليل من الأملاح في الأكل.
- ضبط الوزن والكولسترول, والتقليل من الكحول.
علاج النوع الثاني :
كما ذكرنا سابقًا فإنَّ النوع الثاني يختلف عن النوع الأول بأن الإنسولين متوفر إلا أنَّ هناك مشكلة في التعرُّف عليه, لكن مع تقدُّم المرض يضطر البنكرياس أن يزيد من إفراز الإنسولين أكثر فأكثر وفي بعض الأحيان يفشل نهائيًّا في نهاية المطاف ليصبح المريض منوط بحقن الإنسولين من الخارج على غرار النوع الأول.
إنَّ علاج هذا النوع يتم بمراحل :
- إتِّباع الحمية الغذائية.
- ألقيام بفعاليات رياضيَّة بشكل منتظم.
- تخفيف الوزن. وهو عامل هام جدًّا في هذا النوع من مرض السكري.
- تجنُّب العوامل التي تُسبب الضغوطات النفسيَّة.
- تجنُّب الأدوية والمواد التي ترفع من نسبة السُّكر في الدَّم.
في كثير من الحالات إتباع نمط حياة صحي فقط كفيل بالسيطرة على المرض.
Sulfonylurea : هذه الإدوية تعمل على خلايا بيتا في البنكرياس مباشرةً فتحُثها على إفراز الإنسولين. هناك الكثير من الأدوية في هذه المجموعة مثل ال Glyburide. من عوارض هذا الدَّواء هو هبوط السُّكر لذلك من المهم أخذ الكميَّة المناسبة لكميَّة ونوع الطعام .
Meglitinides : طريقة العمل كسابقتها بفارق هام وهو أنَّ إفراز الإنسولين مرهونٌ بوجود نسبة سُكر عالية في الدَّم لذلك فهو لا يُؤدي إلى هبوط الإنسولين.
Biguanides مثل ال Metformin الذي يرفع حساسيَّة خلايا الجسم للإنسولين وخاصَّةً العضلات كما ويمنع تحلل الجليكوجين في الكبد إلى الجلوكوز. من عوارض الدَّواء المقلقة هو تراكم الحمض اللاكتي في الدَّم (Lactic acidosis) لذلك لا يُنصح بإستعماله إن كان المريض يعاني من الفشل الكلوي أو من أمراض قلبيَّة مزمنة. للدواء أيضًا تأثيرات سلبيَّة على الكبد لذلك يُنصح بعمل فحوصات دم منتظمة لإنزيمات الكبد في الفترة الأولى لإستعماله. من حسنات الدَّواء أنَّه يساعد على خفض الوزن.
Thiazolidinediones : مثل ال Pioglitazone و Rosiglitazone. هذه الأدوية ومثل سابقتها ترفع من حساسيَّة خلايا الجسم للإنسولين وخاصَّةً خلايا الدُّهن والعضل وتقلل من إخراج الجلوكوز من الكبد. يبدأ مفعول الدَّواء بعد ثلاثة أسابيع من بدأ إستعماله. للدواء تأثيرات سلبيَّة على القلب لذلك يتوجَّب على مرضى القلب إستعماله بحذر.
Alpha-glucosidase inhibitor : مثل ال Acarbose, يُعرقل عمل إحدى الإنزيمات في الأمعاء الذي يقوم بتحليل السُّكر في الطعام وبذلك يُقلل من إمتصاصه إلى الدَّم. نجاعته أقل من الأدوية السابقة وقد يسبب الإسهال.
Dipeptidyl peptidase 4 inhibitor : مثل ال Sitagliptin, يُحفز البنكرياس على إفراز الإنسولين ويمنع الكبد من إخراج الجلوكوز إلى الدَّم. من حسناته أنه لا يؤدي إلى إرتفاع في الوزن.
GLP agonist : مثل ال Exenatide, يُخفض الجلوكوز بطرقٍ عدَّة مثل حث البنكرياس على إفراز الإنسولين بعد الوجبات, منع الكبد من إخراج الجلوكوز إلى الدَّم, التقليل من الشهيَّة, وإبطاء تفريغ المعدة.
تتوفر اليوم في الأسواق حبوب تجمع أكثر من نوع دواء واحد لتسهل على المرضى تناولها.
أهداف إضافيَّة مشتركة للمَرَضيْن :
HDL (ألكولسترول الجيِّد) > 40 مغمدل عند الرِّجال, > 50 مغمدل عند النِّساء.
LDL (ألكولسترول السيِّئ) < 100 مغمدل.
ثلاثي الغليسيريد150 > (Triglycerides)مغمدل.
تُعتبرزراعة البنكرياس الطريقة الوحيدة للشفاء الكامل من النوع الأول لمرض السكري, إلا أنَّ هذه العمليَّة لم تحقق نجاحًا كبيرًا حتى الآن. خلال عمليَّة الزرع يقوم طاقم الجراحة بأخذ خلايا بيتا من بنكرياس المتبرِّع ويتم زرعتها في أحد أعضاء جسم المريض مثل الكبد. بما أن هذه الخلايا "غريبة" عن جسم المريض فإن جهاز المناعة لديه يقوم بمهاجمتها كما يحدث في أيَّة عمليَّة زرع أخرى مما يُحتِّم على المريض تناول الأدوية لكبت جهاز المناعة والتي تمتلك أعراضًا جانبيَّة كثيرة.
إنَّ العمر القصير للخلايا المزروعة والحاجة لتناول أدوية كبت المناعة تجعل من عمليَّة زرع البنكرياس خيارًا علاجيًّا سيئًا في هذه المرحلة, وإستعماله اليوم مقصورٌ أساسًا على المرضى الذين يُعانون من فشل كلوي متقدَّم فيتم زراعة البنكرياس والكلى في عمليَّة واحدة.
ما زالت الأبحاث مستمرَّة في هذا المضمار ومستقبلًا يُمكن لزراعة خلايا البنكرياس أن تشكِّل حلًا نهائيًّا لمرض السكري من النوع الأول.
على غرار جميع الأمراض فأنَّ تشخيص المرض يبدأ بأخذ معلومات عن التاريخ الطبي للمريض وفحصه, فإذا شك الطبيب بوجود المرض يقوم بفحص نسبة السُّكر في الدَّم للمصادقة على التشخيص. يُمكن إجراء فحص لنسبة الجلوكوز في الدّم بإمكانيات مختلفة حيث تكفي واحدة منها فقط للتشخيص :
لإكمال عمليَّة التشخيص يجب أن نحصل على نتيجة إيجابيَّة في أحد الفحوصات في فرصتين مختلفتين.
من الجدير ذكره أنَّ في كثير من الحالات يفتقر المرض لعوارض بارزة لفترة طويلة ولا يحدث تشخيصه إلا عن طريق الصدفة مثلاً من خلال فحص دم روتيني أو بعد إكتشاف إحدى مضاعفات المرض مثل الفشل الكلوي.
نسبة الجلوكوز في دم الإنسان المعافى هي :
هناك حالات يكون عند المريض نسب جلوكوز أعلى من القيم السليمة ولكنها ليست عالية بما فيه الكفاية لتشخيص مرض السكري. يُطلق على هذه الحالة "مقدمات السُّكر" (Pre-Diabetes) :
أهميَّة هذه الحالة (Pre-Diabetes) هي بأنها وكما ذكرنا سابقًا تشكل عامل خطر هام للإصابة بمرض سُكر البالغين وعلى المُصاب فيها أن يتخذ كل التدابير لمنع التقدم نحو الإصابة بالمرض.
"