أسباب قصور الغدة الدرقية وطرق علاجها

الكاتب: رامي -
أسباب قصور الغدة الدرقية وطرق علاجها
"

أسباب قصور الغدة الدرقية وطرق علاجها.

قصور الغدة الدرقية Hypothyroidism هو عبارة عن الحالة التي نتتج عن نقص في عمل الخلايا الجريبيَّةFollicular cell (الخلايا التي تكون الجزء الاساسيللغدة الدرقية). اذ تقوم الخلايا الجريبية، عندما تعمل كما يجب، بانتاج وافراز الهرمونات T3 و T4 إلى الدم. وعندما يحدث نقص في انتاج او افراز هذه الهرمونات، نصاب بقصور الغدة الدرقية. مما يؤدي إلى الكثير من العوارض مثل الإرهاق. يُمكن لأي شخص أن يُصاب بهذه الحالة لكنها شائعة بشكل خاص عند النساء البالغات.

ان السببالأول والاساسي للاصابة بقصورالغدة الدرقيةفي الدول الغربية هو الاصابة بمرض المناعة الذاتي مرض هاشيموتو (Hashimoto). وهو مرض مناعة ذاتيحيث يقوم جهاز المناعة بإنتاج المضادات التي تهاجم الخلايا الجريبيَّة (Follicular cell) في الغدة الدرقيةوتقوم بتدميرها.

ولكن هناك اسباب وعوامل اخرى لقصور الغدة الدرقية:

  • نقص اليود: وهو المسبب الأول عالمياً لقصور الغدة.إناليود يشترك في صنع هورموناتالغدة الدرقية،لذلك نقص فيه يُؤدي إلى نقص في صنع وإفراز هذه الهورمونات. في العالم الغربي تمإضافة اليود إلى الماء وبعض منتجات الطعامللتغلبعلى هذه المشكلة.
  • إخراجالغدة الدرقيةبعمليةجراحية: تُجرى العملياتالجراحيةلإخراجالغدة الدرقيةلأسبابعدة مثل فرطالغدة الدرقية،ورم فيالغدة الدرقية،وجود درنة تُسبب العوارض.
  • التعرض لنظائر اليود المُشعة: وهو علاج لفرطالغدة الدرقية.
  • التعرض للأشعةالعلاجية: كعلاج لورم في الرقبةمثل الورم الليمفي.
  • عوارض الأدوية : هناك العديد من الأدوية التي تُعرقل عملالغدة الدرقيةمثل الليثيوم،الأميودرون،وإنترفرون-ألفا.

أسباب ثانويةلقصور الغة الدرقية

وهي الحالات الناتجة عن قصورالغدة الدرقيةالنخاميةأو قصورغدةالمِهاد التحتيعلى التوالي. فيقل إفراز الـ TSH في الأولى،والـ TRH في الثانيَّة، وبالتالي يقل تحفيزالغدة الدرقيةعلى إفراز الهورمونات.

  • إلتهابالغدة الدرقيةالفيروسي أو الجرثومي ويعتبر من الحالات النادرة وتكون عامة ومؤقتة.
  • إستهلاك اليود بشكل مُفرط: كميَّة كبيرة من اليود تُؤدي إلى عرقلة مُؤقتةفيعملالغدة الدرقية.
  • أمراض إرتشاحية(Infiltrative diseases): مثل السَّاركويد،ألدَّاء النشَّواني (Amyloidosis).
  • عيب ولادي: من كل 4000 مولود هناك مولودواحد يعاني من قصور في عملالغدة الدرقية. ألتأخر في تشخيص الحالة قد يُؤدي إلى ضرر دائم في الجهاز العصبي والقدرة على النُّمو الطبيعي. لهذا السببيُعتبر فحص هورموناتالغدة الدرقيةفحصاروتينيالكل مولود،حيث إذا ما شُخِّص يجب معالجاته فورًا.

كما ذكرنا، فإن قصور الغدة قد يحدث لاي شخص في اي سن لكن ثمة عوامل خطر، تجعله اكثر انتشاراً لدى البعض عن الاخرين, وهي:

  1. العمر: البالغون معرَّضون أكثر للإصابة بقصور الغدة الدرقية.
  2. الجنس: ألنساء مُعرَّضات أكثر للإصابة بقصور الغدة الدرقية.
  3. وجود المرض في العائلة.
  4. الدُّول النامية: نظرًا لنقص اليود.
  5. مشكلة سابقة في الغدة الدرقية خاصة وإن تطلبت العلاج.
  6. وجود أمراض مناعة ذاتيَّة أخرى مثلمرض السكري،إلتهاب المفاصل الروماتيدي،فقر الدم الخبيث.

كما أسلفنا بالذِّكر، للغدة الدرقيةتأثير على الجسم عامة، وعلى العديد من أجهزة الجسم خاصة, لذلك فإناعراض الغدة الدرقيةكثيرة ومتنوعة. يحدث قصور الغدة الدرقيةتدريجيًّا لذلك فإن العوارض أيضا تحدث بشكل تدريجيٍ ويُمكن أن لا تبرز إلا بعد فترة طويلة قد تصل إلى عدة شهور أو سنوات.

من أهم اعراض قصور الغدة الدرقية:

  • ألشعوربالإرهاق الدائم.
  • زيادةالوزن رغم فقدان الشهية.
  • دقات قلب بطيئة.
  • ضيق النفس.
  • ألإمساك.
  • ألبحة.
  • ألدراق (Goiter) : إنتفاخالغدة الدرقية.
  • أضرار بالسمع.
  • ألحساسيةالبالغة للبرد.
  • إنتفاخ الأطراف والوجه.
  • ألجلد الجاف والبارد.
  • ألشعر الخشن والمُتكسر.
  • لون الجلد المائل إلى الصفار.
  • ألأظافر الهشة.
  • ألتَّشنُّج والألم في العضلات.
  • ألإكتئاب.
  • إنخفاض القدرة على التركيز،وضعف الذاكرة.
  • عدم إنتظام الدورة الشهرية.

عند الأطفال يمكن لقصور الغدة الدرقية أن يُؤدي إلى خلل في تطور الجهاز العصبي الذي يتجلى بعدم القدرة على التركيز وتدهور في التَحصيل العلمي. كما ويُؤدي إلى تأخر بارز في نمو الجسم وتطوره جنسيا دون تأثير سلبيٍ على الوزن.

هناك حالة تُسمى بـ Subclinical hypothyroidism يكون نقص الهورمونات فيها بسيطا، فلا يشكو الشخص المُصاب من عوارض القصور أو بأسوء الأحوال يمكنه أن يشكو من أعراض بسيطة مثل ألإرهاق، ألجلد الجاف، وعدم القدرة على التركيز. هذه الحالة شائعة جدا وقد تصل إلى %20 من النساء اللواتي تعدين عقدهن السابع.

يطرح الطبيب على المريض الأسئلة عن العوارض الملائمة للمرض، ويقوم بفحص المريض بحثا عنها، فإذا شكَ بقصور الغدة الدرقية يقوم بفحص نسبة الهورمونات في الدم :

  • T4 : نسبته تكون منخفضة.
  • TSH : نسبته تكون عالية وذلك إستجابةلحالة قصور الغدة الدرقيةمحاولاحث الغدة على الإفراز. بإستثناء حالتين يكون فيهما TSH منخفضاوهي عندما يكون القصور لأسباب ثانويةأو ثالثية.

بعد تشخيص قصور الغدة الدرقيةيقوم الطبيب بتشخيص السبب, فإذا شكَ بمرض هاشيموتو يقوم بإجراء فحص دم لوجود مضادات معينة.

ربما يحتاج المريض فحوصات أخرى لتشخيص أسباب أقل شيوعا مثل أخذ عينة من الغدة الدرقية أو فحص فوق-صوتي (US).

إذا شكَ الطبيب بأن السبب يكمن في الغدةالنخامية أو المهاد التحتي، يُرسل المريض إلى إجراء صورة طبقية (CT) أو صورة رنين (MRI).

نظرًا لشيوع مرض قصور الغدة الدرقية،ونظرا لإمكانية التأخر بتشخيصه فهناك بعض من الأطباء الذين ينادون بإجراء إختبارات تحري (Screening) للأشخاص الذين يمتلكون عوامل الخطر للإصابه به مثل :

  • حالة مماثلة في العائلة.
  • شخص يملك أمراض مناعة ذاتيةأخرى مثل السكري.
  • إمرأة أثناء وبعد الحمل.
  • نساء فوق جيل 35.

لكن هناك إجماع على إجراء فحص تحري لكل مولود جديد نظرا للعواقب الخطيرة لعدم تشخيص حالةقصور الغدة الدرقية.

هناك ثلاث حالات أساسية يمكن أن يشكل قصور الغدة الدرقيةخطراً على حياة المريض أو أن تهدد بحدوث أضرار دائمة، لذلك يتوجب معالجتها سريعا :

  • فترة الحمل: يعتمد الجنين على الامكمصدر للهورمونات الدرقية،لذلك إذا كانتالأم الحامل تُعاني من قصورالغدة الدرقيةفإنالجنين يتعرض لنفس الوضع أيضاإلا أنهذه الهورمونات في غاية الأهميةلنمو وتطور الجنين وخاصةلجهازه العصبي،فمثلاوُجِد أنلهؤلاء الأطفال معدل IQ منخفض عن الأطفال الذين ولدوا لأم معافاه.
    غالباما تتطلب الأم الحامل كميةهوروموناتدرقيةأكبر بمرةونصف من الأشخاص العاديين.
  • مولود جديد : سبق وذكرنا أهميةتشخيص المرض عند المولودين حديثا. فبغياب التشخيص والعلاج المناسبين يعاني هؤلاءالأطفال من تأخر في النموالجسدي والعقلي.
  • غيبوبة الوذمة المخاطية(Myxedema coma) : حالة نادرة الحدوث،تحدث عند الأشخاص المُسنينالذي يعانون من قصور الغدة الدرقية وأمراض مزمنة،أو حادة أخرى.
    وهي عبارة عن وجود أحد أعراض المرض بشكل متطرف يُهدد حياة المريض:
    • فقدان الوعي،ألذُّهان (Psychosis)،نوبة صرع.
    • دقات قلب بطيئة جدا.
    • درجة حرارة الجسم منخفضة بشكل متطرف.
    • فشل عمل القلب.
    • فشل عمل الرئتين.

تتطلب الحالة علاجا فوريا وهو إعطاء هورمونات درقية وستيرويد عبر الوريد، وعلاج الأزمة الحادة التي أدَت إلى هذه الحالة.

علاج قصور الغدة الدرقية يعتمد على إعطاء المريض بديلا للهورموماتالدرقية التي تنقصه عن طريق الفم. هناك هورمونات T4 مصنعة (Levothyroxine) حيث يقوم المريض بأخذها بإنتظام بدلا من المصدر الداخلي المفقود.

يتم إعطاء المريض الدواء بكمية تصاعدية وبشكل تدريجي، وفي المقابل يتم القيام بفحص دم منتظم لنسبة الهورمونات الدرقية أو ال TSH حتى نحصل على المستوى العلاجي المطلوب.

تبدأ عوارض المرض بالتحسن خلال أسبوعين من بداية تناول دواء Levothyroxine، وتزول نهائيا خلال بضعة أشهر. إن إستمر المريض بأخذ الهورمونات ولم تزُل العوارض كالمتوقع يجب فحص نسبتها في الدم فهناك إحتمال بأنه لا يأخذ الكمية الكافية ويجب رفع كمية الدواء.

غالبا ما يتوجب تناول الهورمونات مدى الحياة إلأ أن هناك أسباب غير دائمة لقصور الغدة مثل الإلتهاب، إستعمال بعض الأدوية وحتى مرض هاشيموتو قد يكون في بعض الأحيان مؤقت. لذلك إذا شكَ الطبيب أن سبب القصور يمكن أن يكون مؤقتا يقوم بايقاف الدواء بعد فترة من العلاج كنوع من الفحص، فإذا لم تجدد الغدة الدرقيةعملها، على المريض أخذ الدواء مدى الحياة.

بالنسبة لقصور الغدة الدرقيةالبسيط (Subclinical)، فليس هناك إجماع على وجوب علاجه، بل يُنصح بأن يكون المريض على علم بأعراض المرض في حال نشوئه، كما ويمكنه القيام بعمل فحوصات منتظمة لنسبة الهورمونات.

"
شارك المقالة:
163 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook