يحتوي شاي الأعشاب على مادة العفص، والتي تُعرف أيضاً بالتانين (بالإنجليزية: Tannins)، بالإضافة إلى احتوائه على الأكسالات (بالإنجليزية: Oxalates)؛ وهي من المركبات التي قد تثبط امتصاص الحديد، وهي ترتبط بالحديد اللاهيمي الموجود في الأغذية النباتية، مثل: الفول، والبازلاء، والخضروات الورقية، والمكسرات، وهذه المادة مسؤولة عن لون الشاي البني المحمر الداكن، وعن نكهته المميزة، وتختلف كمية العفص في الشاي الأسود باختلاف النوع، وظروف النمو، وطريقة التصنيع، ويُعدُّ الشاي الأسود أحد المصادر الرئيسيّة للعفص، وتحتوي الأنواع الأخرى من الشاي، مثل: الشاي الأخضر، والشاي الأبيض، والشاي الصيني الأسود على أنواع مختلفة من هذه المادة، كما أُجريت دراسة نُشرت في مجلة British Journal of Nutrition، لتحديد تأثير المشروبات المختلفة المحتوية على مادة متعدد الفينول في امتصاص الحديد، ووجد الباحثون أنواعاً مختلفة من الشاي والكاكاو التي تُقلل من امتصاص الحديد، كما وُجِد أنّ معدل تثبيط امتصاص الحديد يختلف باختلاف نوع المشروب، وكانت نسب تثبيط امتصاص الحديد كالآتي:
يُمكن أن يتداخل استهلاك الكالسيوم من مصادره الطبيعية، أو على شكل أملاح الكالسيوم مع امتصاص الحديد الهيمي، واللاهيمي، ولكن لا يُمكن اعتباره أحد مثبّطات الحديد مثل مركبات الفينولات، والفيتات، ولا زالت الآلية التي يُثبّط فيها الكالسيوم امتصاص الحديد غير معروفة، ولكن تشير التحليلات إلى أنَّ الجرعة المنخفضة من الكالسيوم لا تُثبّط امتصاص الحديد، وأنَّ 60% من هذه الحالية يحدث نتيجةً لتناول 300 إلى 600 مليغرامٍ من الكالسيوم، ويمكن تجنب حدوث نقص في الحديد نتيجة استهلاك الكالسيوم عن طريق زيادة استهلاك الحديد، أو تجنُّب تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم والأطعمة الغنية بالحديد معاً.
على حمض الفايتيك
يوجد حمض الفايتيك (بالإنجليزية: Phytic acid) في معظم الأطعمة النباتية، والتي تُقلل من امتصاص الحديد بنسبة 80%، وقد أظهرت دراسةٌ نُشرت في مجلة International Journal for Vitamin and Nutrition Research عام 2004، أنَّ حمض الفايتيك يُعدُّ عاملاً أساسيّاً لنقص الحديد عند الرضّع، ويمكن إزالته من الأطعمة المدعّمة، أو حليب الصويا للأطفال، ونظراً إلى أنَّ حمض الفايتيك يُقلل من امتصاص الحديد عند التراكيز المنخفضة أيضاً، فإنَّه يوصى بالتحلل الإنزيمي الكامل له، ووُجِد أنَّ إزالته من الأطعمة المدعّمة كالحبوب، والبقوليات، يزيد من نسبة امتصاص الحديد بنسبةٍ تصل إلى 12 ضعفاً، ولكن إضافة الحليب يُقلل من امتصاص الحديد، ومن تحلل حمض الفايتيك، لذا لا يوصى بإزالة هذا الحمض إلّا من الحبوب، والبقوليات التي تُعالج بالماء، ويمكن إضافة حمض الأسكوربيك (بالإنجليزية: Ascorbic Acid) للحبوب التي يُضاف لها الحليب، وذلك للتأكد من امتصاص الحديد بشكلٍ كافٍ، إذ إنَّه يُمكن أن يُقلل من التأثير السلبيّ لحمض الفايتيك في امتصاص الحديد.
يتوفّر حمض الكلوروجنيك (بالإنجليزية: Chlorogenic acid) في القهوة، والأعشاب، والكاكاو بشكلٍ أساسي، وترتبط هذه المركبات بالحديد أثناء عملية الهضم، ممّا يجعل امتصاصه أكثر صعوبة، ويعتمد تأثيرها في امتصاص الحديد على الجرعة المتناولة، إذ يقلّ امتصاص الحديد بزيادة محتوى متعدد الفينول في الطعام، أو المشروبات،وفي دراسةٍ نُشرت في مجلة British Journal of Nutrition، وُجِد أنَّ شُرب المشروبات التي تحتوي على 20 إلى 50 مليغراماً من مادّة متعدّد الفينول يقلل من امتصاص الحديد من الوجبة التي تحتوي على الخبز بنسبة 50% إلى 70%، أمّا المشروبات التي تحتوي على 100 إلى 400 مليغرامٍ من متعدد الفينول فإنّها تقلّل من امتصاص الحديد بنسبة 60% إلى 90%.
يُعدُّ نقص الحديد من أكثر الاضطرابات الغذائية شيوعاً وانتشاراً في العالم، ويُمكن أن تظهر بعض الأعراض عند الإصابة بالنقص، مثل: الإعياء الشديد، والوهن، كما قد تؤدي إلى الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، مّما قد يسبب القلق، والاكتئاب، وألم في الصدر، والعدوى، ومشاكل في القلب إذا لم يُعالج، وقد تثبط بعض الأدوية امتصاص الحديد، كما قد يثبط الحديد امتصاص بعض الأدوية، ومن الأدوية التي قد تقلل من امتصاص الحديد نذكر ما يأتي:
"
العربية
