الإيثارهو خلق حميد لا يتصف فيه إلا الأشخاص الذين تربوا على هدي رسول الله عليه الصلاة والسلام، فالإنسان الذي يتحلى بخلق الإيثار يكون كالمسك ينشر طيباً في تعامله بين أقرانه، ويجعل كل من يتعامل معه يشعربالسعادةوالراحة النفسية، فما أجمل أن نربي أبناءنا على هذا الخلق الحميد لنسمو بمجتمعاتنا، فقد أحضرنا لكم باقة عن أجمل الكلمات عن الإيثار.
قصيدة ألا يا نفس ويحك كم تواني للشاعر ابن علوي الحداد هو عبد الله بن علوي بن محمد الحداد، فقيه شافعي، وعالم في عقيدة أهل السنة والجماعة على منهج الأشاعرة، وفي السلوك والتربية من مدينة تريم في حضرموت اليمنية، نهج طريق الصوفية، يلقب بـ "شيخ الإسلام" و"قطب الدعوة والإرشاد"، وهو مجدد طريقة آل باعلوي.
ألا يا نفس ويحك كم تواني
وكم سهو وكم لهو وهزل
وكم شغل بما لا خير فيه
وكم تلوين عن محمود فعل
وكم ذا تركنين إلى الدنايا
لعمري دل هذا الفعل منك
أما واللَه ما سبب التباطي
وإيثار الثبات على أمور
سوى شيئين إما الشك فيما
وإما غفلة مزجت بحمق
فوا أسفي ووالهفيوحزني
وواندمي على زمن تقضي
وعمر ضاع في إيثار دار
كظل زائل أو طيف نوم
يزول نعيمها عما قريب
وما الدنيا بباقية ولكن
إلى فبر مهول فيه يلقى
وتبقى في القبور إلى نشور
ونوقف موقفاً صعباً ثقيلا
وينصب ثم ميزان لوزن
مناقشة وتفتيش فإما
ألا لا مستريح من وراه
لقد علم ذوو الألباب طرا
يفطم النفس عن مألوف حظ
وفي ظمأ الهواجر واعتزال
وإدمان التوجه بافتقار
إله واحد ملك قدير
تعالى عن مشاكلة البرايا
نوحده نشكره ونثني
يوفقنالما يرضيه عنا
ويصلحنا ويمنحنا نعيما
ويجعل أفضل الصلوات منا
مع التسليم يغشاه ويغشى
إنّ خلق الإيثار الرائع يساعد في نمو المجتمعات، ويزيد تماسكها، وينشر الحب فيها، فهو من أهم الركائز التي تبني مجتمعاً قوياً تسود فيهالأخلاقالحميدة.
من أروع ما يقدمه الإيثارلأصدقائهأنه يجلب البركة في الرزق والبركة في العمر، كما يغمر صاحبه بسعادة كبيرة وراحة بال ليس لها حدود.
الخاطرة الثالثة:
على الجميع أن يتخذ من خلق الإيثار الحميد منهجاً يسير عليه في حياته كي ينشرالخيروالحب والفرح بأكبر قدر ممكن، وبهذا يصبح المجتمع أكثر نقاءً وتصفو القلوب أكثر فأكثر.
من رأى لنفسه ملكاً لا يصحُّ منها الإيثَار، لأنَّه يرى نفسه أحقَّ بالشَّيء برؤية ملكه، إنَّما الإيثَار ممَّن يرى الأشياء كلَّها للحقِّ؛ فمَن وصل إليه فهو أحقُّ به، فإذا وصل شيء مِن ذلك إليه يرى نفسه ويده فيه يد أمانة، يوصِّلها إلى صاحبها أو يؤدِّيها إليه.
إنّ الإيثار الخلق الرفيع يقود إلى اتصاف المرء بالأخلاق الأخرى..
لأنّ الأخلاق مكملة لبعضها البعض..
فمن يتحلى بالإيثار لا بدّ وأن يكون محباً لغيره..
ويتمنى لهم الخير في كل وقت..
وقد ورد في التاريخ الإسلامي الكثير من صور الإيثار..
حيث كان الصحابة والتابعين يتحلون بهذه الصفة العظيمة..
ويؤثرون إخوانهم على أنفسهم..
الأنانية هي هذا القانون المحدد للشعور..
الذي على أساسه تكون الأشياء الأقرب هي الأكبر والأثقل..
في حين أنّ كل تلك التي تبتعد تقل حجماً وثقلاً..
ذكر الله سبحانه وتعالى من يتصفون بهذا الخلق الكريم أي الإيثار..
بأفضل الصفات..
وجعله من أخلاق المؤمنين..
الذي يؤثرون إخوانهم على أنفسهم ولو كانت بهم حاجة..
إنّ الإيثار دليلٌ علىالإيمان..
ويعتبر من أهم ثماره..
وفيه اقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام..
يكون الإيثار في مجالاتٍ متعددة من الحياة ولا يكون في المال فقط..
ففي العلم مثلاً يجتهد المدرس كثيراً في تدريس تلاميذه..
ويسعى إلى أن يصلوا إلى درجاتٍ أعلى من تلك التي وصل إليها..
الإيثار يعني حب الخير للآخرين..
وتفضيلهم على النفس..
وإعطائهم ما يحتاجون إليه..
حتى وإن كان صاحبه في أمس الحاجة إليه..
الإيثار لا يكون عن اختيار..
إنَّما الإيثَار أن تقدِّم حقوق الخَلْق أجمع على حقِّك..
ولا تميِّز في ذلك بين أخ وصاحب ذي معرفة..