الأملا تحتاج إلى يوم محدد للاحتفال بها، فجميع أيام السنة هيعيدٌلأمي، ولكن تمّ التعارف في العالم العربي على يوم 21 آذار من كل عام أن يكون عيداً للأم، تكريماً، وتقديراً لها، ولعطائها في تربية أبنائها،فالأمهي الوطن الصغير الذي نلجأ إليه عندما تضيق بنا الحياة، وهي الحب الأبدي الذي لا يزول.
يقول الشاعر فاروق جويدة في قصيدته "طيف نسميه الحنين" كلمات لأمه بمناسبة عيد الأم:
&rlmإليأمي&rlm..&rlm وكل أم&rlm..&rlm في عيد الأم&rlm
في الركن يبدو وجه أمي
لا أراه لأنه
سكن الجوانح من سنين
فالعين إن غفلت قليلا لا تري
لكن من سكن الجوانح لا يغيب
وإن تواري&rlm..&rlm مثل كل الغائبين
يبدو أمامي وجه أمي كلما
اشتدت رياح الحزن&rlm..&rlm وارتعد الجبين
الناس ترحل في العيون وتختفي
وتصير حزنـا في الضلوع
ورجفة في القلب تخفق&rlm..&rlm كل حين
لكنها أمي
يمر العمر أسكنـها&rlm..&rlm وتسكنني
وتبدو كالظلال تطوف خافتة
عليالقلبالحزين
منذ انشطرنا والمدي حولي يضيق
وكل شيء بعدها&rlm..&rlm عمر ضنين
صارت مع الأيام طيفـا
لا يغيب&rlm..&rlm ولا يبين
طيفـا نسميه الحنين&rlm.. &rlm&rlm في الركن يبدو وجه أمي
حين ينتصف النهار&rlm..&rlm
وتستريح الشمس
وتغيب الظلال
شيء يؤرقني كثيرا
كيف الحياة تصير بعد مواكب الفوضي
زوالا في زوال
في أي وقت أو زمان سوف تنسحب الرؤي
تكسو الوجوه تلال صمت أو رمال
في أي وقت أو زمان سوف نختتم الرواية&rlm..&rlm
عاجزين عن السؤال
واستسلم الجسد الهزيل&rlm..&rlm تكسرت
فيه النصال علي النصال
هدأ السحاب ونام أطيافـا
مبعثرة علي قمم الجبال
سكن البريق وغاب
سحر الضوء وانطفأالجمال
حتي الحنان يصير تـذكارا
ويغدو الشوق سرا لا يقال
في الركن يبدو وجه أمي
ربما غابت&rlm..&rlm ولكني أراها
كلما جاء المساء تداعب الأطفال &rlm&rlm فنجان قهوتها يحدق في المكان
إن جاء زوار لنا
يتساءل المسكين أين حدائق الذكري
وينبوع الحنان
أين التي ملكت عروش الأرض
من زمن بلا سلطان
أين التي دخلت قلوب الناس
أفواجا بلا استئذان
أين التي رسمت لهذا الكون
صورته في أجمل الألوان
ويصافح الفنجان كل الزائرين
فإن بدا طيف لها
يتعثر المسكين في ألم ويسقط باكيا
من حزنه يتكسر الفنجان
من يوم أن رحلت وصورتها علي الجدران
تبدو أمامي حين تشتد الهموم وتعصف الأحزان
أو كلما هلت صلاة الفجر في رمضان
كل الذي في الكون يحمل سرها
وكأنها قبس من الرحمن
لم تعرف الخط الجميل
ولم تسافر في بحور الحرف
لم تعرف صهيل الموج والشطآن
لكنها عرفت بحار النور والإيمان
أمية&rlm..&rlm
كتبت علي وجهي سطورالحبمن زمن
وذابت في حمي القرآن
في الأفق يبدو وجه أمي
كلما انطلق المؤذن بالأذان
كم كنت ألمحها إذا اجتمعت علي رأسي
حشود الظلم والطغيان
كانت تلم شتات أيامي
إذا التفت علي عنقي حبال اليأس والأحزان
تمتد لي يدها بطول الأرض&rlm..&rlm
تنقذني من الطوفان
وتصيح يا الله أنت الحافظ الباقي
وكل الخلق ياربي إلي النسيان &rlm&rlm شاخت سنين العمر
والطفل الصغير بداخلي
مازال يسأل&rlm..&rlm
عن لوعة الأشواق حين يذوب فينا القلب
عن شبح يطاردني
من المهد الصغير إلي رصاصة قاتلي
عن فـرقة الأحباب حين يشدنا
ركب الرحيل بخطوه المتثاقل
عن آخر الأخبار في أيامنا
الخائنون&rlm..&rlm البائعون&rlm..&rlm الراكعون&rlm..&rlm
لكل عرش زائل
عن رحلة سافرت فيها راضيا
ورجعت منها ما عرفت&rlm..&rlm وما اقتنعت&rlm..&rlm وما سلمت&rlm..&rlm
وما أجبتك سائلي
عن ليلة شتوية اشتقت فيها
صحبة الأحباب
والجلاد يشرب من دمي
وأنا علي نار المهانة أصطلي
مشتاق لأول منزل
مازال يطرب للزمان الأول
شيء سيبقي بيننا&rlm..&rlmوحبيبتيلا ترحلي &rlm&rlm في كل يوم سوف أغرس وردة
بيضاء فوق جبينها
ليضيء قلب الأمهات
إن ماتت الدنيا حرام أن نقول
بأن نبع الحب مات
قد علمتني الصبر في سفر النوارس&rlm..&rlm
علمتني العشق في دفء المدائن&rlm..&rlm
علمتني أن تاج المرء في نبل الصفات
أن الشجاعة أن أقاوم شح نفسي&rlm..&rlm
أن أقاوم خسة الغايات
بالأمس زارتني&rlm..&rlm وفوق وسادتي
تركت شريط الذكريات
كم قلت لي صبرا جميلا
إن ضوء الصبح آت
شاخت سنين العمر يا أمي
وقلبي حائر
مابين حلم لا يجيء&rlm..&rlm
وطيف حب&rlm..&rlm مات
وأفقت من نومي
دعوت الله أن يحمي
جميع الأمهات&rlm
أميالحبيبة وقفت عند حروف اسمك عاجزاً، تتهافت الكلمات فى صدرى تهزني العبرات، والقلب يهفو بالمحبة خافقاً متسارعَ النبضات، أمي الحبيبة يا ملاذي الآمن يا نبض قلبي، يا شفاءَ الروح يا نورَالحياة.
إنها أمي، أُناديها أمي بملءُ فمي أُناديها أمي وأنعم بحضنها، وأتمرغ بين قدميها، وأغفو، وأصحو وترعاني، وأسمع صوتها، فأناديها أمي فتجبني ھا أنا ذا، فداك قلبي، يا منيتي والمنى، أنت المقل، والجفن أنا، سأحميك حتى أستوفيها وأعليك فوق الوجن، إنها أمي أرضعتني منذ أتيت ضيفاً، غمرتني بحب وارفٍ أذهب عنيالحزن، لم أجد البؤس يوماً، وهي تدفعُ عني المحن، أنا ما زلت طفلاً، وإن شابت سنوني، أو دنيت للكفن، ها قد اشتعل الرأس شيباً، وأقف أمامها صبياً، عينها إن غبت عنها ترعني، بحنان وشجن، وقطوف الحب دانية، من قلب أمٍ لبنيها راعية، إن أناديها أمي، تجبني، أهلاً بمن في القلب سكن، إن قمت ليلي، ونهاري مدى الزمان، لن أوفيها حقها، ورضاها سعدي، سأصنها ما حييت، وأفديها بروحي والبدن.
يا أمي، يا زهرة في جوفي قد نبتت، أعرف كم تعبتِ من أجلي، وكم صرخةَ ألمٍ سببتها لكِ، أعرف أنني عشت في أحشائكِ، أكبرُ، وأكبرُ، وأعرف أنك لازلتي ترويني بتحناكِ، يا درة البصرِ، يا لذة النظر، يا نبضي، لكم ضمتني عيناكِ، واحتوتني يمناكِ، وكم أهديتي القٌبلَ من شهد شفتاكِ، لأرقد ملء أجفاني، وأرسم حلو أحلامي، وكم أتعبتِ من جسد ٍ، وكم أرّقتِ من جفنٍ، وكم ذرفتِ من دمعٍ لأهنأ وأعيش في أمنٍ، ويوم فرحتُ لا أنسى صدق بسماتك وتغاضيك عن آلامك، ويوم أروح لا أدري طريق العَوْدِ يا أمي، فلن أنسى خوف نبضاتك، ويوم أكون في نظرك، تضميني إلى صدرك، واسمع صوت أنفاسك، وألتف على أغصانك، أعيش نشوة العمرِ، بحسن البر وبالإحسان أوصاني، وجمعه بتوحيدٍ وإيمانِ.
أحن اليكِ إذا جن ليل، وشاركني فيك صبح جميل، أحن اليكِ صباحاً مساءً، وفي كل حين إليك أميل، أصبر عمري امتع طرفي بنظرة وجهك فيه أطيل، واهفو للقياك في كل حين، ومهما أقولهُ فيكِ قليل، على راحتي كم سهرت ليال، ولوعتي قلبك عندالرحيل، وفيض المشاعر منك تفيض، كما فاض دوماً علينا سهيل، جمعت الشمائل يا أم أنت، وحزت كمالاً علينا فضيل، إذا ما اعترتني خطوب عضام، عليها حنانكِ عندي السبيلُ، وحزني إذا سادَ بي لحظةً، عليهِ من الحبِّ منكِ أهيلُ، إذا ما افتقدتُ أبي برهةً، غدوتِ لعمريَ أنتِ المعيلُ، بفضلكِ أمي تزولُ الصعابُ، ودعواكِ أمي لقلبي سيلُ، حنانكِ أمي شفاءُ جروحي، وبلسمُ عمري وظليِ الظليلُ، لَعَمرٌكِ أميَ أنتِ الدّليلُ، إليك ِ يا نبض قلبي المُتعبْ، إليكِ يا شذى عمري، إليكِ أنت، كل عام وأنتِ في حياتي.