فيالصباحتزقزق العصافير معلنةً بداية يوم جديد مليءبالأمل والتفاؤل، وفي الصباح تشرق الشمس فتنشر بأشعتها الذهبية الدفء والضياء، وتداعب الأغصانَ نسماتُ الصباح العليل، والأجمل من هذا كله أن يتذكرك أحدهمبكلمات صباحيةتبعث في نفسك الحب والأمل والتفاؤل ليوم جديد، في هذا المقال جمعنا أجملالكلماتوالخواطر والأشعار فيالصباح الجميلترسلونها لمن تحبون.
كاتب هذه الأبيات هوابن زيدون، كان وزيراً وكاتباً وشاعراً في العصر الأندلسي، ولد في قرطبة، وكان معروفاً بحبولادة بنت المستكفي، برع ابن زيدون في الشعر والنثر، ومن أشعاره قصيدةهذا الصباح على سراك رقيبايتغزل فيها بمحبوبته في الصباح:
هَذا الصَباحُ عَلى سُراكِ رَقيبا
وَلَدَيكِ أَمثالَ النُجومِ قَلائِدٌ
لِيَنُب عَنِ الجَوزاءَ قُرطُكِ كُلَّما
وَإِذا الوِشاحُ تَعَرَّضَت أَثناؤُهُ
وَلَطالَما أَبدَيتِ إِذ حَيَّيتِنا
كاتب هذه القصيدة هو الشاعر الكبيرمحمود درويش، شاعرالمقاومة الفلسطينيةوأحد أهم الشعراء الفلسطينين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن المسلوب،سأمدح هذا الصباحهي قصيدة مختارة من أعماله مدح فيها الصباح:
سَأمْدَحُ هذَا الصَّباحَ الجَديد، سَأَنْسَى اللَّيَالَي، كُلَّ اللِّيَالي
وَأَمشِي إلَى وَرْدَةِ الجَار، أَخْطفُ مِنْهَا طَريقَتَهَا فِي الفَرَحْ
سَأقْطِفُ فَاكهَة الضَّوْء مِنْ شَجرٍ واقفٍ للْجَميعْ
سَأَمْلكُ وَقْتاً لأسْمَعَ لحن الزّفاف على ريشِ هذَا الحمامْ
سلامٌ على كُلِّ شَيْءٍ... شوارعُ كالنَّاس واقفةٌ بَيْن يوْمَيْن
لا تملك الأرْض غَيْرُ الطُّيوْر التي حَلَّقتْ فَوْقَ سَطْح الغناء،
ولا يَمْلك الطَّيْرَ غَيْرُ الفَضَاءِ المُعَلَّقِ فوق أَعَالي الشَّجَرْ
سلامٌ عَلَى نَوْمِ مَنْ يَمْلكُون من الوَقْتِ وَقتاَ لِكَيْ يَقْرأْوا.. وسلام على المُتْعبَينْ
أَفي مِثْلِ هَذَا الصَّبَاح القَويَّ تَقُولينَ لِي: سَأَعُودُ إلَى بَيْتِأْمِّي؟
أَفِي مِثْلِ هَذَا الصَّبَاح تُعِيدينَ قَلْبِي عَلَى طَبَقٍ مِنْ وَرَقْ؟
كاتب هذه القصيدة هو عبد الرحيم البيساني المعروفبالقاضي الفاضل، ولد في عسقلان، وهو أحد الأئمة الكتاب في العصر الأيوبي، عينه السلطانصلاح الدين الأيوبيوزيراً له، كتب هده القصيدة مستقبلاًالصباح الزائر:
زارَ الصَباحُ فَكَيفَ حالُكَ يا دُجى
رَأَتِ الغُصونُ قَوامَهُ فَتَأَوَّدَت
يا زائِري مِن بَعدِ يَأسٍ رُبَّما
أَتَرى الهِلالَ رَكِبتَ مِنهُ زَورَقاً
أَم زُرتَني وَمِنَ النُجومِ رَكائِبٌ
لَعِبَت جُفونُكَ بِالقُلوبِ وَحَبِّها
لا أَرتَجي إِلّاالكَرامَةَوَحدَها
تَتلو اللَيالي سورَةً مِن فَضلِكُم
نارانِ نارُ قِرىً وَنارُ وَقائِعٍ
باشَرتُ بِشرَكَ لا بِمِنَّةِ شافِعٍ
لا شيء أجمل من لحظات النقاء والهدوء، صوت العصافير الذي يخرج للأفق شيئاً فشيئاً، ومسامع الحياة التي بدأت بالظهور، لا شيء أجمل منالصباحوتدرج الصعود ليومٍ جديد، صباحٌ جميل على صوت العصافير ورائحةِ القهوة، وشيءٌ من التراتيل التي نعشقها، واستحضارٌ لما سيكون في اليوم من أعمال، واستجماع لكل معاني التفاؤل، والنشاط،والعمل، والاجتهاد، فالقهوة وقطعة الشوكلاتة ستؤدي أُكُلها حتماً، وسيكون لوجودها تأثير، وللعمل الجيد أثرٌ كبير.
من أراد أن يظفر بصباحٍ جميل، فما عليه إلّا أن يقرر بدء صباحه باكراً جداً، وأن يمدّ ذراعيه للشمس، وأن يفتح قلبه للحياة ويتأمل جمالها صباحاً، وأن يُقيم علاقة صداقة وطيدة بين قلبه وبين شمس الصباح الوادعة، وأن يُراقب السماء عندما يبدأ لونها الأزرق بالابتسام في وجه الصباح، وكأنّه ضيفٌ عزيز عاد بعد غياب.
الصباحعنوان التغيير، ومن لا يتأمّلُ فيه فلن يستطيع فَهم أسرارِه، ويكتمل مشهد الجمال فيه بمراقبة السماء وهي تُعانق الشمس بعد ذهاب الليل، كما يكتمل بسماع زقزقة العصافير، وارتشاف فنجان قهوة على وقعالموسيقى، واستنشاق عبير الورود، وإتاحة الفرصة للصباح بأن يقول كلمته، خصوصاً أن الصباحات الجميلة غالباً تصنع اليوم بأكمله، فمن بدأ صباحه بروح الفرح، فسينتهي يومه بنفس الروح.
في الصباح، تُطلُّ الشمسُ على استحياءٍ لتنشرَ أشعتها الذهبية على الملأ، وتعلنَ بداية يومٍ جديد مليءٍ بالأمل والتفاؤل، فالصباح حكاية يوميّة تبدأ في موعدٍ مع الشمس التي تُنير الأرض وتطرد عنها النوم والنعاس، وكأنّها توقظ الأشجار والورود والفراشات لتبدأ يومَها الطويل، فالصباحُ حكايةُ عشقٍ جميلة، وإعلانٌ للبدايات، ومَن تَفُوتُه مراقبةُ الصباح فقد فاتَه الكثير من النشاط والشغف والرزق، فلا شيء أجمل من إشراقة الصباح التي تبعث الهدوء في النفس، وتُبعد عنها اليأس، وكأنّ الصباح ينفض عن القلب هموم البارحة، ويستبدلها بالكثير من التفاؤل.
صباحك يختلف نوره،
تفتّح ورده وزهوره،
تبشر بالهنا طيوره،
صباح الخيروسروره.
صباحكحبٌوشهد وعنبر،
صباحك مسك وورد وأكثر،
صباحك بشرى لكل بعيدٍ، لكل غريب أضاع الطريق وتاه تعثر،
صباحك نورٌ وقلبي الشجي وهذا الزمان الشقي المكدر.
صباح يحمل في باطن سماه ألف أمنية،
صباح أستعيذ فِيه ربّي من كل ضُرّ،
وأسأله الخير، والتّوفيق، والنّجاح
في كل درب لي ولكم.
الصّباح دونك ظلام،
والصّمتفي عيونك كلام،
ولك منّي يا غالي ألف تحية وسلام.
صباح الخيرلعينيك الجميلتين،
لنظرتهما التي تشعرني بالطمأنينة،
لملامحي الموشومة بهما،
أتعلم يا حبيبي؟
إنني أحب أن أراني فيك كلما نظرت إليك.
صباح الخيرلشخصي المفضل،
ونجمي المركون بأيسر صدري،
حبيبي اليوم وكل يوم،
صباح الخير لك وحدك لأنك الخير كله،
أحبك.
صباح الخير،
لشخص يغنيني عن ألف شخص،
وعن ألف معنى،
وعن ألف حب،
ومن ثم صباح الخير للعالم.
هم ينتظرونشروق الشمسليبدأ صباحهم،
أما أنا أنتظر حديثك،
ليبدأ أجمل صباح طال انتظاره،
صباح الخير حبيبي.
صاحبة هذه القصيدة هيصباح الحكيم، شاعرة معاصرة مقيمة في فرنسا، صدرت لها مجموعة شعرية بعنواندموع الانتظار، وفي هذه القصيدة ترسل فيها رسالة صباحية للحبيب:
صباحك حبٌ وشهد وعنبر
صباحك مسك وورد وأكثر
صباحك بشرى لكل بعيدٍ
لكلغريب
أضاع الطريق وتاه تعثر
صباحك نورٌ
وقلبي الشجي
وهذا الزمان الشقي المكدر
صباحك للحزنِ
يشفي
مصابٌ
ويروي البراري إذا ما تصحر
...
صباحك غيثٌ وأنت الصفاءْ
وأنتَ السقاء وأنتَ الشفاءْ
لكلِ يئوسٍ تدر الأملْ
تموتُ بقربكَ كل العللْ
...
صباحك وجهٌ لهذاالزمان
إذا مال عنهُ يغيب الأمان
صباحك عيدٌ لكل جريح
إذا طافَ حولي
شجوني تطيح
فأبدو كوردٍ بحقلٍ فسيح
وألقاك طيفا ندياً مريح
إذا غاب عني جراحي تصيح
...
صباحك نجم بليلي تدلى
فقام الظلام تنحى وولى
وصار الضياء على كل ملقى
ودار الحنان لقلبي المعنى
صباحك لحنٌ لدربيالحزين
وصوتك وجدٌ لكلِ أنين
إذا قيل حرفٌ بهذا المكان
تفيض البوادي بشدو الحنان
فتنأى الجراح ويزهو الزمان
يصير الوجود لنا كالجنان
...
صباحك نبضٌ وأنت الحياة
صباحُكَ سلوى لكل غداة
وضوء الأماني لأمسي الفقيدْ
وأشعار عن الزمن مطلٌ بأفْقٍ بعيدْ
أدار الضياء فمال الظلام
فأيقظَ حلمي على راحتيهِ
وأضحى سواد الليالي بياضا
وغنى النخيل لشدو النسيم
.....
صباحُكَ منهُ تفوحُ العطورْ
صباحُكَ ضوءٌ لدربي الكئيبْ
وقلبي النديالنقيالرطيبْ
صباحكَ هذا الصباح الطهور
إذا ما تدنى رياضي تبور
....
صباحك شعرٌ وأنتَ بها
نبيذ الأغاني لروح الدنا
...
صباحك يا منيتي كالأغاني
إذا ما تغنى فؤادي يعاني
...
صباحكَ شهدٌ لا يتغير
لأنكَ أصل العبير المعطرْ
فعد كي نجدد طريقاً قديماً
لقد ضاع عمراً فلا تتأخر
إذا ما أتيت ستجفلروحي
وعين الليالي لأجلك تسهرْ
"