قد تصبح شركة فيسبوك الاجتماعية العملاقة لاعبًا هائلًا في الأسواق سريعة النمو للمدفوعات الرقمية والعملات الرقمية المشفرة عندما تدخل إلى كلا الساحتين العام المقبل، نظرًا لقاعدتها الهائلة من المستخدمين النشطين شهريًا في جميع الدول تقريبًا في جميع أنحاء العالم، فقد يصبح الفيسبوك على الفور منافسًا رئيسًا للبنوك ووسائل الدفع الأخرى مثل ماستركارد، حيث تخطط فيسبوك التي تمتلك أيضًا واتس آب و إنستغرام لإطلاق منصة الدفع الخاصة بها في حوالي 12 دولة بحلول الربع الأول من عام 2020 على الرغم من أن عملة فيسبوك المشفرة ستخضع للإختبار في وقت مبكر من هذا العام يمكن استخدامها بعدة طرق، وقد تصدر الفيسبوك على سبيل المثال العملة المشفرة كمكافأة لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بهم.
ليبرا هي العملة الرقمية المعتمدة التي تم اقتراحها من قبل شركة التواصل الاجتماعي الأمريكية فيسوك، وستتم إدارة المشروع والعملة والمعاملات في جمعية ليبرا والتي أسستها شركة كاليبرا الفرعية التابعة لـ فيسبوك و27 شركة أخرى تتمثل أنشطتها في عمليات الدفع والتكنولوجيا والاتصالات والتسوق عبر الإنترنت ورأس المال الاستثماري وشركات غير ربحية أخرى اعتبارًا من حزيران عام 2019، ولم يتم إصدار سوى رمز تجريبي أولي من عملة الفيسبوك الرقمية ومن المقرر أن يكون الإطلاق في عام 2020، وتم التأكيد من شركة فيسوك عند ظهور العملة المشفرة لأول مرة في آيار عام 2019، في هذا الوقت كانت تعرف باسم GlobalCoin، وتم الإعلان عنها رسميًا في حزيران عام 2019 ومن المتوقع إطلاق الإصدار الأول عام 2020.
ستعمل عملة فيسبوك المشفرة ليبرا على خلق قدر كبير من الجدل والتي يصفها البعض بأنها بداية نهاية عملات السيادية ويعتقد البعض الآخر أنها ستؤدي إلى جذب الناس إلى عالم العملة المشفرة مما يؤدي بهم إلى وضع ثقتهم في عملة التشفير الحقيقية بيتكوين، بينما آخرون قلقون بشأن التأثير على السياسة النقدية للبنوك المركزية وإمكانية أن يؤدي إلى إندلاع أزمة مالية أخرى، ويعتقد البعض أن هذا كله مبالغ فيه، فالعملات السيادية هي الأداة التي تقبل بها الحكومات الضرائب، ما لم تقبل الحكومات عملة ليبرا الفيسبوكية كبديل لعملاتها الخاصة سيحتاج الناس دائمًا إلى عملة ذات سيادة، فالحكومات ليست على وشك أن تختفي والضرائب تنتهي، وهذه العملة ليست من أنواع المدفوعات التي تهم الناس حقًا، وإلى أن يقبل الناس والشركات والمتاجر عملة ليبرا فإنها لا تملك أي فرصة على الإطلاق لاستبدال العملات السيادية، وهناك تحديات ومخاطر بخصوص فحص الهوية وكيفية تقليل مخاطر غسيل الأموال، وهذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها فيسبوك عن عملة افتراضية، فقد سبق وكشف عن عملة تمكن المستخدمين من شراء تطبيقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن فيسبوك أوقف المشروع بعد إطلاقه بسنتين بسبب فشله، والتحدي الأكبر هو فيما إذا كان الناس يثقون بمواقع التواصل الاجتماعي بشكلٍ كافٍ لتحويل أموالهم إلى عملة رقمية من خلاله.