الاسم: راي كروك
الجنسية: أمريكي من أصول تشيكية
تاريخ الميلاد: 5/10/1902
تاريخ الوفاة: 14/1/1984
اسم الشركة: سلسلة مطاعم “ماكدونالدز”
“لم أفشل، لقد عثرت على عشرة آلاف طريقة لا تنجح”؛ هكذا اعتاد أن يرسم طريق حياته من البداية، حتى وصل إلى أنحاء العالم، بوجه المهرج “ماكدونالدز” الذي نجح في غزو القلوب، بوجبات مميّزة، وسريعة أصبح معها “راي كروك”، وهو في الخمسين من العمر، علامة بارزة في عالم الاستثمارات، ونموذجًا يُحتذى به لكل إنسان يسعى لامتلاك مشروعه الخاص.
وُلد راي كروك في أوك بارك بالقرب من ولاية شيكاغو الأمريكية، في الخامس من أكتوبر عام 1902، لأبوين من التشيك، وعمل كسائق سيارة إسعاف في الصليب الأحمر، وهو في الخامسة عشرة من عمره فقط؛ وذلك أثناء الحرب العالمية الأولى.
اجتاز العديد من المحطات للعمل، وتطوّر من بائع أكواب ورقية، حتى بات عازفًا للبيانو، وعاشقًا لموسيقى الجاز، وعضو فرقة موسيقية.
عمل “راي”؛ في أحد مطاعم سلسلة “راي داميج” بالإقليم الأوسط الشمالي الشرقي؛ حيث التقى برجل عصامي يدعى “إيرل برينس”، الذي يمتلك ماكينة اخترعها لمزج المشروبات وصبها، ويبيع عليها “الميلك تشيك” في الولايات المتحدة الأمريكية، فأقنعه كروك باستخدام ماكينته للتجول بين المدن، والولايات لبيع الميلك تشيك، إلا أن مبيعات الماكينة بدأت بالانخفاض، بينما طلب الأخوان ماكدونالدز منه 8 آلات.
عند تعرفه على مطعمهما، انبهر من النظام المتبع فيه؛ حيث يخدم العميل نفسه؛ الأمر الذي لم يكن رائجًا في ذلك الوقت، وعرض عليهما التوسٌع في المطعم؛ حتى يصبح سلسلة كبيرة.
أخذ على عاتقه مسؤولية التوسع، وحاول التواصل مع والت ديزني، الذي بدوره تجاهل رسالته، إلا إنه لم يُحبط، وظل يراسل الشركاء، واقتنع بأنه يمكنه بيع الماكينات لكل مطعم جديد يفتتحه الأخوان بحق الامتياز.
قدّم كروك خدماته للأخوين ماكدونالد اللذين كانا يبحثان عن عميل جديد للفرنشايز بعد رحيل العميل بيل تانسي؛ بسبب ظروفه الصحية.
في عام 1955، أنشا كروك شركة أنظمة ماكدونالدز؛ التي تحولت إلى مؤسسة بأكملها بعد 5 سنوات فقط، وحصل بعدها على حق الامتياز التجاري “الفرنشايز”؛ وهو عبارة عن عقد تجاري بين طرفين يمنح الطرف الأول حق الفرنشايز للطرف الآخر مقابل نسبة من المبيعات، وينجم عن هذا التعاقد عمل تراخيص وتوكيلات تجارية لتوزيع منتجات الشركة.
اشترى كروك الشركة عام 1961، مقابل 2.7 مليون دولار، وكان اتفاقًا بمثابة تسوية، ولكنه منقسم بين الأطراف؛ لأن كروك أصر على عدم تقديم رسم الفرنشايز للمستثمرين الذين جمعهم ليموّل صفقته.
لم يكن كروك يحصل على كثير من الأرباح، بسبب تعاقده بالفرنشايز؛ حيث كان يحصل على 1.9% من إجمالي المبيعات، بينما ذهبت نصف هذه النسبة إلى الأخوين ماكدونالدز في السنة الأولى.
قابل “هاري سونينبورن”؛ عبقري عالم المال والأعمال، وشرح له كيفية جني الأرباح، ونصحه بأن يدخل في مجال آخر إلى جانب بيع البرجر، فأسس شركة عقارية لبيع وتأجير الأراضي، وأصبح يؤجر الأراضي لمن يريد الحصول على حق الفرنشايز من سلسلة مطاعم ماكدونالدز؛ فكان المستأجرون إما أن يدفعوا الإيجار، أو نسبة 1.9% من إجمالي المبيعات.
أبقى كروك على خط التجميع “نظام الخدمة السريع”، لتحضير البرجر، الذي أسسه الأخوان ماكدونالد في 1948، كما وحّد المعايير؛ لضمان الحصول على نفس طعم البرجر في نيويورك أو طوكيو.
ووضع قواعد صارمة لكيفية إعداد الطعام ليتبعها ممنوحو الفرنشايز، تشمل أحجام القطع، وأساليب الطهي وأوقاته، والتغليف، ولكن في النهاية، ملَّ كروك من عدم رغبة الأخوين في الاستمرار سوى بعددٍ قليل من المطاعم.
نهضت سلسلة المطاعم، حتى وصلت إلى أكثر من 500 مطعم، عام 1963، يُقدم فيه أكثر من مليار ساندويتش وشطيرة، بينما حملت الشعار ذاته الذي يضم صورة المهرج الشهير “رونالد ماكدونالدز”؛ حيث كان يروج للسلسلة في حملة تسويقية كبيرة، وظهر على شاشة التليفزيون للمرة الأولى عام 1965، واستطاع أن يحقق شهرة واسعة خلال 6 سنوات.
وضع راي، خطة مبتكرة في إدارة المطاعم، فكان يضع الوزن اللازم لكل شريحة للبرجر، ومقاس كل شريحة من البطاطس، كما وضع المقدار المناسب للكاتشب، والخردل، وشرائح البصل التي يجب تقديمها للزبائن، فيما أشرف على كيفية تنظيف المطعم؛ الأمر الذي يعتبر سرًا من أسرار نجاحه الكبير في الإدارة.
عُرف عنه اهتمامه بأجواء العمل، فقد كان يفكّر في التفاصيل الدقيقة كافة، من أجل الوصول إلى القمة والعالمية، وأنشأ مركزًا للتدريب على طريقة إدارة المطاعم الشهيرة، وعقب نجاح المركز، أصبح اسمه “جامعة البرجر”، التي تعطي درجة علمية في علوم البرجر، والبطاطس الفرنسية.
طرح كروك أسهم شركته في البورصة عام 1965، لتكون أول شركة تعمل في مجال الوجبات السريعة تطرح أسمهما بالبورصة الأمريكية؛ نتيجة لكثرة النجاحات المتواصلة، الأمر الذي ساعده في الحصول على سيولة مالية كبيرة، ساهمت في استمرارية التوسٌع والانتشار؛ حيث بلغ سعر السهم الواحد 22 دولارًا، ووصل إلى 49 دولارًا بعد أسابيع قليلة.
بدأ راي التوسُع خارج الولايات المتحدة الأمريكية عام 1972؛ حيث كانت البداية في إنجلترا، ثم انتقل إلى باقي الدول، وفي عام 1968، أوكل مهامه اليومية إلى “فريد تيرنر”؛ حتى يتمكن من البحث عن فرص استثمارية كبيرة، وتفرّغ للسفر إلى الخارج؛ لمتابعة سير العمل بنفسه.
دعمت مؤسسة كروك أبحاثًا لعلاج الكحولية، ومرض السكري، وتم إنشاء مؤسسة رونالد ماكدونالد الخيرية. وكان راي متبرعًا أساسيًا لمدرسة الطب في دارتموث.
وفي عام 1974، أقدم كروك على شراء سان دييجو بادرس، رغم ولعه بالبرجر أكثر من البيسبول، التي تعتبر الرياضة الأولى بالولايات المتحدة الأمريكية.
أُصيب كروك بسكتة دماغية عام 1979، في السابعة والسبعين من العمر، ووجّهه الأطباء لمتابعة العلاج، ولكنه رحل في الرابع عشر من يناير عام 1984، عن عمر يناهز 81 عامًا، داخل أحد مستشفيات كاليفورنيا؛ بسبب قصور في القلب.
1. عمر النجاح: لا يقف رائد الأعمال عند عائق العمر، فأكبر المستثمرين في العالم تمكنوا من تحقيق النجاح الباهر في حياتهم العملية، واستطاعوا أن يُطوّروا من أنفسهم في سن متقدمة.
2. متابعة العمل بدقة: اعتاد كروك أن يتابع العمل بدقة؛ الأمر الذي انعكس على وحدة سلسلة ماكدونالدز، حول العالم.
3. سياسة تحقيق الأرباح: يجب أن يتعلّم رائد الأعمال سياسة تحقيق الأرباح، حال اعتماده على حق الفرنشايز.