معلومات عن المشروع الجانبي الذى حقق 51 ألف دولار في شهرين

الكاتب: وسام ونوس -
معلومات عن المشروع الجانبي الذى حقق 51 ألف دولار في شهرين

 

 

معلومات عن المشروع الجانبي الذى حقق 51 ألف دولار في شهرين

 

ثلاثة شباب خطرت لهم فكرة مشروع جانبي فقرروا تنفيذها بأقل التكاليف على سبيل التجربة، مع نشرهم لكل تفاصيل تجربتهم لكي يستفيد منها من يريد تجربة تنفيذ فكرة مماثلة
 

تعريف بالفرسان

بداية، أبطال قصتنا اليوم ثلاثة شباب، مارشال هاز Marshall Haas الأمريكي وهو عصامي بدأ عدة مشاريع منها ما نجح وربح، ومنها ما ينتظر، يشاركه دور البطولة جون ويتلي Jon Wheatly الانجليزي، مسؤول الانتاج، وثالثهما الأمريكي ديفيد مايرز David Myers خبير التصميم. ماذا يجمع ما بين الثلاثة؟ العصامية وحب تجربة المشاريع الجديدة.
 

منبع فكرة المشروع الجانبي

كان الثلاثي مولعين باستخدام صور الوجوه الضاحكة أو ما نسميه ايموجي أو Emoji وخاصة وجه القمر في مراسالاتهم، ومن باب الدعابة قرروا طبع صورة كبيرهم مارشال على وجه قمر، ومن دعابة لأخرى تسائلوا لماذا لا تجد أقنعة وجوه هزلية ضاحكة مثل صور ايموجي يمكن شراؤها، ومن هنا جاء الإلهام بملء هذا الفراغ وصنع أقنعة إيموجي بلاستيكية وطرحها للشراء.
 

شهران حتى موعد الهالووين

للأمريكيين عادات غريبة كثيرة، منها احتفالهم الغريب بيوم الهالووين، حيث يرتدون فيه أقنعة وأزياء مخيفة ومرعبة وهزلية، ولذا كان التفكير الأولي للثلاثي هو تصنيع هذه الأقنعة وبيعها وتسليمها للمشترين قبل موسم الهالووين، ما يعني أنه كان لديهم ساعة قرروا تنفيذ فكرتهم 60 يوما للانتهاء من كل شيء: العثور على مصنع أقنعة، تصنيع الأقنعة، شحنها لمخزنهم، التقاط صور عالية الجودة للتسويق للأقنعة، تصميم متجر إلكتروني على شوبيفاي Shopify ثم التسويق له وكل هذه الأمور.
 

البداية مع علي بابا

أول خطوة كانت الدخول على موقع علي بابا للبحث عن مصانع أقنعة وعمل قائمة بالمصانع المقترحة، ومن ثم إرسال شرح وافي للمنتج المطلوب صنعه، وتحليل ردودهم. لأن الوقت كان ضيقا، اختار الفريق ألا ينتظروا شحن نماذج أولية من الأقنعة لهم، واضطروا للاعتماد على الصور التي يلتقطها العاملون في المصنع. وقع الاختيار على مصنع بناء على صور أقنعة سبق له صنعها، والذي شرع في تصنيع نموذج أولي وبعد إنتاجه قام المصنع بإرسال صور لهذا النموذج. بناء على نصيحة المصنع، تم تصغير مقاسات النموذج الأولي لأنه وفقا لرؤية العاملين في المصنع، كان القناع كبيرا جدا على الوجه.
 

خمسة نماذج / طرازات من المنتج

بعد تصحيح المقاسات، شرع الثلاثي في تصميم 5 أقنعة، وأرسلوها للمصنع الذي احتاج لبضعة أيام حتى أرسل لهم صور نماذج من هذه الأقنعة الخمسة. بعدها جاء وقت تحديد العدد المطلوب تصنيعه من كل قناع، واستقر رأي الثلاثي على المغامرة النسبية، واختاروا تصنيع إجمالي 5 آلاف قناع، أو ألف قناع من كل تصميم. هذه الكمية احتاجت من المصنع إلى 15 يوما لصنعها يليها 7 أيام لشحنها من الصين إلى أمريكا. لأن الأقنعة كانت خفيفة الوزن صغيرة الحجم، استقر الرأي على شحنها سريعا بالطيران.
 
 

صنع العلامة التجارية والشعار

بعدما شرع المصنع في التصنيع، بدأ العمل على تصميم الشعار، وكانت البداية بالبحث عن اسم نطاق للموقع، وكانت المفاجأة السعيدة أن اسمي emojimasks و emojimask متوفرين، وبسرعة تم حجزهما، واستقر الرأي على استخدام هذين الاسمين كشعار وكاسم للموقع. كان للثلاثي صديق فنان، أرسلوا له رسما كروكيا لتخيلهم لشكل الشعار، وبعدها توفر لهم الشعار المرسوم (اللوجو).
 
 

وصول الأقنعة

ثم وصلت الأقنعة بعد الانتهاء من صنعها وشحنها من الصين، ورغم الترقب إلا أن جودة الأقنعة كانت أقل من المتوقع. بداية كان سُمك القناع أقل من المطلوب، وكان الخيط المستخدم لربط القناع على الرأس أقصر من أن يكفي لرأس الانسان الراشد (فرق المقاسات الصينية من المقاسات العالمية!) ونتج عن هذا القصر أن القناع كان يدور على رأس مرتديه بعد فترة قصيرة من الاستخدام. لم يكن للعيب الأول من حل، إلا أن العيب الثاني أمكن حله بإضافة خيط ثاني أطول يناسب الرؤوس الكبيرة، ويعمل على تثبيت القناع ومنعه من الدوران مع الاستخدام.
 
 

تعديل الخطة أثناء التنفيذ

كان سعر البيع المفترض لكل قناع ما بين 10 إلى 12 دولار، إلا أن السماكة الأقل من المتوقع جعلتهم يهبطون بهذا السعر إلى 5 دولار. الآن جاء دور الاشتراك في موقع شوبيفاي للمتاجر الإلكترونية وشراء قالب مناسب للموقع الجديد. بعد الانتهاء من هذه الخطوة، حان دور التقاط صور احترافية لكل قناع لعرضها على المتجر الإلكتروني.
 

تردد وتراجع ثم إقدام

في ليلة التقاط الصور للأقنعة، وبعد خيبة الأمل النسبية بسبب الفجوة ما بين توقعاتهم لجودة الأقنعة وبين الحالة الفعلية لها، بدأ الثلاثي تراوده بعض الشكوك حول جدوى نجاح المشروع، ولذا بدأت تراودهم أفكار مثل بيع الموقع على حاله بمخزون الأقنعة مقابل 5 آلاف دولار، خاصة وأن الثلاثي لديهم مشاريع أخرى يعملون عليها وتحتاج منهم الوقت والتركيز. لتجنب اتخاذ قرار متعجل ثم الندم عليه، قرر الثلاثي الانتظار لصبيحة اليوم التالي، وفيها شرعوا في رفع الصور إلى متجرهم الإلكتروني، وهناك حيث اكتشفوا جمال الصور التي رفعوها، وبسببها قرروا الاستمرار في هذا المشروع.
 

إطلاق المشروع

كان يوم الخميس 16 أكتوبر 2014 (أو 15 يوما قبل موعد الهالووين) تاريخ إطلاق الموقع، وفي فجر هذا اليوم، قرر جون الإعلان عن المتجر في موقع producthunt.com الذي هو عضو فيه، وبعدما انتهى من إدراج رابط المتجر مع شرح وجيز له، عاد للنوم. ما بين التاسعة والعاشرة صباحا، وصل الثلاثي لمقر مكتبهم وبدؤوا قراءة بريدهم الإلكتروني، وكانت المفاجأة السارة، أقنعة إيموجي هي الأولى في موقع ProductHunt بفضل تفضيلات مستخدمي الموقع، وكان 20 قناعا قد تم بيعها بالفعل.
 
دون أن أطيل عليك، انتهى اليوم الأول بمبيعات تخطت 5 آلاف دولار. في اليوم الثاني تراجعت المبيعات واستمرت كذلك في اليوم الثالث، وأما في اليوم الرابع، فعادت المبيعات لجنونها!
 

مبيعات خرافية

حين وصل الثلاثي لمكاتبهم في صبيحة اليوم الرابع، وجدوا مبيعات خرافية تحققت، وبتتبع مصدرها، وجدوا موقع هافينجتون بوست قد كتب مقالة عن الأقنعة الضاحكة، ومنه التقطتها مواقع شهيرة كثيرة (حتى أن مدونة شبايك كتبت عنها، بعدها بعام!). مبيعات اليوم الرابع كانت أكثر من 10 آلاف دولار! كان الأمر مثل الحلم الجميل، إلا أن نفاد المخزون (بسبب بيعه كله) اضطر الثلاثي لرفض هذا الإقبال الخرافي من المشترين، ورغم عرض الموقع لقبول الحجز المسبق للشحنة الثانية من الأقنعة والمتوقع تسليمها بعد شهر أو يزيد، إلا أن هذا التأخير الاضطراري في التسليم كان كافيا لتوقف المبيعات.
 

التعبئة والشحن وطبع العناوين والاستعانة بالخبير

يقول المثل: ذهبت السكرة وجاءت العبرة، فبعد بيع المخزون كله، جاء وقت تجهيز كل شيء لشحن الأقنعة للمشترين. طبعا لم يكن أحد يتخيل هذا الإقبال الشديد، ولذا كان التفكير المبدئي أن يقوم الثلاثي بعمل كل شيء لازم للشحن، من تجهيز الكراتين ووضع الأقنعة ثم طباعة عنوان كل مشتري ثم تسليمها لشركة الشحن. مع وصول طلبات الشراء الأولى، بدأ العمل على الشحن، إلا أن جون كان مرتبطا بسفر فلم يشترك مع صديقيه منذ البداية، واللذان شرعا في تجهيز كل شيء والعمل خلال العطلة الأسبوعية.
 
 
خرجت الأمور عن نطاقها، فالكراتين والصناديق بدأت تتراكم، ورغم المجهود الجبار المبذول يوما بعد يوم، لكن الثلاثي اكتشف أن قدرتهم هي الانتهاء من 30 طلبا في اليوم، في حين كان يردهم 60 طلب شراء في اليوم، ما يعني أنهم متأخرين بمقدار 30 طلبا تراكميا يوميا. هذا الاكتشاف استدعى اتخاذ قرارات طارئة لحل هذه المشكلة، والتي تمثلت في طلب المساعدة من شركة الشحن وقبول التكلفة الإضافية مقابل تلك المساعدة. هذه المساعدة الخارجية والاحترافية أنقذت الموقف وبدأت آلاف الشحنات تخرج إلى أصحابها، أو هكذا كان الظن!
 

خطأ صغير لكن كبير

ما أن بدأت الشحنات تخرج، حتى بدأت رسائل شكاوى العملاء تصل، تشكو من أن العناوين المطبوعة على الصناديق خاطئة. بتحري الأمر، تبين أن متجر شوبيفاي يوفر قاعدة بيانات للمشترين، لا تتوافق مع نظام عمل شركة الشحن التي يتعامل معها الثلاثي، الأمر الذي اضطر معه الثلاثي لاستخراج العناوين بشكل يدوي ثم تصديرها لنظام شركة الشحن. هذا التدخل نتج عنه خطأ بشري صغير، ذلك أن العناوين المطبوعة كانت عناوين الفواتيرBilling Address لا عناوين الشحن Shipping Address.
 

الأخطاء تقع تقريبا في كل مشروع جانبي

شعر الثلاثي بخيبة أمل فظيعة، كيف يقعون في مثل هذا الخطأ، لكن من لطف الله بهم أنهم اكتشفوا أن العناوين المختلفة تبلغ ما يزيد عن 100 عنوان فقط، في حين أن بقية العناوين متماثلة وهو ما قلل من فداحة الخطأ. بسرعة كتب الثلاثي رسائل اعتذار وخاطبوا شركة الشحن لتحويل تلك الشحنات إلى وجهاتها الصحيحة مع تحمل التكاليف، كما عرضوا رد المال لكل من تعرض لهذا الخطأ. بعد حل كل هذه المشاكل، جاء وقت إدخال التعديلات على التصميمات الأولية للأقنعة، وهذه المرة قرر الثلاثي الحصول على نماذج أولية من المصنع في الصين قبل طلب كميات كبيرة.
 

حساب الأرقام

خلال 60 يوما، كان إجمالي الدخل المتحقق 51.365 دولار، من 2.542 طلب شراء، أما إجمالي التكلفة فكانت 3.609 دولار، منها 3.213 دولار تكلفة تصنيع وشحن الأقنعة، وأما العائد المفقود والذي كان يمكن تحقيقه لولا نفاد المخزون فكان 9.220 دولار بناء على حساب طلبات الشراء التي تم إلغائها لعدم رغبة المشترين في الانتظار حتى الانتهاء من تصنيع وشحن الدفعة الثانية من الأقنعة.
 

الربح الحقيقي

ربما جاء قارئ ما وقال هذا ربح قليل، وهي وجهة نظر سديدة، ذلك أن الربح الحقيقي كان في الشهرة الإعلامية التي حصل عليها هذا الفريق، ومعرفة قطاع كبير من العملاء بهم وبمشاريعهم الأخرى، مما ساهم حتما في زيادة مبيعات بقية مشاريعهم، وحتما أيضا سيساعد في نجاح مشاريعهم المستقبلية، وهذا في رأيي المتواضع الربح الفعلي الكبير لمشروع مثل هذا.
 

بحق كل ما هو مقدس وغالي ونفيس

أريد منك ألا ترسل لي أنك نفذت كل الخطوات السابقة وأنك لم تبع أي قناع بعدها، وأني بائع أوهام وأن الواقع العربي كئيب لا يساعد على نجاح مشاريع مثل هذه. إذا أردت الاكتئاب والمزيد منه فأنصحك بمتابعة مواقع الأخبار لا مدونتي. أنا أبحث عن مواضيع مثل هذه لتبسيط الأمور على الراغب في تنفيذ مشاريع مماثلة، وإذا كنت لا أكتب عن نماذج عربية مماثلة فهذا في الأغلب لأن العربي بطبيعته كتوم يحب السرية ولا يطلع الغير على تفاصيل مشاريعه (إلا من رحم ربي بالطبع) ولذا قبل أن تلوم علي أو ترى أن فشل مشروعك أنا السبب فيه أو أني ورطتك أو غررت بك، اعلم أني فقط أعطيك الفكرة، وأنت يا طيب عليك دور كبير في البحث عن معلومات أكثر، والتعرف على طبيعة سوقك وطبيعة الفئة المستهدفة من عملائك، وعليك أن توقن أن تنفيذ أفكار الغير كما هي دون تعديل أو تغيير لن يأتي بأي خير، وأنا هنا أشرح طريقة صيد السمك ولا أبيع السمك، ولذا عليك يقع عبء كبير من البحث والتفكير قبل شروعك في تنفيذ مشروعك الجانبي.
 
رغم ذلك
 
 من يشاركني الرأي بأن تنفيذ فكرة مثل هذه في العالم العربي ربما نجحت في تغطية مصاريفها وتحقيق ربح – بالطبع أقل من صاحبنا الأمريكي – لكنه ربح لا بأس به، والسؤال الأهم، من سيسارع ويفعلها؟ كذلك، هل ساهمت هذه التدوينة في جعلك تقترب من تنفيذك لمشروعك الجانبي؟ أخبرنا المزيد يا طيب وأضف بعضا من التفاؤل لتعليقات المعلقين.
 
شارك المقالة:
580 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook