بحكم تزايد سكان العالم الملحوظ، يزداد الطلب العالمي على النفط وفقًا لإحصائيات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، حيث قادت الولايات المتحدة العالم في الاستهلاك العالمي للنفط، فيتم استهلاك أكثر من 18 مليون برميل 42 جالون يوميًا في جميع أنحاء البلاد، والطلب على النفط هو الأعلى في البلدان المتقدمة، حيث تتخلف الصين واليابان والهند عن الولايات المتحدة في استهلاك واحتياطيات النفط، تؤثر القدرة على توفير النفط للطلب العالمي على أسعار النفط، وهذا ما يُفسر سبب الأسئلة المطروحة حول بماذا تتأثر أسعار النفط، وهذا ما سيُجيب عليه هذا المقال.[١]
قبل الإجابة عن سؤال بماذا تتأثر أسعار النفط، يجب الإشارة إلى أن إمدادات العالم من النفط تتركز حول قدرة الاحتياطيات في صورة الإمداد المتاحة، حيث يتم التعبير عن احتياطي النفط في أغلب الأحيان من حيث "الاحتياطيات المؤكدة" والاحتياطيات المؤكدة هي كميات متوقعة من النفط، ويتم تحديدها من خلال التحليلات التي أجراها الجيولوجيون والمهندسون والتي يمكن استخراجها بدرجة عالية من النجاح باستخدام الأساليب الحالية، ويمكن زيادة إمكانيات الاحتياطيات المؤكدة من خلال التقدم التكنولوجي واستكشاف مواقع الإمدادات فضلًا عن الظروف الاقتصادية التي تفضل إنتاج النفط.
عندما تصبح سلعة مفيدة مثل النفط نادرة يكون هناك دائمًا كلفة على الاقتصاد تمامًا، كما ستكون هناك فائدة للاقتصاد إذا تم اكتشاف شكلًا غير محدود من الطاقة، وذلك لأن قيمة الاقتصاد تقاس تقريبًا بقيمة السلع والخدمات التي ينتجها باستثناء أي تدبير غير متوقع للحد من المعروض من النفط فإن أسعار النفط لن تنخفض فجأة، وهذا يعني أن أسعار البترول لن يرتفع بشكل مفاجئ.
لم تشهد فترة سبعينيات القرن الماضي انخفاضًا مفاجئًا في كمية النفط في السوق العالمية، بسبب قيام مجموعة من الدول المنتجة للنفط بتخفيض الإنتاج عن عمد بهدف رفع السعر العالمي، هذا مختلف تمامًا عن الانخفاض الطبيعي البطيء في المعروض من النفط بسبب النضوب، وعلى عكس السبعينات لا ينبغي أن يتم توقع رؤية زيادة كبيرة في أسعار النفط بين عشية وضحاها، وهذا على افتراض أن الحكومة لا تحاول إصلاح مشكلة انخفاض إمدادات النفط عن طريق التقنين، وإذا سمح للأسواق بالعمل بحرية فإن مخزون النفط لن ينفد أبدًا بالمعنى المادي، فان التغييرات في أنماط المستهلك وظهور تقنية جديدة مدفوعة بالزيادات في أسعار النفط ستمنع إمدادات النفط من النفاد ماديًا.
الإجابة على سؤال بماذا تتأثر أسعار النفط يتم التوصل إليها عن طريق التجار، حيث يتم التحكم في أسعار النفط من قبل التجار الذين يقدمون عقود النفط الآجلة في سوق السلع، لهذا السبب تتغير أسعار النفط يوميًا، كل هذا يتوقف على تداول ذلك اليوم، يمكن لعوامل أخرى أن تؤثر على قرارات المتداولين وتشمل هذه الجهات المؤثرة الحكومة الأمريكية ومنظمة الدول المصدرة للنفط، وتعتبر عقودالنفط الآجلة هي اتفاقيات لشراء أو بيع النفط في تاريخ محدد في المستقبل بسعر متفق عليه ويتم تنفيذها على أرضية بورصة السلع من قبل التجار، وهنالك ثلاثة عوامل تؤثر في تحديد أسعار النفط:
تمتلك أوبك إمدادات محدودة من صادرات النفط العالمي، لكن إنتاج الغاز الصخري والنفط الصخري تضاعف وخلق ذلك وفرة نفطية، وقد أظهرت توقعات أسعار النفط مثل هذا التقلب في الأسعار بسبب التغيرات في المعروض من النفط وتصرفات أوبك والطلب العالمي.
هذا يعتمد على احتياطيات النفط ويشمل ما هو متاح في مصافي التكرير في احتياطيات البترول الاستراتيجية، ويمكن الوصول إلى هذه الاحتياطيات بسهولة بالغة لزيادة المعروض من النفط إذا كانت الأسعار مرتفعة.
يتم توفير هذه التقديرات شهريًا حيث يرتفع الطلب خلال موسم العطلة الصيفية، للتنبؤ بالطلب يتم استخدام توقعات السفر لتحديد استخدام البنزين المحتمل، وخلال فصل الشتاء يتم استخدام توقعات الطقس لتحديد الاستخدام المحتمل لزيت التدفئة في المنزل.
العربية
