تعتبر الأزمة الاقتصادية العالمية أكبر أزمة اقتصادية حدثت في تاريخ الاقتصاد الحديث، بعد أن كانت أزمة الكساد العالمي التي حدثت في عام 1929 هي الأكبر، ولم تكن الأزمة الاقتصادية العالمية وليدة الصدفة، بل كانت نتيجة مجموعة من الأسباب والتراكمات التي انفجرت لتُسفر عن كارثة اقتصادية عالمية وقعت بين عامي 2008 و2009، ومن أبرز أسباب الأزمة الاقتصادية العالمية ما يأتي:
بدأت مشكلة انهيار النظام المصرفي تتشكل في سبعينيات القرن الماضي، حيث ظهرت مجموعة من القوانين التي كانت تهدف إلى التنمية المجتمعية، ومن خلال هذه القوانين تم إجبار البنوك على تخفيض حجم المطالبات الائتمانية على المستهلكين الذين تتسم مداخيلهم بالانخفاض النسبي، الأمر الذي أدى إلى زيادة الطلب على قروض الرهن العقاري، وأدخلَ النظام المصرفي في حالة من الاختناق ما أدى إلى انهيار العديد من البنوك، ومن أبرز البنوك التي تعرضت للانهيار بنكي: ليمان براذرز وبير ستيرنز، بالإضافة إلى ما يقارب 450 بنكًا خلال 5 سنوات فقط، بالإضافة إلى العديد من البنوك الأخرى التي كانت على حافة الهاوية.
أدت مشكلة الركود الاقتصادي إلى خفض سعر الفائدة على العقارات، الأمر الذي أدى إلى زيادة الاقبال عليها والتوسع في عمليات الرهن العقاري، والذي ساهم بشكل كبير في انتعاش قطاع الإسكانات، ورفع أسعار العقارات، وفي ظل كل هذه الأحداث قامت مجموعة من البنوك الاستثمارية بالدخول في سوق العقارات الثانوية لتبحث عن أرباح سهلة التحقيق، ولأن الملاءة المالية للقروض العقارية الصغيرة أقل مقارنة بالقروض العقارية الكبيرة فإن ذلك أدى إلى زيادة المخاطر، ومع وجود حالة من التراكمات في القروض والرهن العقاري فإن ذلك أدى إلى عجز المقترضين عن السداد، وأصبح الاستثمار في القطاع العقاري أشبه بالفقاعة التي انفجرت وتلاشت في الهواء، الأمر الذي ترتب عليه حدوث انخفاض حاد في أسعار العقارات وارتفاع الدين العام بشكل كبير.
أثرت الأزمة الاقتصادية العالمية بشكل كبير على الحياة الاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يقف تأثير هذه الأزمة على الاقتصاد الأمريكي وحده، بل انتشرت عدوى الأزمة الاقتصادية العالمية إلى العديد من دول العالم بسبب ارتباطها بالاقتصاد الأمريكي وتفاعلها معه، وفيما يأتي أبرز نتائج الأزمة الاقتصادية العالمية: