تُعرَّف أمراض المناعة الذاتيَّة (بالإنجليزية: Autoimmune diseases) على أنَّها الأمراض الناجمة عن مهاجمةالجهاز المناعيلخلايا وأنسجة الجسم السليمة بشكلٍ غير طبيعي وعلى أنَّها أجسام غريبة، وهو على النقيض من وظيفة الجهاز المناعي السليم الطبيعيَّة المتمثِّلة بحماية الجسم من العناصر الغريبة والممرضة، ولم يتمكَّن العلماء حتى الآن من تحديد المسبِّب الرئيسي لأمراض المناعة الذاتيَّة، إلا أنَّ فرط نشاط الجهاز المناعي وإنتاجهللأجسام المضادَّة(بالإنجليزية: Antibodies) نتيجة التعرُّض لمحفِّز مجهول قد يؤدِّي إلى مهاجمة أنسجة الجسم السليمة عوضاً عن مهاجمة الأجسام الغريبة المحفِّزة لها، كما يرتفع خطر الإصابة بهذهالأمراضفي حال وجود تاريخ عائلي للإصابة بها، وقد تؤثِّر أمراض المناعة الذاتيَّة في أيٍّ من أجزاء الجسم المختلفة،ومنها:الدماغ، والقلب، والجلد، والعينان، والأعصاب، والعضلات، والمفاصل، والرئتان، والكلى، والغدد، والأوعية الدمويَّة،والجهاز الهضمي،فقد تم إلى الآن اكتشاف ما يزيد عن 100 نوع من أمراض المناعة الذاتيَّة التي قد تصيب الإنسان.
ونتيجة تشابه أعراض العديد من أمراض المناعة الذاتيَّة فقد يصعب على الطبيب تشخيص الإصابة بهذه الأمراض أو التفريق في ما بينها لتحديد نوع المرض، وهذا بدوره قد يؤدِّي إلى إجهاد وإحباط الشخص المصاب أيضاً، وتتميَّز بعض أمراض المناعة الذاتيَّة بأنَّها قد تأتي على شكل هبَّات من الأعراض التي تليها فترات من الفتور واختفاء الأعراض، وتتمثَّل الأعراض الأولى من أمراض المناعة الذاتيَّة بالشعور بالتعب والإعياء وارتفاع بسيط فيدرجة حرارة الجسموألم العضلات، بالإضافة إلى الالتهاب الذي يُعدُّ العلامة الأساسيَّة التي تصاحب معظم أمراض المناعة الذاتيَّة، والذي يكون مصحوباً بالانتفاخ والألم والاحمرار والحرارة في المنطقة المتأثِّرة، أما بالنسبة لعلاج أمراض المناعة الذاتيَّة فيعتمد بشكلٍ رئيسي على نوع المرض، وفي الغالب يهدف إلى الحدِّ من الالتهاب المصاحب للمرض، كما قد يصف الطبيب أدويةالكورتيكوستيرويد(بالإنجليزية: Corticosteroids) أو بعض الأدوية الأخرى للمساعدة على كبح الاستجابة المناعيَّة في بعض الحالات.
يُعرَّفالتهاب المفاصل الروماتويدي(بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis) على أنَّه أحد الأمراض الالتهابيَّة المزمنة التي تؤثِّر في المفاصل بشكلٍ رئيسي، إذ يؤثِّر هذا المرض في الجزء المبطِّنللمفاصلممَّا يؤدِّي إلى حدوث انتفاخ مؤلم فيه، والذي قد يؤدِّي بدوره إلى حدوث تشوُّه في المفاصل وتآكل في العظام المحيطة بها، وقد يمتدُّ تأثير مرض التهاب المفاصل الروماتويدي إلى أجزاء أخرى من الجسم في بعض الحالات، مثل الرئتين والقلب والجلد والعينين والأوعية الدمويَّة، وذلك ناجم عن الالتهاب المزمن المصاحب للمرض في العادة، ومن الجدير بالذكر أنَّه على الرغم من أنَّ الحالات الشديدة من التهاب المفاصل الروماتويدي قد تؤدِّي إلى تشوُّهات أو عجز جسدي لدى الشخص المصاب، إلا أنَّ العلاجات الجديدة والمتطوِّرة ساهمت في السيطرة على المرض ومنع تطوُّره إلى مراحل متقدِّمة في العديد من الحالات.
تُعدُّالصدفيَّة(بالإنجليزية: Psoriasis) من أمراض المناعة الذاتيَّة التي تصيب الجلد وتسبِّب ظهور بقع حمراء ومنتفخة ومتقشِّرة على الجلد، والتي غالباً ما تؤثِّر في مناطق محدَّدة من الجلد مثل فروة الرأس والركبتين والمرفقين، إلا أنَّها قد تصيب أجزاء الجلد المختلفة أيضاً، ومن الجدير بالذكر أنَّ الصدفيَّة تصيب الطبقة الخارجيَّة من الجلد في الغالب، وقد يعاني بعض الأشخاص من شعور بالحكَّة والألم أو الوخز والحرق في المنطقة المصابة من الجلد، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ مرض الصدفيَّة من الأمراض غير المعدية، كما أنَّ الآفات الجلديَّة التي قد تظهر نتيجة الإصابة بالمرض غير معدية أيضاً، ويصيب المرض النساء والرجال على حدٍّ سواء، كما يصيب الأشخاص من مختلف الأعراق ضمن معدَّلات مختلفة، ويقسم مرض الصدفيَّة إلى خمسة أنواع مختلفة، وهي كما يأتي:
تُعدُّ الصدفيَّة اللويحيّة أكثر أنواع مرض الصدفيَّة شيوعاً، وتظهر على شكل بقع جلديَّة حمراء ومنتفخة ومغطَّاة بطبقة من الجلد الميت ذات اللون الفضِّي المائل للأبيض، والتي غالباً ما تؤدِّي إلى الشعور بالألم والحكَّة، بالإضافة إلى تشقُّقها ونزيفها، وتظهر هذه البقع في العادة على الركبتينوفروة الرأسوالمرفقين وأسفل الظهر، أما بالنسبة للصدفيَّة القطرويَّة فتُعدُّ ثاني أكثر أنواع الصدفيَّة شيوعاً، وتصيب ما يقارب 10% من الأشخاص المصابين بالصدفيَّة، وتتمثَّل بظهور آفات جلديَّة على شكل نقاط صغيرة، ويبدأ هذا النوع من الصدفيَّة بالظهور في العادة في مرحلة الطفولة، أو في بدايةمرحلة البلوغ.
يستخدم مصطلح داء الأمعاء الالتهابي (بالإنجليزية: Inflammatory bowel disease) للتعبير عن نوعين من الأمراض الالتهابيَّة التي قد تصيب الأمعاء، وهماداء كرون(بالإنجليزية: Crohn's disease) والتهاب القولون التقرُّحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis)، ويظهر الالتهاب في هذه الحالة ضمن الطبقة الداخليَّة العميقة المبطِّنة للقولون ويكون مصحوباً بعدد من الأعراض، مثل: الإسهال المزمن، والتعب والإعياء، وفقدان الوزن، وألم البطن، والنزيف الشرجي أو خروج الدم مع البراز، ويؤدِّي الالتهاب المزمن في هذه الحالة إلى إحداث ضرر في القناة الهضميَّة، وفي ما يأتي بيان لبعض الفروقات بين داء كرون والتهاب القولون التقرُّحي:
يُعدُّالتصلُّب اللويحيأو التصلُّب المتعدِّد (بالإنجليزية: Multiple sclerosis) أحد أمراض المناعة الذاتيَّة التي تصيبالجهاز العصبي المركزي(بالإنجليزية: Central nervous system)، ممَّا يؤدِّي إلى اضطراب انتقال المعلومات في الدماغ وبين الدماغ وأجزاء الجسم المختلفة، وتُقدَّر نسبة إصابة النساء بما يزيد عن ثلاثة أضعاف إصابة الرجال بالمرض تقريباً، وتختلف الأعراض المصاحبة للمرض والناجمة عن اضطراب الإشارات العصبيَّة بين شخص وآخر، كما تختلف الأعراض مع تقدُّم المرض بناءً على نسبة الضرر الحاصل والمنطقة المتأثِّرة بالمرض،وفي ما يأتي بيان لبعض الأعراض الشائعة التي تصاحب الإصابة بالتصلُّب اللويحي:
تبدأ الإصابةبمرض السكَّري(بالإنجليزية: Diabetes Mellitus) من النوع الأوَّل بشكلٍ مفاجئ في الغالب، وتتمثَّل بانعدام إنتاج هرمونالإنسولين(بالإنجليزية: Insulin) أو إنتاج كميَّات قليلة جدّاً منه، ممَّا يؤدِّي إلى ارتفاع نسبة السكَّر في الدم عن المعدَّل الطبيعي (بالإنجليزية: Hyperglycemia)، بالإضافة إلى اضطراب استقلاب الكربوهيدرات (بالإنجليزية: Carbohydrates) أو السكريَّات والبروتينات والدهون، ويصيب هذا النوع من مرض السكَّري الأطفال والمراهقين في الغالب قبل سنِّ 30 من العُمر، ويمكن السيطرة على مرض السكَّري من النوع الأوَّل من خلال اتباع نظام غذائي صحِّي، وممارسة التمارين الرياضيَّة المناسبة وحُقن الإنسولين، ومن الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بمرض السكَّري من النوع الأوَّل ما يأتي:
يُعدُّ الدراق الجحوظي أو مرض غريفز (بالإنجليزية: Graves' disease) من أمراض المناعة الذاتيَّة التي تصيب الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Thyroid gland)، ويسبِّب الإصابةبفرط نشاط الغدَّة الدرقيَّة(بالإنجليزية: Hyperthyroidism)، إذ يُعدُّ من أكثر أسباب فرط نشاط الغدَّة شيوعاً، ومن الجدير بالذكر أنَّ معدَّل إصابة النساء بمرض غريفز يزيد عن معدَّل إصابة الرجال بما يقارب 7-8 أضعاف، وهو النوع الوحيد من فرط نشاط الغدَّة الدرقيَّة الذي قد يكون مصحوباً بالتهاب العينين وجحوظ العينين وانتفاخ الأنسجة المحيطة بهما، وفي السياق يجدر القول بأنَّ معظم الأعراض المصاحبة للمرض ناجمة عن زيادة نسبةهرمونات الغدَّة الدرقيَّة، ومنها ما يأتي:
يُعرَّف التهاب الدرقيَّة لهاشيموتو (بالإنجليزية: Hashimoto's disease) على أنَّه أحد أمراض المناعة الذاتيَّة الشائعة بين النساء أكثر من الرجال، ويؤدِّي هذا المرض إلى تدمير خلايا الغدَّة الدرقيَّة ممَّا يؤدِّي إلى قصور نشاط الغدَّة، إذ يُعدُّ أكثر الأسباب شيوعاً للإصابة بقصور الدرقيَّة (بالإنجليزية: Hypothyroidism)&rlm وظهور الأعراض المختلفة، مثل: الشعور المفرط بالبرد، والإمساك، والتعب، وزيادة الوزن، وزيادة شدَّة النزيف المصاحب للدورة الشهريَّة لدى النساء، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأعراض المرافقة للمرض قد لا تظهر إلا بعد عدَّة سنوات من الإصابة به، وغالباً ما تبدأ بملاحظة حدوث انتفاخ في الرقبة نتيجةتضخُّم الغدَّة الدرقيَّة(بالإنجليزية: Goiter)، أو الشعور بصعوبة في البلع أو انتفاخ في الحلق، إلا أنَّه في عدد من الحالات قد لا تظهر أيَّة أعراض واضحة على الشخص المصاب.
يُعدُّ التهاب الأوعية الدمويَّة أو الالتهاب الوعائي (بالإنجليزية: Vasculitis) من أمراض المناعة الذاتيَّة التي يهاجم فيها الجهاز المناعي الأوعية الدمويَّة السليمة للشخص المصاب، والتي قد تكون مسؤولة عن تغذية أيِّ عضو من أعضاء الجسم المختلفة، ممَّا قد يؤدِّي إلى ضعف التروية الدمويَّة إلى أنسجة وأعضاء الجسم، مثل: الجلد والأعصابوالرئتين، والذي بدوره قد يؤدِّي إلى ظهور مجموعة كبيرة ومتنوِّعة من الأعراض، ومن الجدير بالذكر أنَّ شدَّة الإصابة بالتهاب الأوعية الدمويَّة قد تتراوح بين الحالات البسيطة التي قد تكون مصحوبة بهبَّة واحدة من هبَّات المرض، والحالات الشديدة جدّاً المصحوبة بالعديد من هبَّات المرض على عدَّة سنوات متتالية، والتي قد تؤدِّي إلى إعاقة الشخص المصاب، ومن الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بالتهاب الأوعية الدمويَّة التنميل أو الخدران، أو الضعف في اليدين والقدمين، وضيق التنفُّس، والسعال، وظهور العقيدات أو التقرُّحات أو الفرفريَّة (بالإنجليزية: Purpura) على الجلد، أما بالنسبة للالتهاب الذي يؤثِّر في الأوعية الدمويَّة المسؤولة عن تغذية الكلى فقد لا يؤدِّي إلى ظهور أيَّة أعراض واضحة، إلا أنَّه يُعدُّ من المشاكل الصحيَّة الخطيرة.
يُعرَّف الداء البطني أومرض حساسيَّة القمح(بالإنجليزية: Coeliac disease) على أنَّه ضرر يصيب الأمعاء الدقيقة نتيجة ردَّة فعل مناعيَّة تجاه مادةالغلوتين(بالإنجليزية: Gluteen)؛ وهي عبارة عن نوع من البروتين يتواجد بشكلٍ رئيسي ضمن منتجات القمح والشعير والذرة، لذلك يؤدِّي تناول أحد هذه المنتجات من قِبَل الشخص المصاب إلى تفعيل ردَّة الفعل المناعيَّة وظهور الأعراض، والتي تكون ناجمة عن تضرُّر الزغابات المعويَّة (بالإنجليزية: Villi)؛ وهي عبارة عن نتوءات صغيرة تشبه الأصابع تبطِّن الأمعاء الدقيقة وتساعد على امتصاص العناصر المغذِّية من الطعام، وبذلك يمكن القول بأنَّ تضرُّر هذه الزغابات يؤدِّي إلى اضطراب عمليَّة امتصاص الطعام،ومن الجدير بالذكر أنَّ الأعراض المصاحبة لهذا المرض تختلف بين المصابين، فقد تصاحب الداء البطني العديد من الأعراض المختلفة،ويمكن بيان بعض منها فيما يأتي:
يُعدُّمرض أديسون(بالإنجليزية: Addison's disease)، أو القصور الكظري الأوَّلي (بالإنجليزية: Primary adrenal insufficiency) من أمراض الغدَّة الكظريَّة (بالإنجليزية: Adrenal glands) الناجمة عن تضرُّر الطبقة الخارجيَّة من الغدَّة، إذ تُعدُّ الغدد الكظريَّة أحد أجزاء نظام الغدد الصمَّاء (بالإنجليزية: Endocrine system) المهمَّة، إذ يمتلك كلُّ شخص بشكلٍ طبيعي غدَّتين كظريَّتين تقعان في الجزء العلوي من الكلى، وتنتج الغدَّة الكظريَّة بعض الهرمونات التي تؤثِّر في جميع أعضاء الجسم المختلفة، مثل هرموني الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol)&rlm والألدوستيرون (بالإنجليزية: Aldosterone)، ومن الجدير بالذكر أنَّ الغدَّة الكظريَّة تتوقَّف عن إنتاج كميَّة كافية من الهرمونات الستيرويديَّة (بالإنجليزية: Steroid hormones) عند تضرُّر ما يقارب 90% من القشرة الكظريَّة (بالإنجليزية: Adrenal cortex)، ممَّا يؤدِّي بدوره إلى بدء ظهور أعراض مرض أديسون، مثل: فقدان الوزن، والتعب والإرهاق، وألم المفاصل والبطن والعضلات، والاكتئاب، كما قد تظهر بعض الأعراض الأخرى في المراحل المتقدِّمة من المرض، مثل:الغثيان، والتقيُّؤ، والإسهال، والرغبة بتناول الملح، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأعراض المصاحبة لمرض أديسون قد تكون مصاحبة لعدد من المشاكل الصحيَّة الأخرى، وعلى الرغم من أنَّ المناعة الذاتيَّة تُعدُّ أحد أسباب الإصابة بمرض أديسون، إلا أنَّه توجد مجموعة من الأسباب الأخرى التي قد تؤدِّي إلى الإصابة بالمرض أيضاً.
تتمثَّل الإصابةبداء الثعلبة(بالإنجليزية: Alopecia areata) في فقدان الشعر على شكل بقع في مناطق محدَّدة من فروة الرأس في الغالب، أو في أجزاء أخرى من الجسم في بعض الحالات، وتظهر هذه البقع بشكلٍ مفاجئ، وفي معظم الحالات لا تظهر أيَّة أعراض واضحة عدا فقدان الشعر على الشخص المصاب، لذلك قد لا يشعر بالإصابة بالمرض إلا في حال تنبيهه من أحد الأشخاص الآخرين لفقدان جزء من الشعر مثل الحلاق، وفي بعض الحالات قد يشعر الشخص المصاب بوخز أو حرقة في المنطقة المصابة.
يُعدُّ مرض الوهن العضلي الوبيل (بالإنجليزية: Myasthenia gravis) واختصاراً MG من أمراض المناعة الذاتيَّة المزمنة التي تتمثَّل بمهاجمة الأجسام المضادَّة لمناطق التواصل العصبي العضلي للعضلات الإراديَّة خصوصاً العضلات المسؤولة عن حركة العينين والفم والحلق والأطراف، ممَّا يؤدِّي إلى ضعف هذه العضلات واضطراب عملها، وترتفع نسبة الإصابة بمرض الوهن العضلي الوبيل لدى النساء في الفترة ما بين 20-30 من العُمر، وفي سنِّ 50 أو أكثر لدى الرجال على الرغم من أنَّه قد يصيب أيَّ شخص وفي أيِّ عُمر.
تُعرَّف متلازمة غيلان باريه (بالإنجليزية: Guillain-Barré syndrome) واختصاراً GBS على أنَّها أحد أمراض المناعة الذاتيَّة النادرة المتمثِّلة بحدوث اضطراب عصبي ناجم عن مهاجمة الجهاز المناعي لأجزاء منالجهاز العصبي المحيطي(بالإنجليزية: Peripheral nervous system)، وهو عبارة عن شبكة من الأعصاب المتفرِّعة عن الدماغ والحبل الشوكي، وتتراوح شدَّة المرض بين ضعف بسيط في الأعصاب المحيطيَّة إلى شلل الشخص المصاب، ممَّا يؤدِّي إلى انعدام قدرته على التنفُّس بشكلٍ طبيعي، ومن الجدير بالذكر أنَّ معظم حالات الإصابة بمتلازمة غيلان باريه تتماثل للشفاء حتى الحالات الشديدة منه، إلا أنَّ ضعف الأعصاب قد يستمرُّ لدى بعض الأشخاص بعد التعافي من المرض، ويصيب هذا المرض الأشخاص من مختلف الفئات العُمريَّة والنساء والرجال على حدٍّ سواء، أما بالنسبة للأعراض المصاحبة للمرض فغالباً ما تبدأ بالشعور بإحساس غريب مثلالتنميلأو الخدران، أو الألم في الأطراف خصوصاً لدى الأطفال المصابين، وفي بعض الحالات تبدأ الأعراض في الجزء العلوي من الجسم ثم تنتقل بشكلٍ تدريجي إلى الأسفل لتشمل الساقين وباقي أجزاء الجسم، وفي العادة تزول الأعراض الأوَّلية بشكلٍ تامٍّ قبل بدء الأعراض الرئيسيَّة والمطوَّلة للمرض، ويُعدُّ الضعف في جانبي الجسم العرض الرئيسي المصاحب للمرض، والذي غالباً ما يدفع الشخص المصاب إلى مراجعة الطبيب، وقد يتمثَّل هذا الضعف في البداية بصعوبة المشي وصعوبة صعود الدرج.
يشبه مرض اعتلال الأعصاب المتعدِّد الالتهابي المزمن المزيل للميالين (بالإنجليزية: Chronic inflammatory demyelinating polyneuropathy) واختصاراً CIDP متلازمة غيلان باريه من ناحية مهاجمة الجهاز المناعي للأعصاب، إلا أنَّه في هذه الحالة يستمرُّ ظهور أعراض المرض لفترة أطول، كما أنَّه قد يؤدِّي إلى لجوء الشخص المصاب لاستخدام الكرسي المتحرِّك مدى العُمر في ما يقارب 30% من الحالات في حال عدم تشخيص المرض والحصول على العلاج في وقت مبكِّر.
توجد العديد من أمراض المناعة الذاتيَّة الأخرى، ومنها ما يأتي:
على الرغم من تنوُّع واختلاف أمراض المناعة الذاتيَّة إلا أنَّ العديد منها يتشارك بمجموعة من الأعراض الشائعة، وفي ما يأتي بيان لبعض منها:
لم يتمكَّن العلماء إلى الآن من تحديد المسبِّب الرئيسي للإصابة بأمراض المناعة الذاتيَّة،إلا أنَّه توجد مجموعة من عوامل الخطورة التي قد تؤدِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة بهذه الأمراض، ومنها ما يأتي:
يصعب على الطبيب تشخيص أمراض المناعة الذاتيَّة في بعض الحالات نتيجة تشابه أعراض بعض أمراض المناعة الذاتيَّة مع العديد من المشاكل الصحيَّة الأخرى، ومصاحبة هذه الأمراض لأعراض مختلفة بين الأشخاص المصابين، وتشابه العديد من أعراض أمراض المناعة الذاتيَّة مع بعضها البعض، وظهور الأعراض على شكل فترات متقطِّعة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ العلاج قد يبدأ قبل تحديد نوع المرض المصاب به الشخص، وذلك بناءً على حالته والتحاليل والاختبارات التي تم إجراؤها، ولتشخيص الإصابة بأحد هذه الأمراض يبدأ الطبيب بإجراء الفحص السريري للشخص المصاب بعد الحصول على التاريخ الصحِّي الكامل، كما قد يطلب إجراء عدد من التحاليل المخبريَّة في حال الشكِّ بالإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتيَّة، وقد تتضمَّن هذه التحاليل إجراء تحليل للدم للكشف عن وجود أنواع محدَّدة من الأجسام المضادَّة الذاتيَّة (بالإنجليزية: Autoantibodies)، والكشف عنسرعة ترسُّب الدم(بالإنجليزية: Erythrocyte sedimentation rate) واختصاراً ESR، والبروتين المتفاعل-C (بالإنجليزية: C-reactive protein) واختصاراً CRP.
في الحقيقة لا يوجد علاج شافٍ للعديد من أمراض المناعة الذاتيَّة، ويعتمد العلاج على نوع المرض المصاب به الشخص، ويهدف بشكلٍ رئيسي إلى السيطرة على الأعراض المصاحبة للمرض خصوصاً خلال هبَّات وانتكاسات المرض، وفي ما يأتي بيان لبعض الطرق العلاجيَّة المتَّبعة:
"