يعد علم الإدارة من أهم العلوم التي ترتبط بحياة الناس، حيث تسعى المنظومة الإدارية إلى توفير كافة السبل المُناسبة لتسيير العمليات وفقًا لمنهجية الإدارة ورؤيتها، وجاء علم الإدارة في بداياته من أجل عكس العلوم على الواقع الإداري مُحاوِلًا إيجاد حلول للمشكلات الإدارية، وتطوير العمليات الإدارية ذاتها، ويشمل ذلك بحوث العمليات، وتحليل النظم الإدارية، ونظم إدارة المعلومات، والذي مهَّد إلى تأسيس معهد العلوم الإدارية في عام 1953م بواسطة جمعية أبحاث العمليات الأمريكية، وكان هذا المعهد يهدف إلى توسيع نطاق فهم العمليات الإدارية، وإرساء أسس موحدة لتطبيق الإدارة، وتنبثق إدارة الأعمال من مفهوم الإدارة العام، وفي هذا المقال سيتم الإجابة عن سؤال ما هي إدارة الأعمال.
يمكن الإجابة عن سؤال ما هي إدارة الأعمال من خلال توضيح مفهوم العملية الإدارية في مجال الأعمال، فهي مجموعة مُنظَّمة ومتتابعة من الإجراءات التي يتم تنفيذها في المنظمات من أجل ضبط عملياتها وأنشطتها الحيوية ومساعدتها على الوصول إلى الأهداف التي تسعى هذه المنظمات إلى تحقيقها، وتشمل إدارة الأعمال عمليات التوجيه والتنظيم والتخطيط والرقابة، ويسمى علم إدارة الأعمال في اللغة الإنجليزية business management، ومن أهم المتطلبات التي يجب توافرها على من يقوم على إدارة أعمال الشركات أن يكون لديه معرفة موسَّعة في العديد من العلوم المرتبطة بالاقتصاد، ومن أبرزها معرفته بعلم التسويق، وعلم المحاسبة، وقدرته على ضبط العمليات اللوجستية بحيث تخدم أهداف المنظمة، وبهذا يتم الإجابة عن سؤال ما هي إدارة الأعمال من حيث المفهوم والمتطلبات.
إن الإجابة عن سؤال ما هي إدارة الأعمال يقود إلى البحث عن تاريخ إدارة الأعمال وظهورها في العلم الاقتصادي الحديث، حيث كان هناك العديد من المؤسسين لمفهوم الإدارة في الأعمال والذي وضعوا حجر الأساس له، وكان من أبرزهم الإنجليزي توماس مور في القرن السادس عشر الميلادي، والذي بيَّن أن علمية إدارة المهام في المنظمات تؤثر بشكل كبير على ارتفاع أو انخفاض كفاءة المنظمات في أداء عملها، كما أكّد على أن إدارة الأعمال بشيء سيء قد تقود إلى حدوث بعض الإخفاقات في البيئة المُنظَّمية.
كما أن هناك أهمية كبرى لوجود التخطيط والتنظيم والرقابة الفعالة على جميع الموارد التي تُتاح في المنظمات ضمن سياسات إدارية محددة تُؤدِّي في النهاية إلى تحقيق الأهداف المُخطط لها مُسبقًا، كما كانت هناك إسهامات فاعلة لبيتر دراكر في إدارة أعمال المنظمات في القرن العشرين، والذي لُقِّب بمدير الإدارة، حيث بيَّنَ أن المهمة الأساسية لإدارة المنظمات تتمثل في عمليتين أساسيتين هما التسويق والابتكار، ومن الناحية التنظيمية فقد تحتوي المنظمة على مدير واحد تكون في يديه معظم السلطات، كما يمكن أن يوجد العديد من مدراء الأعمال في المنظمة ذاتها، والذين قد يتوزعون على جنسيات متعددة لتُناط بهم أدوار متكاملة، لكن المنظمات في هذه الحالة تكون ذات طابع إقليمي، وقد يصل عدد مدراء بعض منظمات الأعمال إلى المئات.
يدخل في إطار الإجابة عن سؤال ما هي إدارة الأعمال معرفة الوظائف الإدارية التي تقع على عاتق المدراء في منظمات الأعمال، والتي من خلالها يتم تحقيق أهداف المنظمات بتنفيذ المهام الوظيفية للأقسام الإدارية في تلك المنظمات، ومن أبرز الوظائف الإدارية لإدارة الأعمال ما يأتي:
عند الإجابة عن سؤال ما هي إدارة الأعمال لا بد من الوقوف على الناحية القيادية، وتوضيح أثرها على البيئة الوظيفيَّة في المنظمة، حيث يجب على مدير الأعمال أن يكون قادرًا على استقطاب أفضل الكوادر المؤهلة لخدمة المصلحة العامة للمنظمة وتحقيقها أهدافها الرئيسية، وأن يمنح هذه الكوادر الدافع لتحقيق الأفضل، وذلك من خلال رفع حافز الموظفين للإنجاز، وإخراج أفضل ما لدى كادر المنظمات، وهذا يُساهم في زيادة إنتاجية المنظمات، ويجعلها أكثر قدرة على الدخول بقوة في المنافسة على الحصص السوقية المُتاحة من الزبائن المُحتملين، كما تسعى إدارات الأعمال إلى تخفيض الكلف الإنتاجية إلى أكبر قدر ممكن، والحد من عمليات إهدار المال في المنظمة ومحاسبة المتسببين فيها.