ماهو التخطيط المالي والميزانية التقديرية

الكاتب: وسام ونوس -
ماهو التخطيط المالي والميزانية التقديرية

 

 

ماهو التخطيط المالي والميزانية التقديرية

 

يشير مفهوم التخطيط المالي إلى تلك العملية المنظمة التي تساعد على اتخاذ القرارات الصائبة أو المعقولة حول الأموال المتعلقة بأهداف الشركة، الأمر الذي يساعد في تقدير قيمة رأس المال، كما يفيد التخطيط المالي في وضع الإطار العام للتنافسية بين المنظمات وتحديد أفضل السياسات المتعلقة بقرارات الشراء أو الاستثمار، كما يساعد التخطيط المالي الجيد على توقع حدوث بعض الأحداث المالية التي تخص نشاط المنشأة، ووضع خطة طوارئ لإدارة المخاطر المالية والأزمات في المستقبل الأمر الذي يجلب الاستقرار المالي للمنظمة، وتعد الميزانية التقديرية من المفاهيم المرتبطة بالتخطيط المالي, وفي هذا المقال سيتم تناول تعريف الميزانية التقديرية.

تعريف الميزانية التقديرية

يمكن تعريف الميزانية التقديرية على أنها إحدى وسائل التخطيط المالي التي تحدث على مستوى المنظمات، ومن خلال الميزانية التقديرية يتم رسم الخطوط العامة لأنشطة المنظمة في فترات مالية لاحقة لفترة وضع ميزانيتها التقديرية، وتضم الميزانية التقديرية تلخيصًا مُتوقعًا لما ستقوم به من أنشطة مرتبطة بنشاطها التجاري، ومن أبرز فوائد استخدام الميزانيات التقديرية كأحد وسائل التخطيط المالي أنها تساعد في توقع التكلفة الإنتاجية أو التصنيعية التي ستتكبدها المنظمة من أجل أن تكون قادرة على الاستمرار في العمليات الإنتاجية أو البيعية على النحو الذي يأمله المُلاك أو صانعو القرار في المنظمات، كما يمكن من خلال استخدام الميزانيات التقديرية تقدير السعة الإنتاجية للمنظمة، وتحديد مدى قدرتها على بيع ما يتم إنتاجه تبعًا للمتغيرات السوقية ومُجمل الظروف التي قد تؤثر على نشاط المنظمة بشكل إيجابي أو سلبي، وتختص الميزانية التقديرية بفترة محددة يتم فيها توقع ما سيحدث طيلة تلك الفترة.

أنواع الميزانيات التقديرية

تتفق الميزانيات التقديرية في المنظمات من حيث إطارها وأهدافها العامة، لكنها قد تختلف في بعض التفاصيل الداخلية، ومن أهم المعايير التي تستخدم في التمييز بين الميزانيات التقديرية المعيار الذي يصنف الميزانية التقديرية تبعًا للتأثر والتفاعل مع حجم النشاط التجاري للمنظمة خلال فترة التخمين التي تتضمنها الميزانية التقديرية، وفيما يأتي أنواع الميزانيات التقديرية:

الميزانيات التقديرية الثابتة

يسمى هذا النوع من أنواع الميزانيات التقديرية في اللغة الإنجليزية fixed budget، ومن أهم ما يميزها أنها لا تتغير القيم التي تحتوي عليها من خلال حدوث زيادة أو نقص في حجم النشاط التجاري للمنشأة خلال الفترة الزمنية التي تخصها، حيث يتم رصد قيم البنود المالية فيها مسبقًا بشكل منفصل عن حجم النشاط التجاري، الأمر الذي يجعل قيم هذه البنود ثابتة، ومن الأمثلة على الميزانيات الثابتة ثبات مصروف محدد كمصروف العمولة أو المكافئة على العمليات البيعية دون ارتباط هذه المصروف بنسبة المبيعات خلال تلك الفترة، وعليه فإن هذا المصروف سيتم تكبده بصرف النظر على زيادة المبيعات أو نقصانها.

الميزانيات التقديرية المتغيرة

والتي يُطلق عليها أحيانًا الميزانيات التقديرية المرنة، ويسمى هذا النوع من أنواع الميزانيات في اللغة الإنجليزية flexible budget، وفيها توضع أرصدة لمجموعة من البنود المالية بحيث تتأثر هذه الأرصدة لما يحدث من متغيرات خلال الفترة التي تستهدفها هذه الميزانيات، ويتصف هذا النوع من الميزانيات بالمرونة العالية لأنه يتجاوب مع الأحداث الفعلية التي قد تخالف التوقعات المُسبقة التي يتم رصدها من قبل المختصين بوضع الميزانيات التقديرية

وتُبنى الميزانيات التقديرية المتغيرة حدوث تغييرات في قيم التكاليف التي تخص العملية الإنتاجية أو العملية البيعية، كما قد تزداد النفقات المتعلقة بالعمولات البيعية في حال حدوث زيادة في حجم المبيعات، حيث تزداد العمولات على المبيعات في هذا النوع ولا تبقى ثابتة لأنها مرتبطة بشكل مباشر بعمليات البيع الفعلية، ويعتبر هذا النوع من الميزانيات التقديرية من أفضل الوسائل التي تستخدم في قياس كفاءة مدراء الأقسام لأنه يُعبِّر عن مدى استجابتهم المرنة مع الأحداث والأزمات التي تتعرض لها المُنظمة والتي يمكن أن تؤثر على تحقيق الأهداف الاستراتيجية للأقسام والمنظمات ككل

الميزانية الفردية

لا يتقصر مفهوم الميزانية التقديرية كأحد أدوات التخطيط المالي على مستوى المنظمات فقط، بل إن لكل فرد سياسات خاصة بالادخار والإنفاق، وهذا ما يمهد إلى وجود ميزانيات تقديرية ذاتية أو فردية يتم من خلالها إدارة الدخل الفردي، ومما يساعد على أن تكون هذه الميزانية الفردية ناجحة وتُمكّن صاحبها من أهدافها أن يكون هناك غرض واضح لإعدادها، ويتم ذلك من خلال تحديد الأولويات المالية، وعند إعداد الميزانية الفردية يجب تحقيق التوازن بين التضحية المادية في شراء بعض المتطلبات من أجل أن يتم إنفاق الأموال التي تم التضحية بها في مكان آخر، ومن أبرز الأمثلة على ذلك أن يتم التضحية بشراء الحاجيات الثانوية الجديدة ليتم بدلًا عن ذلك تسديد الديون والمستحقات القديمة المُترتبة على الفرد.

 
ومن أهم ما يجب مراعاته في الميزانيات الفردية أن يتم التركيز على إدخار المال الذي يساعد الإنسان في فترة التقاعد عندما يصبح غير قادر على العمل، كما يجب إعطاء أهمية لعامل الزمن من خلال ربط الأهداف المالية بفترات زمنية محددة لأن ذلك يساعد على زيادة الحافز الفردي للوصول إلى الأهداف المالية، ويساعد هذه الأهداف على التحقق لأنها تُصبح واقعية بشكل أكبر، كما ينبغي على الفرد أن يراعي الأموال التي ينفقها على الترفيه الشخصي وأن تكون هذه الأموال التي يتم صرفها على الترفيه معقولة، كما أن أخذ مشورة الأفراد ذوي الاختصاص والمُجرِّبين يساعد الإنسان على أن يسير ضمن خطة واضحة يحقق فيها أهدافه المالية، ويصبح أكثر قدرة على تخفيض النفقات وتحقيق الأهداف المالية ذات الأولوية القصوى فالتي تليها.
شارك المقالة:
885 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook