سيناريوهات أمام قطاع الطيران في مطارات أبوظبي
محمد بن حمد آل نهيان
نحن أقرب إلى سيناريو التعافي السريع من آثار «كوفيد 19» في قطاع الطيران في أبوظبي، بكل أبعاده، من مطارات وأسطول ونقل ومسافرين.
مر على قطاع الطيران العديد من الأزمات لم يكن أي منها بحدة ولا بنوعية وباء «كوفيد 19». ففي كثير من الأزمات السابقة، كانت فرص التعافي أكبر بكثير مما هي في «كوفيد 19»، حيث كان الاقتصاد في الأزمات السابقة قادراً على ضخ التمويلات الضرورية لإنعاش قطاع الطيران، وكان التعاون العالمي والإقليمي في وضع صحي وتكاملي.
في حالة «كوفيد 19»، جاءت التأثيرات أكثر شراسة وشمولاً لكل قطاعات الاقتصاد الجزئي كما للاقتصادات الكلية، مما أضعف الفرص لضخ التمويلات على الرغم من تفاوت هذه القدرات بين دولة وأخرى. هذا التفاوت من شأنه أيضاً أن يضعف فرص التكامل والتعاون على المستويات الإقليمية والدولية.
وإضافة إلى أثر الوباء في جعل الاقتصادات الكلية أكثر هشاشة، فقد أثار موجة من الشكوك على مستوى العلاقات الدولية، الأمر الذي يضعف فرص التكامل والتعاون الدوليين، للمساهمة في خروج سلس لقطاع الطيران من آثار ومترتبات الجائحة.
ويمكن وضع أربعة سيناريوهات محتملة ترتكز على محورين؛ محور قدرة الاقتصاد الكلي على دعم قطاع الطيران، ومحور التعاون والتكامل الإقليمي والدولي.
السيناريو الأول: يتضمن نمو الاقتصاد الكلي وقوة قدرته على دعم قطاع الطيران، وضعف تعاون وتكامل إقليمي ودولي، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تعافٍ متوسط الأجل، مع فرص حركة داخلية قوية وضعيفة خارجياً.
السيناريو الثاني: يتضمن ركود الاقتصاد الكلي وضعف قدرته على دعم قطاع الطيران، وضعف تعاون وتكامل إقليمي ودولي، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تعافٍ طويل الأمد لحدود العقد الكامل مع فرص حركة ضعيفة.
السيناريو الثالث: يتضمن نمو الاقتصاد الكلي وقوة قدرته على دعم قطاع الطيران، وقوة تعاون وتكامل إقليمي ودولي، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تعافٍ سريع مع فرص حركة ونشاط عاليين على المستوى المحلي والدولي.
السيناريو الرابع: يتضمن ركود الاقتصاد الكلي وضعف قدرته على دعم قطاع الطيران، وقوة تعاون وتكامل إقليمي ودولي، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تعافٍ متوسط الأجل، مع فرص حركة متوسطة.
وبالنظر إلى وضع قطاع الطيران في إمارة أبوظبي، فإن قدرة الاقتصاد الكلي على دعم قطاع الطيران ما زال في مستوى عالٍ، وما تحظى به إمارة أبوظبي من احترام وثقة في العلاقات الدولية، يجعلان سيناريو التعافي السريع هو السيناريو الأكثر ترجيحاً.
ولعل أسوأها يكون سيناريو خمس سنوات الناجم عن تعاون دولي قوي وركود في الاقتصاد الكلي، وهو ما لا تتوفر له أية دلالات أو أي ملامح لوقوعه هنا في أبوظبي.
نحن أقرب إلى سيناريو التعافي السريع من آثار «كوفيد 19» على قطاع الطيران في إمارة أبوظبي، بكل أبعاده، من مطارات وأسطول ونقل ومسافرين.
* رئيس مجلس إدارة مطارات أبوظبي
العربية
