تعرف على متطلبات مشروع راديو الإنترنت

الكاتب: وسام ونوس -
تعرف على متطلبات مشروع راديو الإنترنت

 

 

تعرف على متطلبات مشروع راديو الإنترنت

 
راديو الإنترنت له فوائد اقتصادية يمكن استغلالها
 
خلقت شبكة الإنترنت منذ تأسيسها ميزة نسبية كبيرة لمجتمع الأعمال، وخاصة في المنطقة العربية، وهي خفض تكلفة عناصر الإنتاج (العمل، البشر، رأس المال.. الخ)، بما يسهل على الشباب ذوي القدرات المالية الصغيرة إنشاء مؤسسات قد يصعب إقامتها على أرض الواقع.
 
وفي هذا الإطار أصبح ممكنا لأي شخص يملك مدخرات صغيرة أن ينشئ راديو على الإنترنت من منزله ويستثمره اقتصاديا عبر اجتذاب إعلانات وحملات دعائية لمنتجات وغيرها. ولعل القيود القانونية والسياسية على إنشاء مثل هذه المحطات الإذاعية الإلكترونية ليست بحدة نظيرتها التقليدية، لا سيما أنها تنشأ غالبا تحت بند شركات قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في عدد من الدول العربية.
وتتنوع إذاعات الإنترنت بين أن تكون موقعا يحمل برامج مسجلة سلفا في موضوعات معينة، ثم يسمعها الزوار في أي وقت أو برامج تبث مباشرة، ويتفاعل معها الزوار بجانب البرامج المسجلة.
وتبدو أهمية الجانب الاقتصادي في إنشاء إذاعات إلكترونية من أن هناك سوقا واسعة من الزوار العرب في منطقتنا لا زالوا بحاجة لخدمات جديدة، فتشير إحصاءات البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي يقدرون بـ8 ملايين من إجمالي 800 مليون مستخدم في العالم في نهاية 2003. بينما تشير بعض الدراسات إلى أن أرقام عام 2004 تصل بهؤلاء المستخدمين إلى 10 ملايين.
 
وأدت أهمية إذاعات الإنترنت التي انتشرت بشكل كبير في العالم الغربي إلى أن بعض أجهزة الراديو التقليدية تتيح الاستماع إلى المحطات الإذاعية الإلكترونية، ومن هذه الأجهزة “جلوبال تيونر إن تيون 200″، وذلك للاستفادة من هذه المحطات في الدعاية للمنتجات وغيره.
 
فكرة الصوت الإلكتروني
 
وأول أمر مهم في إنشاء راديو للإنترنت، هو فهم طبيعة الصوت على الوب، وفي هذا الصدد يقول المهندس عبد الفتاح مصطفى أحد خبراء تكنولوجيا المعلومات: إن إقامة إذاعة سيتم بفضل ما يسمى تكنولوجيا تدفق المعلومات Streaming Technology التي تستطيع تشغيل المواد الصوتية Audio والصور المتحركة Video، أثناء عملية تحميلها من خلال الإنترنت.
 
فالصوت المتدفق هو الذي يتم تشغيله في لحظة وصوله. وهذا بديل عن الصوت المسجل مثل ملفات WavFiles، والتي لا تبدأ في التشغيل حتى يتم وصول جميع مكونات الملف.
ولتوضيح هذا الأمر يمكن ملاحظة ما يحدث عندما يتم طلب صفحة موقع جديدة، فالزائر ينتظر بعض الوقت أثناء وصول الصفحة على دفعات، والسبب -كما يقول المهندس مصطفى- هو أن معلومات الصفحة يتم تجزئتها إلى حزم معلومات صغيرة ترسل بالتتابع إلى الموقع الذي يطلبها، وبالتالي فكلما كان ملف تلك المعلومات أكبر حجما تطلب وصوله وقتا أكبر.
 
ولما كانت ملفات الصوت ضخمة الحجم، فإن اكتمال وصولها يتطلب وقتا طويلا. ولقد حلت تكنولوجيا التدفق Streaming هذه المشكلة، وذلك بتشغيل الرزم بمجرد وصولها دون الانتظار حتى يكتمل الملف. وهذه التكنولوجيا هي المناسبة في حالة البث الحي عبر الإنترنت. فالصوت المتدفق في حاجة إلى دعم من برنامج خاص plug-in player يأتي عادة مع برنامج التصفح browser أو قد تحصل عليه مجانا من الإنترنت.
 
متطلبات
 
ويتفق خبراء تكنولوجيا المعلومات على عدة متطلبات أساسية لإنشاء راديو الإنترنت من المنزل، وأبرزها:
 
– كمبيوتر مزود بمودم ذي قدرة لا تقل عن 28.8 كيلوبايت، وذلك حتى يقوم راديو الإنترنت بعملية البث الإذاعي، بجودة مقبولة، كما تحتاج أيضا إلى بطاقة صوت وسماعتين مناسبتين وبرنامج windows media player وبرنامج real player .
 
– نطاق ذبذبات band width بكمية كبيرة، فإذا كنت تتوقع 100 مستمع لمحطتك الإذاعية في نفس الوقت مثلا، فإن كل مستمع بحاجة إلى أن تمده بنطاق ذبذبات قدره 20 كيلوبايت، وبالتالي فإنك في حاجة إلى اتصال بالإنترنت بقدرة 2 ميجابيت من نطاق الذبذبات، والتي تعني كمية المعلومات التي يمكن إرسالها في الثانية.
 
– إنشاء موقع إلكتروني، ثم وضع الرابط الخاص براديو الإنترنت في هذا الموقع، وتحديد وقت معين يمكن بث راديو الإنترنت فيه، وأيضا تحديد المادة الإعلامية التي سيتم تسجيلها.
– تحديد الوسيلة التي يمكن من خلالها تعريف عدد كبير من الأشخاص بأن هناك راديو إنترنت يمكن الاستماع إليه، وذلك عبر البريد الإلكتروني أو رسائل المحمول أو أي طريقة أخرى يراها صاحب الراديو مناسبة لتسويق موقعه.
 
تكاليف الراديو
 
تختلف التكاليف المتوقعة باختلاف الأغراض من راديو الإنترنت، خاصة لمن يرغبون في استثماره اقتصاديا من منازلهم، ولعل أبرزها كالتالي:
 
– خط إنترنت فائق السرعة قد يتراوح متوسط تكلفته في الدول العربية ما بين 30 إلى 50 دولارا شهريا.
 
– شراء البرنامج المقدم لخدمة الاتصال الهاتفي والذي يتيح الاتصال بعدد كبير من المستمعين، لا يتعدى 300 دولار، (يمكن التجريب بالبرنامج المجاني في البداية).
 
– تكلفة إنشاء موقع يوضع فيه الرابط الخاص براديو الإنترنت، وتتراوح متوسط التكلفة من ألف إلى ألفي دولار.
 
– دعاية إلكترونية للراديو عبر إرسال مليون عنوان إلكتروني عشوائي بحوالي 250 دولار تقريبا، أو من خلال المحمول بتكلفة إجمالية 70 دولارًا لكل ألف رسالة.
 
الابتكار هو الأساس
 
وإذا كان مجمل التكاليف لراديو الإنترنت في إطار منطقتنا العربية قد يتراوح ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف دولار، فإن الأمر المهم الذي يجب أن يكون رأس المال الحقيقي لهذا الراديو هو ابتكار أفكار إذاعية تجذب الزوار، خاصة أن المنافسة شرسة للغاية من قبل الفضائيات ومواقع الإنترنت التي تعتمد على الفيديو.
ولا زال راديو الإنترنت غير منتشر في المنطقة العربية، وإن كانت بعض الإذاعات العربية أنشأت مواقع إلكترونية ونقلت عليها برامجها، دون إضافة برامج تتناسب مع طبيعة الوب ومستمعيه الذي يختلفون في احتياجاتهم عن المستمعين التقليديين.
يبقى أن بدء هذه النوعية من الأفكار الاستثمارية يحتاج إلى دراسة جيدة لسوق الإنترنت والمساحات الغائبة لكي يتم استثمارها، فضلا عن مهارات إبداعية، فالراديو لن يسمعه أحد ما لم يقدم أفكارا جذابة، قد تجر وراءها أعمالا تجارية.
 
شارك المقالة:
526 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook