تقع الخارجة في الجزء الشمالي الغربي من قارة أفريقيا، في جنوب وسط جمهورية مصر العربية، على بعد حوالي 530 كم من العاصمة القاهرة، و 373 كم من سواحل البحر الأحمر.
تتواجد هذه الواحة على بعد 200 كيلومتر غرب نهر النيل في محافظة الوادي الجديد في الصحراء الغربية، وهي العاصمة في هذه المحافظة، والصحراء حيث تقع تعرف أيضا بإسم الصحراء الليبية.
تحتل الواحة منخفضا في الجزء الجنوبي من الصحراء، وهي تتمتع بتضاريس مسطحة نسبيا، وأدنى نقطة فيها تكون عند مستوى سطح البحر، وأعلى نقطة إلى 400 متر فوق مستوى سطح البحر.
تتمتع المنطقة بمناخ صحراوي وجاف، مع درجات الحرارة في فصل الصيف قد تصل خلال النهار إلى 48 درجة مئوية، بينما تنخفض في الليل إلى 10 درجات مئوية.
تنقسم السنة إلى موسمين، الصيف والشتاء، الأول حار وجاف يبدأ من أبريل وينتهي في أكتوبر، والثاني بارد ومعتدل يبدأ من نوفمبر وينتهي في مارس.
تتساقط معظم الأمطار في الشتاء، لكنها تساقطات ضئيلة للغاية، وقد تستمر المنطقة في بعض الفترات دون أي تساقطات لعدة سنوات متتالية.
عاش البشر في المنطقة التي تشكل الخارجة منذ العصر الحجري القديم، في فترة كانت فيه الواحة موطنا لبحيرة كبيرة غطت معظم المنخفضات، ووفرت موقعا إزدهرت فيه الحيوانات والنباتات والبشر على حد سواء.
تراجعت الحياة في المنطقة مع تراجع مياه البحيرة، ولا يزال من الممكن حتى اليوم مشاهدة بعض بقايا قاع البحيرة التي تمثل علامة مهمة عن الماضي الجيولوجي للواحة.
إبان حكم الفرس للمنطقة، تم استغلال الواحة كأرض زراعية، وفيها قاموا بإنشاء نظام مياه متطور يعرف باسم “مناور” يعتمد على قنوات مائية تنقل المياه عن طريق الجاذبية إلى السطح المراد زراعته.
تراجعت أهمية الخارجة بحلول القرن الخامس عشر، لكنها ظلت بمثابة طريق تجارية رئيسية للاستيراد و التصدير بين مصر والدول الإفريقية في الجنوب، لكن لا توجد هناك سوى القليل من البقايا التاريخية من هذه الفترة.
تحتوي الواحة على أدلة ثمينة من تحول الأراضي الرطبة إلى الصحراء الحالية، وبقايا أثرية من فترات مختلفة توضح تسلسل الأحداث والحضرات على مدار أكثر من 10 آلاف سنة.
تضم الواحة مجموعة فريدة من الحيوانات والنباتات النادرة، تشمل الثدييات مثل غزال دوركاس، والحشرات مثل قليلات الأشواك، والنباتات مثل العشار الباسق.
تم تقديم مقترح إدراج واحة الخارجة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو من قبل الوفد الدائم لجمهورية مصر العربية لدى المنظمة في سنة 2015، وقد اعتمد الوفد على أهمية الواحة كشاهد على تاريخ المنطقة والحياة على أطراف الصحراء.